"زنقة الريح" مسلسل ليبي بنجوم الدراما التونسية والمصرية

  • 4/26/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يبدأ المخرج الليبي أسامة رزق بعد شهر رمضان القادم تصوير أحداث المسلسل الدرامي “زنقة الريح”، الذي ألفه الكاتب عبدالرحمن حقيق وينتجه وليد اللافي، وهو عمل ضخم به أكثر من 270 فنانا وفنانة من ليبيا وتونس ومصر. وعن العمل يقول رزق لـ”العرب”، “المسلسل يتناول فترة حكم الإدارة البريطانية لليبيا، تحديدا إثر هزيمة إيطاليا في الحرب العالمية الثانية”. وتدور أحداث المسلسل في سنة 1945، بالمدينة القديمة بطرابلس، وهي حقبة صعبة اقتصاديا واجتماعيا تعايش فيها الليبيون على اختلاف طوائفهم، مسلمين ويهودا، رغم تمييز البريطانيين للجاليات اليونانية والإيطالية التي كانت تعيش في ليبيا آنذاك على حساب أبناء البلد. قدّم أسامة رزق في العام 2014 مسلسل “دراجنوف” الذي تناول الحياة الليبية بعد 17 فبراير 2011، من خلال عائلتين واحدة مع النظام والأخرى ضده، والذي عدّ أيامها نقلة نوعية في الدراما الليبية، وهو يستعد بعد نهاية شهر رمضان القادم لتصوير مسلسل جديد يتحدّث هذه المرة عن الفترة التي تلت هزيمة الاحتلال الإيطالي في الحرب العالمية الثانية وخروجه من ليبيا، وخضوع طرابلس للوصاية البريطانية ويؤكد المخرج الليبي “يعتبر المسلسل سردا فنيا مهما من تاريخ ليبيا الذي لم يتم ذكره في الدراما سابقا”. ويتابع “سيقوم فريق العمل ببناء بعض المواقع المهمة في مدينة تونس العتيقة، لعدة أسباب أهمها أن المدينة القديمة في طرابلس ضاعت ملامحها بالكامل ولم تعد تصلح لتصوير تلك الحقبة مع انتشار كوابل الكهرباء والهواتف وأجهزة التكييف والبناء الحديث، وكل ذلك ساهم في تغيير معالم المدينة القديمة”. ومن هناك، يضيف المخرج الليبي “كان لزاما أن نقوم ببناء أهم المعالم المعروفة في ديكور ضخم، ولا يتوفر هذا الأمر إلاّ في دول أخرى، فاتجهنا إلى تونس التي تحتكم على تقنيين مُحترفين وظروف عمل مناسبة لنصوّر فيها، إننا أصبحنا على معرفة ممتازة بوضع الإنتاج في تونس بعد عدة تجارب كمسلسلي ‘روبيك’ و’عياد’ والعديد من الإعلانات والأغاني”. وأوضح رزق لـ”العرب” أن العمل ستشارك فيه مجموعة كبيرة من الفنانين من بينهم: محمد عثمان وواصف الخويلدي وفتحي كحلول وصالح القراد من ليبيا، وسامح عبدالعزيز وعبدالعزيز مخيون من مصر، وهشام رستم وغانم الزرلي ونجلاء بن عبدالله من تونس. ويعتبر أسامة رزق أن أزمة الديكورات غير المتوفرة بليبيا نتيجة الأحداث التي تعيشها حاليا جزء من مشكلة الدراما الليبية، علاوة على أزمة الممثلين والممثلات الذين أصبحوا يتناقصون يوما بعد يوم بسبب قلة الإنتاج وقلة خريجي المعاهد الفنية، ويقول موضحا “الممثل المحترف أصبح لا يستطيع تطوير مهاراته بسبب ندرة الأعمال، أما الأزمة الكبرى فتتمثل في ندرة كُتّاب السيناريو”. ولا يوجد في ليبيا إلاّ ثلاثة كتّاب سيناريو مهمين، وهو ما يجعل إمكانية إيجاد نص جيد بالأمر المحال، ويؤكد رزق “أحيانا تجد قصة جيدة، ولكن كتابتها وتحويلها لسيناريو درامي تكون سيئة جدا، كما أن أزمة الإنتاج لا حل لها، حيث أصبحت القنوات التلفزيونية الليبية التي ثبت من الخارج تدفع أبخس الأرقام لإنتاج الأعمال الدرامية مستفيدة من ارتفاع سعر الصرف، ما لا يساعد على تنفيذ عمل ناجح، فبتنا تحت رحمة القنوات التلفزيونية التي استغلت الوضع الاقتصادي المتردي في ليبيا حتى تملأ البث بإنتاج ضعيف ومتدن”. ورزق الذي قدّم سابقا مسلسل “دراجنوف” الذي عدّه النقاد نقلة نوعية في عمر الدراما الليبية القصير، وهو