شادي صلاح الدين (لندن) لاتزال الآثار الاقتصادية لمقاطعة الدول العربية لإمارة قطر بسبب رعايتها للإرهاب تضرب الاقتصاد القطري بقوة، رغم محاولة نفي الدوحة ذلك، والكذب على الشعب القطري بإيهامه بأن المقاطعة ليس لها تأثير. وفي هذا الإطار، قال المحلل الاقتصادي طاهر الشريف لـ «الاتحاد»، في تعليقه على الخسائر التي مني بها القطاع المصرفي القطري، إن ما يحدث هو أمر طبيعي نتيجة تراجع ثقة المستثمرين في السوق والاقتصاد القطري نتيجة استمرار المشكل الإقليمية والصعوبات التي يواجهها قطاع الأعمال في التشغيل، إضافة إلى هروب أموال الودائع الأجنبية خارج البلاد، وارتفاع تكلفة التأمين. وأضاف المحلل الاقتصادي، أن المتابع للأزمة يجب أن يتوقع التأثيرات الحالية للاقتصاد القطري، رغم وجود احتياطات نقد كبيرة، إلا أن العوامل المحيطة والداعمة للاقتصاد بدأت في التأثر يوماً بعد يوم، وشهراً بعد شهر، وهو ما أكدته وكالة «ستداندر أند بورز» للتصنيف الائتماني، والتي أشارت إلى أن القطاع المصرفي القطري تضرر كثيرا بعد المقاطعة. وتابع الشريف أن ما يحدث حاليا سيواصل تأثيره السلبي على الاقتصاد القطري خلال الشهور القادمة، مؤكداً وجود توقعات دولية أن يشهد العام الجاري استمرار قطاعات الاقتصاد القطري في تحقيق خسائر بسبب تداعيات المقاطعة، بجانب تراجع عائدات خام النفط، ووجود منافسين أقوياء في مجال تصدير الغاز المسال، واستمرار ضخ الغاز الروسي إلى أوروبا، وتراجع الطلب على الغاز القطري مع انتهاء فصل الشتاء، وهي أمور في مجملها أضرت كثيرا باقتصاد الدوحة. وقال: «إن سحب المودعين الخليجيين لودائعهم من البنك القطرية، بجانب عزوف المستثمرين الأجانب على الدخول في السوق القطرية عوامل تدفع الاقتصاد القطري نحو الحافة»، مشددا أن التأثيرات الاقتصادية غالبا ما تظهر مع مرور الوقت، محذراً النظام القطري من الاستمرار في المكابرة. ... المزيد
مشاركة :