أبرزت صحيفة "ذي ناشيونال" الإماراتية -التي تصدر باللغة الإنجليزية- أسباب تحول الموقف التركي فيما يخص الصراع السوري. قالت الصحيفة في تقرير -ترجمته "عاجل"- "عندما درس الغرب التدخل في الحرب الأهلية السورية في أعقاب الهجوم المزعوم بالأسلحة الكيماوية على نظام الأسد بالغوطة في أغسطس 2013 ، كانت تركيا من بين أكثر المؤيدين للإطاحة بالديكتاتور السوري". ونوهت بأن الرئيس رجب طيب أردوغان -الذي كان رئيسًا للوزراء آنذاك- دعا إلى تدخل على نمط كوسوفو للإطاحة بالرئيس بشار الأسد، مفضلًا ضربات عقابية أكثر تحديدًا من قبل واشنطن. وقال في ذلك الوقت: "عملية يوم أو يومين لن تكون كافية، يجب أن يكون الهدف هو إجبار النظام على الخروج". ومضت قائلة: "بعد مرور 5 سنوات، تغير موقف أنقرة من التدخل بشكل ملحوظ، في أعقاب الهجوم الكيماوي الأخير في دوما، أشارت وزارة الخارجية التركية إلى أن الغارات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا في نهاية الأسبوع، كانت استجابة ملائمة لوحشية النظام". ولفتت إلى أن التحول في الخطاب يعكس أولويات أنقرة المتغيرة في سوريا، والأهمية التي توليها لشراكتها الناشئة مع روسيا، الداعم الرئيسي لنظام الأسد، في تحقيق أهدافها. وتابعت: "بينما كان الهدف الرئيسي لتركيا في السنوات الأولى من الصراع هو الإطاحة بالأسد من خلال التدخل الدولي، فإنه يركز الآن بشكل أكثر على إحباط ظهور منطقة حكم ذاتي كردية في شمال البلاد". ونقلت الصحيفة عن سنان أولجن، رئيس مركز دراسات الاقتصاد والسياسة الخارجية في إسطنبول، قوله: "أثبتت الشراكة التركية مع روسيا فعاليتها نسبيًا في تعزيز المصالح التركية في سوريا، أكثر من شراكتها مع حلفائها في حلف الناتو، بما في ذلك الولايات المتحدة". وقال آرون ستاين، وهو زميل بارز بالمجلس الأطلنطي في واشنطن: "يسيطر الأتراك على كل شمال حلب، ونفذوا عملياتهم لأن الروس سمحوا لهم بذلك. الأتراك لديهم الكثير من النفوذ على الروس أيضًا، إنهم بحاجة إلى الأتراك لتسوية الصراع عن طريق جلب المتمردين المعارضين إلى طاولة المفاوضات". وتابعت: "في هذا السياق، فإن تجنب إدارة ترامب لأي مواجهة متصاعدة مع روسيا يخلق ارتياحًا في أنقرة أكثر من أي مكان آخر".
مشاركة :