الشعر الشعبي ضمن منصات الأدب العربي في يوم الشعر العالمي

  • 4/21/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

اليوم العالمي للشعر أصبح ذلك اليوم احتفالاً سنوياً مضاعفاً ويقدم على شتى المنابر الثقافية فيحتفل به من خلال الأندية الأدبية الثقافية والجامعات وقطاع التعليم إضافة إلى الدراسات إلا أن ذلك يتوقف على الشعر الفصيح. فهل اليوم العالمي للشعر متفرد بالفصيح دون الشعبي، وما السبب في عدم الاحتفال بالشعر الشعبي الذي يمثل ثقافة السواد الأعظم في الشعوب! ولماذا هو مستبعد من المنابر الثقافية كأنه ابن غير شرعي؟! مجلة اليمامة تفتح ذلك الملف وتأخذ آراء مختلفة حول ذلك الموضوع الحيوي والمهم، حيث نستفتح الحوار مع الشاعر السعودي الكويتي عبدالعزيز الفدغوش الذي قال: الشعر الشعبي هو صنو الفصيح ويجسد آمال وآلام الناس فهو مرآة تعكس قضايا وأحداث ووقائع المجتمع، ويحظى بالاهتمام والعناية، وله قاعدة عريضة وتأثير منقطع النظير، ومن الأجدر أن يكون الاحتفال بيوم الشعر العالمي شاملًا له، ومن واجب الجهات التي تعنى بالشعر الشعبي وتشرف على شؤونه المبادرة ومخاطبة الجهات المعنية والقائمة على الاحتفال لإدراجه ضمن قائمة الاحتفاء وعدم الانتظار للمبادرات التي يتكرم بها الغير، فعلى عاتق أرباب الاختصاص تقع مسؤولية إنصاف هذا اللون من الأدب وعدم استبعاده من أي احتفالية للشعر محلية أو عالمية. وعلقت الشاعرة مها الجهني بقولها: حقيقة لا أعلم سبب جفاء بعض الأدباء للشعر الشعبي رغم علمهم أن لهُ منبره المتابع والمنُصت له، بل إن بعضهم لا يعتبره من الأدب العربي والبعض ينكره حتى العقوق للقراء ومع ذلك يظل الجمهور سلطة قوية في إثبات وجودهُ والشعر باللهجة (المحكية) موجود في أنحاء العالم على الرغم من أن له مُحبيه ومتجاهليه فلماذا نحن فقط من ننكره ونهمشه؟.. أعتقد أنهُ آن الأوان لوزارة الثقافة والإعلام أن تُدرج الشعر الشعبي ضمن مصنفات الأدب العربي. بينما قال الشاعر: سامي أحمد الدحيلان: العلة أن الشعر الشعبي نشأ معزولاً عن السياق الثقافي أو بالأحرى البيئة الثقافية التي ولد فيها وعن محيطه الحيوي ولذلك انفصلت علاقة الشعر الشعبي بالمجتمع الثقافي، هذا الانفصال الحاد بين الشعر الشعبي والواقع الثقافي نشأ - بوصفه شعراً مفتقداً إلى القيمة الحضارية أو أنه يقع في مكان ما خارج الواقع الحضاري.. هذا الفهم للشعر الشعبي هو المسؤول عن اللبس الحاصل في علاقة الشعر بالسياق الثقافي العام. فالعامل المشترك مفقود عالمياً بالنسبة للمتلقي والمثقف من حيث اللهجة الشعبية ويأتي النقيض بالنسبة للشعر الفصيح فهو يعتمد على اللغة الفصحى وهي العامل المشترك لجميع اللهجات وبالتالي يسهل تقيم صورة الخيالية لدى جميع الفئات بتفاوت ثقافتهم العامة والشعرية. وعلل الشاعر حمد بن فرجة ذلك بقوله: من وجهة نظري كشاعر أكتب الشعر النبطي أرى أن الشعر الفصيح يستحق الاهتمام لأنه موروث الأجداد القدماء من القرون الماضية، والاهتمام فيه لا ينقص من مكانة الشعر الشعبي النبطي، ومن جانب آخر رغم الانتشار الواسع للشعر الشعبي إلا أنهُ لم يأخذ حقه في المنابر، وفِي البرامج الاجتماعية والمسابقات، ولذلك من الأفضل الاهتمام بالجانبين بشكل متساوٍ لأجل ثراء المبدعين في الحالتين. أما الشاعر والإعلامي حمد الدليهي فيقول: أعتقد أن تسليط الضوء على الشعر الفصيح أتى من أجل إعادة تعزيز مكانته وتجديد دعم قوتهِ التي لا يجدها إلا بين شعرائه الذين هم جماهيره في آن واحد، وأما الشعر الشعبي أو العامي أو بالأصح الشعر النبطي فهو محتفى بهِ تلقائياً من خلال دورة عجلة الحياة اليومية ولم يغب عن المشهد الأدبي التقليدي ومتدفق في لغته المفهومة التي تجد كثافة هائلة من ذوق أطياف المجتمع وموجود عبر تعدد وسائل الإعلام الرسمية التقليدية وغير التقليدية الحديثة، كما يجد التسويق المُعلن الأكثر مما نتصور ونتوقع. ويذكر الشاعر سامي الثقفي أن السبب يعود إلى المؤسسات الرسمية في تغييب الشعر الشعبي عن اليوم العالمي، حيث يقول: اليوم العالمي للشعر من الأيام المهمة التي لها أثر كبير في إثراء الحركة الشعرية في العالم العربي، بل العالم أجمع، والملاحظ أن التنظيم الرسمي يقتصر بشكل كبير على الشعر الفصيح دون الشعر الشعبي، ويبدو أن السبب يعود إلى اهتمام المؤسسات الثقافية الرسمية، ومنها الأندية الأدبية بتفعيل المناسبة، بحكم الاختصاص في الفصيح الذي نصت عليه اللائحة... أما عدم حضور الشعر الشعبي في ذلك اليوم بشكل منظم، فالأمر في نظري يرجع إلى جمعيات الثقافة والفنون التي يبدو أن لديها من الأنظمة ما يجيز الاحتفاء بالشعر بجميع أنواعه. وكذلك المهتمون بالشعر الشعبي من شعراء ونقاد ومتذوقين عليهم دور كبير في الاحتفاء بالمناسبة. بينما قال الشاعر يحيى الصقر: للأسف الشديد تجاهلت المنصات الثقافية في يوم الشعر العالمي الاحتفال بالشعر الشعبي الذي يعد رافداً إيجابياً للشعر وينافس الفصيح في بحوره وسلامة نظمه وسبكه ومعانيه. فيرى الأكاديميون وشعراء الفصحى المنتمون للأندية الأدبية أن الشعر الشعبي يلوث ذوائقهم عندما يتحدثون عنه على منصاتهم الرسمية، أما إذا انفردوا بأنفسهم فإنهم يقرضونه ويتابعون قنواته ويستمتعون بمعانيه، هذه الازدواجية لا تخدمهم ولا تخدم الشعر، وللأسف الشديد تأثرت بهم جمعيات الثقافة والفنون مع أنها تمثل المجتمع بكل أطيافه بعيداً عن خصوصية الأندية الأدبية. ما أتمناه أن تكون جمعيات الثقافة والفنون واجهة للشعر الشعبي والفصيح وأن تخدم الشعر الشعبي أكثر؛ لأن الشعر الفصيح ضمن اهتمامات الأندية الأدبية وخصوصيتها.

مشاركة :