قال مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عضو هيئة كبار العلماء الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل، إن استخدام ولي الأمر قاعدة "جلب المصالح ودرء المفاسد وسد الذرائع" مما قرره العلماء، مشيراً إلى أن "ولي الأمر ينظر بمنظار المصلحة، ويقدرها التقدير الذي يراه مما يكون له أثر إيجابي على الناس على مختلف مستوياتهم وتنوع تخصصاتهم". وعرّف الشيخ أبا الخيل أمس في برنامج "فتاوى" على القناة السعودية الأولى، مفهوم "جلب المصالح ودرء المفاسد وسد الذرائع"، بأنها قواعد شرعية كبيرة يستفاد منها في أحكام عامة وخاصة ومطلقة ومقيدة في كل زمان ومكان، مستشهداً بمقولة العلامة ابن القيم" إن الفتوى تتغير بتغير الأحوال والعوائد والأزمنة والأماكن والأشخاص". وأضاف "أبا الخيل": "لذلك فإن استخدام هاتين القاعدتين "جلب المصالح ودرء المفاسد وسد الذرائع" إذا كان حاجة لهما، وخصوصاً من ولي الأمر، بما يراه مناسباً وصالحاً ومصلحاً للناس وأمورهم العامة والخاصة وضبطها في مظلة الشريعة ووفق حدودها ومبادئها، فإن ذلك مما قرره العلماء عبر هاتين القاعدتين العظيمتين اللتين هما "جلب المصالح ودرء المفاسد وسد الذرائع". وزاد: "فقد يرى ولي الأمر أمراً من الأمور ويتخذه ويسير عليه ومصالحه وحقائقه وفوائده وفضائله معروفة لدى ولي الأمر، وتخفى على كثير من الناس، وبالتالي فإن ولي الأمر ينظر بمنظار المصلحة ويقدرها التقدير الذي يراه؛ مما يكون له أثر إيجابي على الناس على مختلف مستوياتهم وتنوع تخصصاتهم". كما حذّر مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عضو هيئة كبار العلماء الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل من خطورة غيبة ولاة الأمر والعلماء، مبيناً أنها من أكبر الكبائر؛ لما لها من آثار خطيرة ومدمرة على أمن المجتمع واستقراره وطمأنينته. وقال فضيلته أمس في ذات البرنامج عن حكم الغيبة: "إذا تناولت الغيبة ولاة الأمر والعلماء، فإنها تكون من أكبر الكبائر؛ لأنها لا تتعلق بذواتهما، وإنما تتعلق بما يحملونه وما يعملونه وما يسنونه من الأنظمة والضوابط، وما يوجهون به مما يحفظ الأمن والأمان والطمأنينة والاستقرار، ويردع الطغاة والظالمين، ويعيد الحق إلى نصابه، وهذا مقصود به ولاة الأمر". وأضاف: "أما العلماء فإنه لا يعود إلى أشخاصهم، وإنما يتجه إلى ما يحملونه من العلوم والمعارف، فإذا تهافت الناس وأسرعوا وأوغلوا في غيبة العلماء، فلن يرجعوا إليهم ويسألونهم ويأخذون عنهم فيما يقولونه من البيان الهدى وغير ذلك مما يوجهون به، فيسيرون على هدى وبصيرة في أمور دينهم ودنياهم". وأردف الشيخ أبا الخيل: "بالتالي ينصرف الناس عن هؤلاء المحققين الربانيين إلى الدعاة الواقعين على أبواب جهنم يقذفون فيها كل من أجابهم إليها، وبالتالي يسألون الرؤساء الجهال الذين يفتون الناس بغير علم فيضلونهم". وشدد فضيلته: "لذلك لا بد أن نحذر كل الحذر من غيبة عموم الناس، وغيبة كذلك ولاة الأمر والعلماء حتى لا يلحقنا إثم عظيم".
مشاركة :