تفاقمت حدة الأزمة السياسية في أرمينيا اليوم السبت، مع إصرار زعيم حركة الاحتجاج نيكول باشينيان على أنه لن يناقش أية مسألة عدا استقالة رئيس الوزراء سيرج سركيسيان، الذي انتخب مؤخرا بعدما كان رئيسا للبلاد. وفي هذه الأثناء، تدفق الآلاف إلى وسط العاصمة يريفان، حيث يتوقع أن تخرج تظاهرة حاشدة في الساعة 15,00 ت غ، لتدخل بذلك الحركة الاحتجاجية ضد سركيسيان يومها التاسع على التوالي. ونقلت وكالات إخبارية عن باشينيان قوله بعدما دعا سركيسيان المعارضة للانخراط في محادثات مع السلطات، «لسنا مستعدين إلا لمناقشة شروط مغادرته». وقال، «لن يكون هذا حوارا. كما سبق وقلت لا نريد الثأر ونأمل بضمان انتقال السلطة إلى الشعب مع تجنب الصدام بأكبر قدر ممكن». وقاد النائب المعارض احتجاجات واسعة انطلقت ضد حكم سركيسيان من 13 أبريل/ نيسان في العاصمة يريفان. وفي وقت سابق السبت، سعى سركيسيان (63 عاما)، إلى إطلاق «حوار سياسي» مع زعيم الحركة الاحتجاجية. وقال في بيان، «أشعر بقلق بالغ من الأحداث السياسية الداخلية الجارية. أدعو النائب نيكول باشينيان إلى الجلوس على طاولة الحوار السياسي والتفاوض». ويندد أنصار المعارضة بجهود سركيسيان للبقاء في السلطة كرئيس للوزراء بعدما تولى الرئاسة لعقد كامل. وخلال مسيرة شارك فيها 30 ألف شخص مساء الجمعة، عرض باشينيان مطالبه للسلطات. وقال، «أولا، يستقيل سركيسيان. وثانيا، ينتخب البرلمان رئيسا جديدا للوزراء يمثل الشعب. وثالثا، يشكل حكومة مؤقتة. ورابعا، يتم تحديد تاريخ للانتخابات البرلمانية. سننخرط في المفاوضات على أساس هذه المطالب»، واصفا سركيسيان، بأنه «جثة سياسية». وقال أمام الحشود، «بإمكان العالم بأسره مشاهدة هذه الثورة المخملية للشعب التي ستنتصر قريبا». من جهتهم، لوح المتظاهرون بالأعلام الوطنية رافعين لافتات كتب عليها، «سركيسيان ديكتاتور».يوم تاسع من الاحتجاجات وأفاد مراسل وكالة «فرانس برس»، أن أنصار المعارضة بدأوا بإغلاق الطرقات صباح السبت قبيل مسيرات يتوقع أن تخرج في عدة أحياء من العاصمة. ومنذ صباح السبت، اعتقل 11 شخصا على الأقل بعدما تم توقيف أكثر من 230 شخصا الجمعة. ويتوقع خروج مسيرات ليل السبت في كل من يريفان وغيومري وآرارات وأرتاشات. وعلى مدى الأسبوع الماضي، حاول المتظاهرون عرقلة حركة السير صباحا قبيل خروج المسيرات الليلية. وقال المتظاهر هوفيك هارانيان (25 عاما) لوكالة «فرانس برس» السبت، «أعتقد أننا سننتصر هذه المرة لأنه عندما يكون الشباب في الشارع لا يمكن للشرطة القيام بشيء». وأضاف، «لدى جيلنا الحق في العيش في بلد يعمل بشكل طبيعي». وانتقد أنصار المعارضة سركيسيان على خلفية تفشي الفقر والفساد وزيادة نفوذ الفئة الحاكمة. وتولى الضابط العسكري السابق قيادة الدولة الواقعة في جنوب القوقاز، والتي تعد 2,9 مليون نسمة على مدى عقد. وبموجب نظام برلماني جديد، انتخب النواب سركيسيان كرئيس للوزراء الأسبوع الماضي بعدما تولى الرئاسة منذ العام 2008. ونقلت تعديلات دستورية أقرت في 2015 السلطة من الرئيس إلى رئيس الوزراء. وعقب انتخابه لأول مرة في 2008، قتل عشرة أشخاص وأصيب المئات بجروح خلال صدامات دامية وقعت بين الشرطة وأنصار مرشح المعارضة آنذاك.
مشاركة :