المجرَّب لا يجرَّب

  • 5/19/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

هناك فرق بين أن يمتهن شخص عملا ما ليأخذ منه راتبا يعيش به، وأن يكون مجتهدا ومختصا يحمل صفة عمله ويطور نفسه لخدمة المجتمع والدولة. فهناك الكثيرون يعملون بالفن، ولكنهم غير موهوبين وليسوا فنانين، بل أساؤوا إليه. وهناك من يعمل بالرياضة، ولكنهم ليسوا رياضيين ولا متمسكين بأخلاقها وتطويرها. وكذلك هناك من وصل الى مجلس الأمة بمحسوبية وغفلة من الزمن، أو بصفقة تجارية وأصبح نائبا، ولكنه أثبت بتصرفاته أنه ليس نائبا للأمة بأسرها، ولا يعرف عن الدستور شيئا وغير ملتزم بشروط الديموقراطية، وإنما هي وظيفة يعيش ويتكسب منها ويتسلق الى الأعلى هو ومن حوله سواء كان حزبا أو قبيلة أو غير ذلك. لذلك تجد هؤلاء لا مبادئ ولا التزام لهم غير تحصيل الفوائد والمصالح بكل الطرق الممكنة، يساعدهم من يريد التغطية على تجاوزاته من المسؤولين أو تمرير مخالفاته ومناقصاته، وتعيين جماعته، ولايهم إن كان ذلك على حساب المال العام أم على حساب الوطن ومستقبله. وقد أصبح بعض هؤلاء النواب مليونيرا وصاحب أبراج ومجمعات، بعد أن كان يسكن في بيت أهله أو سكن حكومي، وأصبحت زوجاته واخوانه وجماعته مديرين ووكلاء، والمواطن البسيط المطحون لا يزال مطحونا واحتياجاته ومعاناته للسكن والصحة والوظيفة مستمرة، ولكنه مستمر ينتخب أصحاب الشعارات والوعود المعسولة. وبهذه الحالة، يجب أن نعود ليس فقط الى الجهات المحاسبية وهيئة مكافحة الفساد وقانون الذمة المالية الذي لم يدن أحدا، بل الى قانون الانتخاب واللوائح ايضا، لنمنع مثل هؤلاء المتسلقين بتوعية الناخبين ويجب أن نقول للناس انتبهوا لئلا يخدعوكم بشعاراتهم الرنانة، وراقبوا أعمالهم وتضخم ثرواتهم ولا تجربوا المجرب مرتين. تيسير عبدالعزيز الرشيدان

مشاركة :