الذي تحدّث عن الحياة الليبية بعد 17 فبراير، اعتبر أن من مهام الدراما نقل جزء من الواقع وليس الواقع بأكمله. ويقول “في الدراما نشاهد قصصا مؤلمة من المجتمع ليس بالضرورة أن يكون حدث هذا الأمر بالتفصيل في الحقيقة، لكن للدراما رؤيتها المختلفة التي تقوم بالتركيز أكثر على المشاعر والأحاسيس والانكسارات والخسارات، المشاهد بطبيعته يحب مشاهدة هذه التفاصيل ولا يميل لمتابعة شخصية غنية مرفهة تعيش رغد الحياة”. ويرى مخرج مسلسل “فوبيا” أن من واجب الدراما التركيز على من هم في الظل، على المقهورين الذين ليس لهم صوت يعبرون به ويفضلون البقاء خارج دائرة الأضواء، ويضيف “شخصيا أميل أكثر إلى تنفيذ أعمال تتحدث عن الشخصيات المقهورة المهمشة التي تعاني في حياتها وتصارع للبقاء، وأحب كثيرا التركيز على مشاعرهم وأحاسيسهم”. ويرى أسامة رزق أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يقيم المخرج الليبي صلة وثيقة مع الجمهور من خلال دراما موسمية، قائلا “نحن بحاجة لغزارة إنتاجية ومستوى عال في كافة التفاصيل من سيناريو إلى تمثيل إلى إخراج والأهم قوة الإنتاج، فالاستمرارية في الإنتاج واختيار قضايا ومواضيع تلامس مشاعر وعقل المشاهد من حيث ارتباطها بهويته وتاريخه هي التي تجعله في تواصل مستمر مع فنه المحلي”. أسامة رزق: الدراما الليبية تعاني شحا في الإنتاج وندرة في النصوص الجادة أسامة رزق: الدراما الليبية تعاني شحا في الإنتاج وندرة في النصوص الجادة ويؤكد أحمد رزق في حديثه لـ”العرب” أن الوجوه النسائية الليبية في مجال التمثيل قليلة جدا، قاصدا بذلك من تجيد التمثيل باحترافية عالية، قائلا “عدد محترفات التمثيل في بلدي لا يتجاوز العشرة مقسمة على مناطق ليبيا غربا وشرقا وجنوبا، إضافة إلى عدم وجود تفاوت في الفئات العمرية حتى أستطيع أن أختار من بينهنّ”. ويطرح ضيفنا بدوره سؤالا إشكاليا، فيقول “ماذا أفعل عندما يصبح لديّ نص به أكثر من خمس شخصيات نسائية رئيسية، ولا يمكنني إيجاد هذا العدد؟”. ويجيب “عليّ حينها أن أستعين بوجوه نسائية تونسية، فعلى سبيل المثال في مسلسل ‘روبيك’ كانت لدينا سبع شخصيات نسائية رئيسية، وفي مسلسل ‘زنقة الريح’ الذي أنا بصدد التحضير له الآن، توجد 16 شخصية نسائية رئيسية، لا يمكنني إيجاد هذا العدد في ليبيا”. ويعزو ذلك إلى رفض جلّ الفنانات الليبيات أداء بعض الأدوار بسبب التقاليد الاجتماعية والأسرية، ممّا يضعه كمخرج في مأزق حقيقي، حيث ترفض العديد من الأسر أن تصبح بناتهنّ ممثلات بسبب العادات والتقاليد المتوارثة دون قناعة حقيقية، موضحا “الفن في ليبيا لم يكن يوما بعيدا عن العادات والتقاليد ولم يتم إنتاج أي عمل به أي خروج عن الآداب مثلما يحدث في بعض الأعمال السينمائية والدرامية في دول عربية أخرى”. كما أكّد رزق أنه “ليس هنالك ما يشجع لدخول المجال الفني في ليبيا، فالأجور ضعيفة جدا لا يمكن أن توفر حياة كريمة، والسبب الوحيد لبقاء أي فنانة في المجال الفني هو الشغف وحب الفن فقط لا غير”. وعلّل أسامة رزق غياب مشاركة الممثل الليبي في المسلسلات العربية المشتركة برفض صناع الدراما العربية إعطاء الفرصة للفنان الليبي، نتيجة فكرة مسبقة، مفادها أنه لا يوجد فن في ليبيا أساسا، مستدلا على ذلك بما حدث له وطاقم مسلسله “روبيك” في تونس، بقوله “واجهنا هذا في مسلسل ‘روبيك’ عندما تفاجأ جميع التقنيين التونسيين من مستوى الممثل الليبي، وكانوا يقولون لم نتوقع أن يكون بليبيا ممثلون بهذا المستوى، وأثناء تصوير المسلسل عرضت على أكثر من فنان ليبي أدوار في أعمال تونسية”.

مشاركة :