مصطفى عطية جمعة أصدر «القرن المحلِّق»

  • 4/21/2018
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

صدر الكتاب الجديد «القرن المحلِّق: الرواية الأفريقية وأدب ما بعد الاستعمار... رواية خرائط لنور الدين فارح نموذجا» للأديب والناقد والأكاديمي الدكتور مصطفى عطية جمعة، وهو الكتاب الفائز بجائزة الطيب صالح العالمية في الخرطوم، في النقد الأدبي في الدورة السابعة للعام الماضي.ويقدم هذا الكتاب موضوعا مهما للقارئ العربي، يتصل بأدب ما بعد الاستعمار، هذا اللون الأدبي الذي يناقش قضايا غاية في الأهمية، تتصل بحقبة من تاريخنا الحديث، مسكوت عنها برغم كثرة المؤلفات والمراجع التي وثقتها، وهي الحقبة الاستعمارية بكل ما تم فيها من نهب للثروات، وإفقار، وقتل وتشريد.يناقش الكتاب بعمق ماهية أدب ما بعد الاستعمار وأبرز قضاياه وتشابكاته الثقافية واللغوية، ومن ثم يتعرض إلى حياة وإبداعات واحد من أشهر أعلامه، وهو الروائي الصومالي نور الدين فارح من خلال مناقشة إحدى روايات ثلاثيته الأخيرة. فقد أضحت الصومال نموذجا لدولة مأسوية-أو فاشلة كما يقال- وكونت مصطلحا في الأدبيات السياسية يحمل اسم «الصوملة» في إشارة إلى مآل الصومال الآن: بلاد تتنازعها الحرب الأهلية، وسيطرة المليشيات على قطاعات واسعة منها، وظهور أمراء الحرب، وسط ضعف الحكومة المركزية في العاصمة، وانحدار التنمية، ولها على هذه الحالة ما يقارب ربع القرن، شعب يعيش في دولة بلا حكومة فاعلة أو جيش وطني حام لها، بجانب تمزق شتات الوطن الصومالي، إلى دويلات، وسقوط جزء آخر تحت الاحتلال الإثيوبي.وتلك هي دلالة عنوان الكتاب «القرْن المحلِّق»، في إشارة إلى تركيز الضوء على مشكلة القرن الإفريقي وآدابها المعبرة عن مأساة شعبها، وهي جزء عزيز علينا من أمتنا بامتداداتها العربية والإسلامية والأفريقية، وكيف استطاع أحد أدبائها أن ينبه العالم ويوقظ ضميره إزاء وطنه، وينتصر له أدبيا بعدما خذله السياسيون. وفي ضوء هذا الهدف، جاءت خطة الكتاب، بادئة بالعام منتهية بالخاص، فناقشت القضية المحورية وهي أدب ما بعد الاستعمار، مرورا بسيرة نور الدين فارح وأبرز محطات حياته، والتعرض إلى عالمه الروائي، ومن ثم مناقشة ثلاثيته «دماء في الشمس»، ثم اتخاذ روايته «خرائط» نموذجا تطبيقيا للدراسة النقدية. وقد جاء تقسيم الكتاب في فصلين وخمسة مباحث، تناول الفصل الأول أدب ما بعد الاستعمار، وسيرة نور الدين فارح الإنسان والمبدع وأجواء ثلاثيته الروائية، كما ناقش مفهوم العالم الروائي وجغرافية المكان. أما الفصل الثاني، فقد انصب على الدراسة النقدية لرواية خرائط من زوايا عديدة تتصل بأجواء السرد، والطروحات الفكرية، والبنية الجمالية، وتشكيل السرد والشخصيات والمكان والزمان.  واعتمدت الرؤية النقدية على استراتيجية نقدية، تسترشد بآليات المنهج السردي، وتتعاطى بإيجابية مع النقد الثقافي للوقوف على ما يميز البنية الثقافية في المجتمع الصومالي الذي يتكون من روافد عديدة: عربية وإسلامية وإفريقية، بجانب الإحساس الذاتي الذي يملأ الوعي الجماعي بما يسمى الصومال الكبير، بجانب الأبعاد الاجتماعية والسمات المجتمعية التي تشي بها الأحداث، كما تفصل القول في التشكيل النفسي للشخصيات.

مشاركة :