اتهمت منظمة هيومن رايتش ووتش الأربعاء مسؤولين تابعين للسلطة اليمنية المعترف بها دوليا بتعذيب واغتصاب نساء وأطفال من المهاجرين الأفارقة في مركز احتجاز في عدن. ونقلت المنظمة شهادات ثمانية مهاجرين أفادوا أن الحراس كانوا يعتدون عليهم جنسيا خلال الليل. أصدرت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية تقريرا الأربعاء تلقت وكالة الأنباء الفرنسية نسخة منه، اتهمت فيه مسؤولين يمنيين تابعين للسلطة المعترف بها دوليا بتعذيب واغتصاب نساء وأطفال من المهاجرين الأفارقة، في مركز احتجاز في عدن جنوبي البلد الفقير الذي يشهد نزاعا مسلحا منذ سنوات. وقالت المنظمة في التقرير إن "بعض المسؤولين الحكوميين اليمنيين عذبوا واغتصبوا وأعدموا مهاجرين وطالبي لجوء من القرن الأفريقي بمركز احتجاز بمدينة عدن الساحلية جنوبي اليمن". كما ذكرت أن السلطات في المدينة التي تعد عاصمة مؤقتة للسلطة المعترف بها "حرمت (...) طالبي اللجوء من فرصة طلب الحماية كلاجئين، ورحلت مهاجرين بشكل جماعي في ظروف خطيرة عبر البحر". ويشهد اليمن نزاعا مسلحا منذ سنوات بين القوات الحكومية والحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة ومناطق أخرى في أفقر دول شبه الجزيرة العربية. وتصاعد النزاع في آذار/مارس 2015 مع بدء السعودية عمليات عسكرية دعما للحكومة على رأس تحالف عسكري. لكن رغم النزاع العسكري والأزمة الإنسانية التي تسببت بها الحرب، يتوجه آلاف المهاجرين إلى اليمن آملين بإيجاد عمل في دول الخليج المجاورة. وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن نحو 87 ألف مهاجر وصلوا إلى اليمن العام الماضي. وقالت هيومن رايتس ووتش إنها التقت ثمانية مهاجرين كانوا قد احتجزوا مؤخرا في المركز الواقع في مديرية البريقة في عدن، فضلا عن مسؤولين حكوميين يمنيين وأفراد آخرين من المهاجرين الإثيوبيين والصوماليين والإريتريين. شهادات محتجزين ونقلت عن هؤلاء إن "الحراس اعتدوا جنسيا على النساء والفتيات والصبية بشكل متكرر". وأوضح أحد المحتجزين "كل ليلة يأخذون واحدا لاغتصابه. ليس كل الصبية، إنما الصغار منهم (...) أعرف سبعة صبية تعرضوا للاعتداء الجنسي". وقال عدة محتجزين إن "الصبية كانوا يعودون غير قادرين على الجلوس، وكانوا يبكون أحيانا، ويخبرون الآخرين من حين لآخر عما حدث". كما ذكرت امرأة إثيوبية احتجزت في السجن إن "النساء والفتيات كن يتعرضن بشكل منهجي للاغتصاب، وإنها رأت الحراس يغتصبون اثنتين من صديقاتها". وأشار محتجزون إلى أن الحراس "ضربوهم بقضبان حديدية وهراوات"، لكنهم "أطلقوا عليهم النار" أيضا "فقتلوا اثنين منهم على الأقل". وبحسب هيومن رايتس ووتش، منعت السلطات اليمنية المنظمات الإنسانية الدولية التي زارت المركز من "فحص المهاجرين المصابين إصابات خطيرة". وتابعت المنظمة إن وزارة الداخلية اليمنية قالت في رسالة وجهتها إليها أنها "عزلت قائد المركز وبدأت في إجراءات نقل المهاجرين إلى موقع آخر، واعدة بالتحقيق في الشكاوى أو الأدلة الخاصة بالإساءات". وفي كانون الثاني/يناير، لقي ثلاثون مهاجرا على الأقل حتفهم إثر انقلاب مركب كان يقلهم قبالة مدينة عدن. وألقى مهربون في آب/أغسطس الماضي 300 مهاجر في البحر قبالة ساحل اليمن، متسببين بغرق 56 منهم وفقدان آخرين. وجاء ذلك غداة مأساة مماثلة أجبر خلالها مهرب 120 مهاجرا على القفز في المياه قبيل بلوغ ساحل شبوة في الجنوب. وكانت مروحية عسكرية فتحت النار على قارب يحمل 140 مهاجرا قبالة الساحل اليمني في آذار/مارس 2017 ما أدى إلى مقتل 42 مهاجرا. وبالتزامن مع تقرير هيومن رايتس ووتش، نشرت المفوضية السامية للأمم المتحدة للاجئين تقريرا أكدت فيه أن المهاجرين يتعرضون "للضرب والاستغلال والترحيل القسري". وطالبت المفوضية السلطات اليمنية بالسماح لها بالتحدث إلى المهاجرين. ورأى من جهته بيل فريليك مدير برنامج حقوق اللاجئين في هيومن رايتس ووتش أن "على السلطات اليمنية والحوثيين التعاون مع مفوضية الأمم المتحدة للاجئين لوضع إجراءات تسمح للمهاجرين الأفارقة بالتماس اللجوء أو الحصول على الحماية المنشودة". وتابع "لا تمثل الأزمة في اليمن أي مبرر لهذه القسوة والوحشية، وعلى الحكومة اليمنية أن تنهي هذه الممارسات وتحاسب المسؤولين عنها". فرانس24/ أ ف ب نشرت في : 18/04/2018
مشاركة :