تظاهر عشرات آلاف الهنغاريين في العاصمة بودابست، للمرة الثانية في غضون أسبوع، احتجاجاً على قيود تفرضها الحكومة على وسائل الإعلام، يزعمون أنها ساعدت رئيس الوزراء فيكتور أوربان على فوز كاسح في انتخابات نُظمت الشهر الجاري. واعتبر منظّمو التظاهرة أن وسائل الإعلام الحكومية تحوّلت «أبواق دعاية» لأوربان، وزادوا: «هدفنا الرئيس تفكيك رقابة الحزب الحاكم (فيدس) على وسائل الإعلام العامة. لأحزاب المعارضة مهمة أيضاً، لأنها مسؤولة كذلك عن الموقف الذي بتنا فيه». ويحضّ المتظاهرون أحزاب المعارضة المنقسمة، على توحيد صفوفها في مواجهة حزب تحالف الديموقراطيين الشبان (فيدس) اليميني القومي، الذي فاز بثلثَي مقاعد البرلمان. ودعا المعارض بيتر ماركي زاي، الذي هزم مرشح «فيدس» في الانتخابات البلدية في شباط (فبراير) الماضي، أحزاب المعارضة من اليمين واليسار إلى تشكيل تحالف، ووضع خلافاتها جانباً. وقال: «أثبت التاريخ أن أي نظام قمعي لا يستمر إلى الأبد. يجب أن نحارب هيمنتهم على الإعلام ومصانع الكذب. الخوف يجعل النظام متماسكاً، فإذا تخلّص الناس من خوفهم، يسقط النظام». وفاز أوربان (54 عاماً)، الذي يحكم منذ العام 2010، بولاية ثالثة في الانتخابات، بعدما حصد حزبه 48.8 في المئة من الأصوات. وشدد رقابة السلطات على وسائل الإعلام، ووضع حلفاء له على رأس مؤسسات كانت مستقلة، كما أدى موقفه الرافض لاستقبال أعداد ضخمة من المهاجرين في هنغاريا إلى خلاف مع الاتحاد الأوروبي.
مشاركة :