"المجرب لا يجرب"، جملة ألقاها قبل سنوات وكيل المرجع علي #السيستاني في كربلاء في إحدى خطب الجمعة، للإشارة إلى انتهاء الصراع على تولي منصب رئاسة الوزراء في الدورة السابقة، عندما تشبث المالكي بالحكم للحصول على ولاية ثالثة. ,أعاد "النجف" تكرار تلك الجملة قبل أسبوعين، مع اقتراب الانتخابات النيابية، لينهي التردد الذي يعيشه الناخب حول من سيختار، وليثير ردود أفعال لدى الوسط السياسي النيابي والحكومي الذي قد تمنعهم كلمة مرجعية النجف من الحصول على مقعد نيابي. ولم تكتف المرجعية بذلك فحسب، بل طالبت بعدم استغلال أسماء من وصفتهم بالـ "المضحين" الذين قاتلوا داعش، في العمل السياسي. إقصاء للنواب السابقين وحول هذا الموضوع، قال الدكتور محمد الشمري، الأستاذ في جامعة بغداد للعربية.نت: قد يتضرر الكثير من السياسيين المتواجدين في سدة الحكم أو البرلمان، من كلام مرجعية النجف التي بينت للناخب أن عليه أن يختار من بين الذين لم يتسلموا منصباً حكومياً أو برلمانياً في السابق. وأضاف الشمري: "إن المتضررين من الساسة قد يقومون بخلط الأوراق بين المفاهيم السياسية، لإيهام الناخبين بأنهم ليسوا مسؤولين عن سوء الأوضاع خلال السنوات الماضية". كما أوضح أن هذا الاسلوب اتبعه الشيخ عامر الكفيشي أحد كبار قادة #حزب_الدعوة "الحزب، الذي تسلم منصب رئاسة الوزراء في كل الدورات الانتخابية الماضية"، في خطاباته التي اتهم فيها الحركات المدنية والعلمانية والبعثية والقومية والشيوعية، بالفساد والخراب طيلة السنوات الماضية. واعتبر الشمري أن كلمة مرجعية النجف في خطبة الجمعة، جردت هؤلاء السياسيين أمام الناس من ثوبهم الإسلامي الذي لبسوه خلال العقد والنصف السابق للبقاء في السلطة، ولم يجلبوا للشعب إلا الدمار و الحروب. "الحشد الشعبي يستقوي بإيران" وفي الإطار نفسه، قال المحلل السياسي محمد الساعدي للعربية.نت: إن كلمة المرجعية بخصوص عدم استغلال اسم المتطوعين الذين ذهبوا للدفاع عن الأرض ضد #داعش في العمل السياسي، دفع قادة #ميليشيا_الحشد بأن يتوجهوا إلى إيران ليشكلوا قائمة انتخابية باسم #ائتلاف_الفتح. وأضاف الساعدي: أن قادة الحشد قد خالفوا بعملهم هذا كلام المرجعية، التي نهت عن استغلال اسم "المضحين" في مجال السياسة واستقووا بالنظام الإيراني على حساب النجف. يبقى الأكيد، أن الصراع الانتخابي المحتدم وكثرة أعداد الأحزاب والمرشحين وتنوع الخطابات، سيزيد تردد الناخب العراقي حول مشاركته واختياره. ولعل المعيار الوحيد الواضح أمامه هو الاستفادة من التجارب السابقة، وما قدمه المسؤولون الحاليون خلال تسلمهم زمام الحكم.
مشاركة :