على وقع تصاعد الغضب الشعبي في إيران، حيث يواصل المواطنون من مختلف المدن والمناطق الخروج في مظاهرات واحتجاجات ضد الفقر والبطالة وانتهاكات السلطات وفساد النظام، اختار الرئيس حسن روحاني اللجوء إلى مناورة جديدة، في محاولة يائسة لاحتواء الانتفاضة الشعبية. وحسب ما ذكره موقع "منظمة مجاهدي خلق" الإيراني، فإن عشرات المدن شهدت، الأسبوع الماضي، أكثر من 71 مظاهرة، بمعدل 10 يوميا، للاحتجاج على الوضع المعيشي المأساوي الذي يتخبطون فيه، بالإضافة إلى التمييز والاضطهاد الذي يطال الشعوب غير الفارسية. وقال المصدر ذاته إن الاحتجاجات تشمل مختلف الطبقات الاجتماعية من عمال ومتقاعدين وطلاب وأساتذة ومزارعين. وخرجت مظاهرات حاشدة قادها المتقاعدون في طهران وكرج والضواحي. كما شهدت عدة محافظات ومدن مثل آذربايجان ومازندران ودامغان وبندرعباس ومشهد ورشت وكرمان وبارس آباد احتجاجات عمالية واجهتها عناصر الأمن الداخلي بالقمع والاعتقال. هذا وشملت تحركات الأسبوع الماضي كذلك احتجاجات لمزارعين على نقص المياه، واحتجاجات لسكان من العرب على التمييز في معاملتهم في محافظة خوزستان (الأحواز) جنوب البلاد، واحتجاجات على إصلاحات إدارية في مدينة كازرون بجنوب غرب البلاد. وتظهر تسجيلات، انشترت على مواقع التواصل الاجتماعي، احتجاجات محلية تتوسع في شعاراتها ضد نظام الملالي في البلاد، وتطلق مثلا شعار "عدونا هنا، وخطأ القول إن أميركا هي عدونا". وفي محاولة لاحتواء الغضب الشعبي، لجأ روحاني إلى مناورة جديدة، من خلال التملص من المسؤولية والرمي بالكرة في ملعب من أطلق عليهم لقب "مسؤولين"، حيث انتقد، اليوم السبت، ما اعتبره عدم تحرك هؤلاء بشكل فاعل للرد على الاحتجاجات الشعبية المتزايدة. هذه المناورة، شملت كذلك الشرطة الدينية (شرطة الأخلاق)، التي استهدفها روحاني، بعد انتشار تسجيل فيديو يظهر مواجهة عنيفة مع امرأة متهمة بانتهاك قواعد اللباس المحتشم في البلاد. وأوضح قائلا "نشر الفضيلة لن ينجح عن طريق العنف". وانتشر تسجيل فيديو، الخميس على وسائل التواصل الاجتماعي الإيرانية، يظهر شرطية من الشرطة الدينية، وهي تنهال بالضرب على امرأة لم يكن حجابها يغطي شعرها بما يكفي. وبدا روحاني في هذه التصريحات وكأنه مجرد متابع أو مراقب للأوضاع وليس رئيسا للبلاد، ما اعتبره مراقبون محاولة يائسة من الرجل لاحتواء الاحتجاجات التي باتت تشكل خطرا حقيقيا على النظام، وذلك عبر إطلاق تصريحات لا تصلح إلا للاستهلاك الإعلامي في الداخل والخارج.
مشاركة :