أنقرة - الأناضول : أكدت وكالة «الأناضول» التركية أنه رغم الأبراج الشاهقة التي تكشف عن نمو معماري حديث ينطلق سريعا في قطر، إلا أن الحصون والقصور التاريخية إضافة إلى القلاع والنقوش القديمة، ما زالت معلما بارزا يجسد تاريخ قطر والخليج. وقالت في تقرير بعنوان «الآثار وقلاع ونقوش قديمة في قطر.. تاريخ تحت رمال الصحراء» اكتشفت مؤخرا مواقع أثرية تحوي نقوشا ومجسمات قديمة تعكس الحياة وأدواتها القديمة في تلك المناطق بعد أن غمرتها رمال الصحراء. وأضافت: تملك هيئة متاحف قطر رؤية لترميم تلك الحصون وحمايتها محافظة بذلك على ماضيها لأجل الأجيال القادمة بحسب فيصل عبدالله النعيمي مدير إدارة الآثار قطر. ويقول النعيمي لمراسل الأناضول بالدوحة: فريق الآثار يقوم بالتنقيب على البنى التراثية في جميع أنحاء البلاد بما فيها المناطق الساحلية في الشمال والمناطق الصحراوية النائية في الجنوب. ومن أشهر قلاع قطر وأحدثها قلعة الزبارة إلى جانب القلاع الأخرى بالساحل الشمالي الغربي في فريحة، الرويضة، اليوسفية، بئر الحسين، الثغب وزكريت، والتي كانت تراقب مدخل شبه جزيرة رأس بروق.وعلى الساحل الشرقي تقع قلاع الحويلة الزرقاء والعذبة، وفي مناطق حول الدوحة في الكوت وأم صلال والوجبة التي تعد أقدم قلعة في قطر. ويشير النعيمي إلى أن تلك القلاع والحصون يختلف قدمها بحسب كل حقبة كانت فيها فمنها ما يعود لمئات الأعوام ومنها ما هو حديث. قلعة أركياتتمثل قلعة أركيات نموذجيا للقلاع الصحراوية في قطر حيث تحوي ثلاثة أبراج مستطيلة وبرجا مستديرا وهي واحدة من عديد القلاع الصحراوية التي يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر وأحد القلائل منها التي رممت في ثمانينيات القرن الماضي. وتضم القلعة بئرا للمياه العذبة كما توجد بقايا متناثرة من قرية قريبة من القلعة ويعني اسم أركيات بئر باللغة العربية، ما يرجح أن القلعة بنيت لحماية مصادر المياه الأساسية في المنطقة. عشرات الأبراجوتحتضن قطر عشرات الأبراج القديمة التي بنيت بغرض حماية الأدوية التي كانت تجمع مياه الأمطار الثمينة ولمراقبة قدوم السفن كما قد تكون استخدمت كذلك كمركز لتحديد التقويم القمري. وكانت معظم المستوطنات المبكرة تحتضن برجا واحدا أو اكثر واختلفت أشكالها من أسطوانية إلى مستطيلة بنيت عادة من الحجارة ومن أشهرها أبراج برزان وأبراج الخور. المستوطناتوتنتشر المستوطنات القديمة في كثير من أنحاء قطر واكتشف أغلب تلك المستوطنات العام 1950 وغالبا ما تحوي بقايا لمدن قديمة كالآبار والمجازن والمدابس. وأخليت منذ زمن بعيد تلك القرى والمستوطنات التي كانت منتشرة على طول الخط الساحلي لدولة قطر والمناطق الداخلية منها. من أهم تلك المستوطنات موقع الرويضة الأثري، موقع فريحة ومدينة مروب، التي ترجع للعصور الوسطى. مروب الأثريةوتقع مدينة مروب الأثرية في المنطقة الشمالية من شبه جزيرة قطر ويعود تاريخها إلى نهاية العصر الأموي وبداية العصر العباسي. وعلى إثر التنقيب الذي جرى فيها تم الكشف عن مجموعة من المنازل الأثرية التي لا تزال أطلالها قائمة إلى الآن.. وتتكون من 255 منزلا وزعت في ثلاث مجموعات بنائية أكبرها 170 منزلا ومجموعتان صغيرتان بالجهتين الغربية والجنوبية على مسافات متباعدة من قصر مروب المحصن الذي يتوسط المدينة. ومن ضمن الأثريات البارزة في قطر والتي يكثر الاهتمام بها هي النقوش الصخرية ويمكن العثور على هذه النقوش على طول ساحل قطر. النقوشومن أهم تلك المناطق التي وجدت بها تلك النقوش، البدع، الجساسية، الفريحة، بلاع، الغارية، جبل فويرط، جبيلات عين محمد وغيرها. كما تقع مرتفعات الجساسية قرب الشاطئ على الساحل الشمالي الشرقي لشبه جزيرة قطر وأهم ما يميز هذا الموقع هي تلك النقوش الصخرية التي تزين تلك المرتفعات. ويبلغ عدد تلك النقوش ما يقارب 900 نقش مركب ومفرد حيث تحتوي على مجموعة من العلامات التي تشبه الأكواب مكتملة الشكل. كما تحوي رسوما على هيئة سفن بالمجاديف ويعتقد أن المنحوتات من هذه القوارب تبدو مثل القوارب التي كانت تستخدم في تجارة اللؤلؤ والمعروف باسم (بتيل والبقرة). كما يحتوي موقع الجساسية على رسومات حيوانية تصور النعامة والسحلفاة والأسماك. 250 سنةومن خلال الفحص الدقيق لأبعاد المنحوتات الصخرية ذكر بعض الباحثين أن تاريخها يعود إلى النصف الثاني من الألفية الثالثة قبل الميلاد والبعض الآخر يذكر بأنها تعود إلى 250 سنة ولعبت الآبار دورا هاما كونها المصدر الرئيسي للمياه الطبيعية في ظل عدم وجود أنهار دائمة غير أن أغلبها جفت وتقهقرت وتقع في مناطق غير مأهولة بالسكان. ووثق حتى الآن من الآبار والعيون ما مجموعه 107 كما سجل موقعها الدقيق والتقنية المستخدمة في بنائها وتاريخها والتقاليد المرتبطة بها استنادا إلى مقابلات تم إجراؤها مع السكان المحليين. وأشهر تلك الآبار عين حليتان بمدينة الخور شمال شرق الدوحة.. وتقع العين على الساحل الغربي للخور وهي أسطوانية الشكل مبنية من الحصى والطين والجص وكانت سببا رئيسيا لاستقرار قبيلة المهاندة بالمدينة.
مشاركة :