أكدت دولة الكويت أهمية الدور المحوري الذي يمكن أن يؤديه القادة الدينيون في مواجهة ما تقوم به الجماعات الإرهابية من أعمال عنف تحت غطاء ديني لا أساس له من الصحة والذي يساهم في زيادة حدة خطاب الكراهية والتعصب، وذلك في كلمة ألقاها عضو الوفد الدائم لدى الأمم المتحدة المستشار نواف الأحمد في جلسة مجلس الأمن بـ(صيغة اريا) حول دور القادة الدينيين من أجل عالم آمن. وقال الأحمد إن أهمية القادة الدينيين تكمن على الصعيد الوطني في ما يتمتعون به من مكانة اجتماعية بارزة ومؤثرة في المجتمع فيما يتمثل دورهم على الصعيد الدولي في بناء جسور الحوار بين الشعوب والحضارات ونشر قيم التسامح والاحترام. ودعا إلى إشراك عمل القادة الدينيين مع المؤسسات الحكومية والدولية والمجتمع المدني في مجالات الأمم المتحدة المتعددة ومنها الأمن العالمي والسلام المستدام ومنع نشوب النزاعات ومكافحة الإرهاب والتطرف العنيف. وشدد على أهمية زيادة الاهتمام بفئة الشباب التي تكون عادة أكثر عرضة للانجراف وراء الجماعات الإرهابية. وأشار الى أنه منذ إنشاء تحالف الأمم المتحدة للحضارات سعت الأمم المتحدة من خلال هذا التحالف وأجهزته المعنية الى تعزيز ثقافة الحوار بين الديانات والشعوب المختلفة لنشر السلام في العالم عبر تنظيم أكثر من 30 حدثا بمشاركة قادة دينيين منذ 2013. وأشاد الأحمد في هذا الصدد بالدور الحيوي الذي يلعبه تحالف الأمم المتحدة للحضارات بدعم جهود الأمم المتحدة في هذا المجال من أجل ترسيخ ثقافة التسامح والحوار والتي بات العالم بأمس الحاجة لها نظرا لما يشهده من اضطرابات وتحديات في كثير من أنحاء العالم. وفيما يتعلق بدور القادة الدينيين في تعزيز ثقافة التسامح والاحترام من خلال الحوار بين الشعوب والحضارات أشار الى أن دولة الكويت قامت بالعديد من الخطوات العملية الفعالة في مجال تعزيز حوار الحضارات كان آخرها إنشاء مركز تعزيز الوسطية الذي يتبع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في الكويت. وبين أن المركز يدعو إلى الاعتدال في الفكر والتسامح في التعامل حيث أطلق عددا من البرامج التي تساهم في تعزيز الوسطية منها مشروع تحصين لنشر وتعزيز قيم الوسطية ومواجهة التطرف والاعتدال فضلا عن تعزيز روح المواطنة والانتماء للوطن. وأكد الأحمد أن الاختلاف الحضاري والفكري والعرقي بين شعوب ودول العالم المبني على أسس الحوار والتعاون والتسامح مسؤولية الجميع وهو مصدر قوة وإثراء يتطلب تعزيز هذه المفاهيم لتحقيق تطلعات الشعوب في العيش بعالم يسوده السلام والتسامح في ظل احترام كامل لمبادئ حقوق الانسان وتغليب العدل والمساواة وتشجيع التعاون المشترك.
مشاركة :