سانت هيلينا - تقع جزيرة سانت هيلينا في المحيط الأطلسي وهي تابعة لبريطانيا، بالإضافة إلى أنها تتمتّع بشهرة كبيرة نظرا إلى كونها منفى نابليون بونابرت عام 1815، وتمتاز بجبالها المنحدرة بشدة والصخور البركانية المظلمة. ويقوم قطاع السياحة في سانت هيلينا على أساس الدعاية كونها منفى نابليون ويوجد بها ملعب غولف، كما أنها تنتج ما يفترض بأنها أغلى قهوة في العالم. ويعمل ديريك ريتشاردز وزوجته ليندا منذ العام الماضي على إدارة فندق صغير في سان بوليس، التي تقع على مسافة 10 دقائق بالسيارة من عاصمة الجزيرة جيمستاون، وقد تم إلحاق غرفتي الفندق بالمنزل الخاص بهما. وأشار ريتشاردز، البالغ من العمر 52 عاما، إلى أنه خطط لإنشاء هذا الفندق الصغير منذ فترة طويلة، ولكن السياح لم يأتوا بصورة منتظمة. مطار الجزيرة مع إنشاء مطار في الجزيرة تغيّرت ديناميكية الحياة بها، حتى بالنسبة إلى سكّان الجزيرة، حيث لم يعد يضطر المرء للانتظار لمدة خمسة أيام، إذا رغب في الانطلاق في إجازة، وهذا كان الواقع سابقا في جزيرة هيلينا، التي لم تكن وجهة سياحية في السابق. جزيرة سانت هيلينا اشتهرت قبل 200 عام، لأنها كانت منفى القائد العسكري الفرنسي نابليون بونابرت من عام 1815 حتى وفاته 1821 وكانت سفينة البريد البريطاني (آر أم إس إس تي هيلينا) تربط جزيرة هيلينا بالوطن الأم منذ 1990، كما كانت تبحر إلى الميناء الأقرب في كيب تاون بجنوب أفريقيا، وقد حافظ وصول اللحوم والخضروات والأدوية شهريا على نبض الحياة في الجزيرة، ومع تدشين الجسر الجوي تم تكهين السفينة القديمة في 10 فبراير 2018 والاعتماد على سفينة جديدة، ولكن السفينة الجديدة بريكست رفعت أسعارها، ويأمل السكان أن تزدهر حركة السياحة في الجزيرة من أجل تعزيز الاقتصاد وتقليل الاعتماد على الحكومة البريطانية. وقد شهدت الجزيرة العديد من الاستثمارات سواء من الأفراد العاديين أو حكومة الجزيرة، التي قامت بترميم وتجديد ثلاثة منازل تاريخية بالكامل في وسط المدينة، والربط بينها، ممّا أدى إلى إنشاء فندق أنيق، وقد حاولت الحكومة في البداية البحث عن مستثمرين، ولكن الأمر كان صعبا للغاية، نظرا إلى أن المطار لم يُفتتح بعد. ولم تعد جزيرة هيلينا تشتهر بأنها المكان “الأكثر بعدا عن أوروبا” منذ عدة قرون، نظرا إلى أن البرتغاليين، الذين اكتشفوا الجزيرة غير المأهولة في عام 1502، استخدموها محطة للمؤن، وجلبوا فيها الماشية والماعز وزرعوا أشجار الفاكهة وملؤوا خزانات المياه. ونظرا إلى أهمية الموقع الاستراتيجي للجزيرة فقد تصارع عليها العديد من القوى الاستعمارية الأوروبية الأخرى، وخاصة الهولنديون والإنكليز، إلى أن سلّم التاج البريطاني مهمة إدارة جزيرة سانت هيلينا في عام 1657 إلى شركة الهند الشرقية البريطانية. التأثير البريطاني منفى نابليون بونابرت ولا يمكن إغفال التأثير البريطاني على الجزيرة إلى اليوم، حيث ترتبط عملة جزيرة سانت هيلينا بالجنيه الإسترليني، وتسير السيارات باتجاه اليسار على غرار النظام البريطاني، كما أن اللغة الإنكليزية تعتبر اللغة الرسمية في الجزيرة، ومع ذلك يختلف أسلوب الحياة عن صخب المدن الأوروبية الكبيرة؛ حيث يعرف السكان، البالغ عددهم 4500 نسمة، بعضهم البعض. وقد اشتهرت جزيرة سانت هيلينا قبل 200 عام، لأنها كانت منفى القائد العسكري الفرنسي نابليون بونابرت من عام 1815 حتى وفاته 1821، وكان يتم حراسته بواسطة القوات البريطانية ولكن بأسلوب راق. عزلة تامة أوضح المرشد السياحي تريفور ماغلان أن نابليون كان يعيش هنا حياة رغدة، حيث كان يتم إحضار النبيذ من ماديرا وكيب تاون، بالإضافة إلى الحصول على اللحوم من إسبانيا، وكان من المسموح لنابليون مغادرة منزله وأن يتجوّل بحرية في الجزيرة، ولكن إلى أين يمكنه أن يذهب، وعادة ما يصطحب ماغلان السياح إلى المنزل، الذي عاش فيه نابليون خلال الأسابيع الأولى لإقامته في الجزيرة. وعندما يرغب السياح في الانعزال عن العالم والتمتع بالهدوء، فإنه يتعيّن عليهم الخروج من جيمستاون، حيث يتحوّل الميناء الصغير والشارع التجاري إلى مركز صغير للجزيرة، وتبحر القوارب من الميناء ويجلب الغواصون معهم أسماك الزينة الملوّنة وأسماك الموراي، وتعتبر أسماك القرش والحيتان من أهم عوامل الجذب السياحي للجزيرة خلال الفترة من نوفمبر إلى مارس. ويظهر في المشهد أيضا إلى جانب القوارب السياحية قوارب الصيد القديمة، مثل ما يفعله بيتر بنيامين، الذي يعتبر واحدا من الصيادين السبعة المحترفين، والذين ينطلقون كل صباح في تمام الساعة الرابعة لصيد أسماك التونا، كما أنه يصطحب بعض السياح أثناء رحلات الصيد، إذا سمحت له الظروف. وبينما يقاتل اثنان من السياح من أجل صيد سمكة التونا يقوم بنيامين بضرب سطح الماء بواسطة عصا من الخيزران لرفع سمكة التونا، التي يتراوح وزنها بين 5 و7 كغ، وأضاف بنيامين ضاحكا أنه لا يعاني من آلام الظهر المزمنة إلا عندما يعود إلى اليابسة.
مشاركة :