لا يزال وفاة طيار شركة أرامكو السعودية عمر المطيري بعد سقوطه من على ظهر باخرة سياحية في إسبانيا، متصدرًا المشهدَ، خصوصًا مع الإعلان عن بدء التحقيقات الرسمية في وفاته، غدًا الاثنين، أمام محكمة في برشلونة. واستبق أحمد المطيري شقيق الطيار المتوفى (عمر) بدء التحقيقات، بتأكيده أن الإجراءات التي اتخذتها السلطات الإسبانية، خلال الأيام الأخيرة، كانت سريعة ولم تكن عميقة ولم تنته بعد، وأن الموضوع لا يزال لدى القاضي. وقال أحمد المطيري: "سنكمل القضية بتوكيل محامٍ سيقدم مرافعات أمام القاضي عن عملية سير التحقيق وسرعته، وبعض التناقضات الموجودة فيه"، بحسب ما أكده لـ"العربية نت". واعتبر شقيق الطيار المختفي، مشاهدة عامل النظافة سقوط أحمد متناقضًا، مع عدم إخبار القبطان بشيء، وعدم تسجيل الكاميرات لقطات هذا السقوط، وعدم البحث عنه في نقطة السقوط، وهو ما كان سيجعل إنقاذه سهلًا للغاية، أو انتشال الجثة. إلا أن شيئًا من ذلك لم يكن. وأضاف: "كل هذه الاستفسارات تضع علامات استفهام حول كلمة (سقوط)، دون وجود تصوير لهذا السقوط أو عملية إنقاذ، خصوصًا أن الباخرة سياحية ومجهزة بكافة التجهيزات". ولم تعلم أسرة الطيار عمر باختفائه إلا من جهة عمله، التي اتصلت تسأل عن تغيبه عن العمل، ونوهت بأن لديه رحلات مجدولة لم يقم بها، وهو ما عُرف عنه الانضباط في مواعيد العمل، بحسب ما قاله شقيقه أحمد. وذكر أحمد: "عندما اتصلت جهة عمله، بدأ القلق يساورنا، فاتصلنا بالسفارة في إسبانيا لعلمنا أنه يقضي إجازته هناك، وأخبرونا عن اختفاء سعودي باسم (ماجد)، وهو ما أبلغتها به الشركة التي تسير رحلات البواخر السياحية من أمريكا". واختفى الطيار عمر يوم 3 أبريل. وأبلغت السفارة يوم 5 أبريل، ثم بدأت عمليات البحث عنه بعد اتصال مقر عمله يوم 8 أبريل، لتعلن السفارة في مدريد عن اختفائه، فيما تؤكد أسرته أنه كان يعيش بحالة ممتازة، وهو طيار لدى شركة أرامكو، ولا يعاني من أي اضطرابات من أي نوع، وإلا لما شغل وظيفةً تُجرَى اختبارات دورية لجاهزية شاغليها. وتتمسك أسرة الطيار بأن موضوع الانتحار مستبعد وغير وارد، بحسب المعطيات ومعرفتها بابنها، وأيضًا من خلال عمله، كما أن عدم وجود صور وعدم الإنقاذ السريع، يضعان علامات استفهام، خصوصًا أن هناك من شاهده -بحسب التحقيقات- يسقط، وهو ما يجعل الإنقاذ أمرًا سهلًا للغاية. وقبل شهر التقى أحمد شقيقه المختفي عمر لترتيب زواجه ليستقر في الظهران، في مقر عمله طيارًا لدى شركة أرامكو، وكان الاتفاق أن يخطب إحدى قريباته من المنطقة الشرقية، لكن القدر كان سابقًا. بدورها، أصدرت السفارة السعودية في مدريد بيانًا إلحاقيًّا بشأن فقدان الشاب المهندس الطيار عمر المطيري قبل نحو 17 يومًا، مؤكدةً أن المحامي المكلف بمتابعة التحقيقات اجتمع صباح هذا اليوم السبت 21 أبريل في برشلونة مع أشقاء المفقود مشاري وكمال المطيري، بحضور المسؤولين المختصين بالسفارة. وأكد أشقاء المفقود رغبتهم في اتخاذ المحامي الإجراءات القانونية اللازمة تجاه ما تضمنته نتائج التحقيقات، بما فيها مراجعة إجراءات الأمن والسلامة في السفينة وقت الحادثة، بحسب بيان السفارة. وأوضح بيان السفارة أن مسؤولي السفارة نقلوا إلى المحامي أيضًا دعمها مطالب أشقاء وذوي المفقود، وتقديم العون والمساندة التامة لهم. وستتابع السفارة الإجراءات القانونية اللازمة التي ستبدأ يوم الاثنين 23 أبريل بوساطة المحامي أمام المحكمة المختصة في مدينة برشلونة، وستتواصل مع عائلة المفقود وتحيطهم علمًا بما يستجد باستمرار.
مشاركة :