تواصل مجلة «بانيبال» صدورها على رغم الظروف المادية التي تعانيها بوصفها مجلة أدبية تعنى بترجمة الأدب العربي إلى الإنكليزية وما يتوجب على مهمتها من تبعات مالية. وفي العدد الجديد، رقم 61، ربيع 2018، ركزت المجلة الصادرة بالإنكليزية والتي ترأس تحريرها الكاتبة مارغريت أوبانك على الرواية العراقية وجاء ملفها الرئيس تحت عنوان «رحلة في الرواية العراقية». وذكرت الافتتاحية أن المجلة كانت قد خصصت أكثر من ملف عن الأدب العراقي بشقيه السردي والشعري، ولكنها في هذا العدد فضّلت أن تركز على الرواية دون الشعر، فقط لتقديم بعض النماذج الجيدة من الرواية العراقية. وفي هذا السياق فإن أربعة من النقاد العراقيين يكتبون في هذا العدد عن أن الأديب العراقي في هذه الأيام بات يعبر عن نفسه، من خلال الرواية وليس الشعر. يقول الناقد العراقي حسين السكاف: «الهيمنة الشعرية، التي ظلت تتسيد المشهد الثقافي العراقي لسنوات طوال، بدأت تنحسر بشكلٍ لافت، وكأنها تتنازل عن عرشها مرغمة، أمام فورة الرواية العراقية العارمة، التي ظهرت بكل عنفوانها، حال سقوط نظام صدام حسين، لتعلن عن هويتها الجديدة المنبثقة من رحم الكارثة». ويؤكد الناقد عبدالله إبراهيم أن الشعر لم يكن أبداً ديوان العرب، فيقول: «إن القول بغلبة الشعر على السرد خدعة لابد من إعادة النظر فيها، فلم يشكل الشعر في تقديري غير نشاط ثانوي في الآداب العربية، وكان السرد قديماً وحديثاً هو الأكثر تأثيراً». الناقد فاروق يوسف كتب عن رواية «الغبار الأميركي» قائلاً: «حين صدرت هذه الرواية، بعد ست سنوات من الاحتلال الأميركي. ولأن كاتبها زهير الهيتي لم يكن معروفاً في الأوساط الأدبية العربية من قبل فقد كان مستواها الأدبي الرفيع قد استوقف الكثيرين الذين اعتبروها مفاجأة، نظرا لأن الرواية في العراق لم تشهد ازدهاراً ملحوظاً مقارنة بالشعر الحديث الذي كان العراقيون رواده في العالم العربي». تفتتح المجلة ملفها عن الرواية العراقية بثلاثة مقالات للنقاد حسين السكاف وعبدالله ابراهيم وفاطمة المحسن، الأول بعنوان «انبثاق الرواية العراقية من رحم الكارثة»، والثاني بعنوان «الرواية العراقية وتحوّل الهويات السردية» ومقالة المحسن مراجعة لروايتين للكاتب عبدالله صخي. وتضمن الملف النصوص التالية: فصلان من رواية عبدالله صخي «دروب الفقدان» (ترجمة بول ستاركي)، فصل من رواية سالمة صالح «الهاوية» (ترجمة سميرة قعوار)، وفصل من رواية «المشطور» للكاتب ضياء جبيلي (ترجمة ياسمين حنوش)، مقطع من رواية زهير الهيتي «الغبار الأميركي» (ترجمة غنوة حايك)، فصل طويل من رواية حميد العقابي «القلادة» ( ترجمة رافائيل كوهين)، مقطع من رواية محمد حياوي «بيت السودان» (ترجمة جوناثان رايت)، مقاطع من رواية أحمد سعداوي «الطباشير» (ترجمة جوناثان رايت). وبالتعاون مع الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر العربية) نشرت المجلة مقاطع من روايات القائمة القصيرة للعام 2018 وهي «زهور تأكلها النار» للكاتب السوداني أمير تاج السر (ترجمة بول ستاركي)، «حرب الكلب الثانية» للكاتب الفلسطيني إبراهيم نصرالله (ترجمة نانسي روبرتس)، «ساعة بغداد» للكاتبة العراقية شهد الراوي (ترجمة لوك ليفغرين)، «وارث الشواهد» للكاتب الفلسطيني وليد الشوفا (ترجمة وين جن أويانغ)، «الخائفون» للكاتبة السورية ديمة ونوس (ترجمة جوناثان رايت). وفي باب مراجعات الكتب، تكتب سونيلا موبائي عن كتاب زهير الجزائري «النجف، الذاكرة والمدينة»، صالح جواد الطعمة يكتب عن «موسوعة السرد العربي» تأليف الناقد العراقي عبدالله ابراهيم، سوزانا طربوش تكتب عن رواية «فرانكشتاين في بغداد» للكاتب العراقي أحمد سعداوي، كلير روبرتس تكتب عن رواية إبراهيم نصرالله «أعراس آمنة» (بالإنكليزية أعراس غزة»). بيكي مادوك تكتب عن رواية الأردني معن أبو طالب «كل المعارك»، فالنتينا فينة تكتب عن رواية الكاتب اليمني حبيب عبد الرب سروري «ابنة سوسلوف»، وتحاور الكاتب العراقي لؤي عبد الإله حول روايته «كوميديا الحب الإلهي»، لاورا فيريري عن رواية «الطابور» للكاتبة المصرية بسمة عبد العزيز. بيتر كالو يكتب عن رواية التحري حنش البوليسية للكاتب المغربي عبد الإله حمدوشي. والجدير بالذكر أن المجلة تفتتح صفحاتها بقصائد للشاعرين المغربي عبدالله زريقة (ترجمة تيم ديماي) والليبي عاشور الطويبي (ترجمة الشاعر بالتعاون مع الشاعر البريطاني جيمس بيرن). والغلاف لوحة للفنانة ساي سرحان.
مشاركة :