محمد سعيد القبيسي تعد المقالب لدى العديد من الأشخاص على اختلاف أعمارهم وثقافاتهم نوعاً من جرعات التجديد، التي تهدف إلى التخلص من رتابة الروتين اليومي، وضغوط الحياة المتزايدة، فلا أفضل من فاصل لطيف من المتعة والضحك يتخلل يوم عمل طويل شاق، وبما أن الأصدقاء يتشاركون أوقاتهم السعيدة والتعيسة سوياً؛ فإن مقالبهم تمتاز بإضفائها طعماً جميلاً يُخلف ذكرى تمتاز بخصوصيتها يتذكرونها لسنين طوال. وعلى الرغم من أن هدف المقالب يكمن في خلق موقف مضحك يُشيع الأُلفة بين الأصدقاء، إلا أن بعضهم للأسف لا يحسنون اختيار المقلب الملائم؛ فيقعون في مأزق أو سوء فهم، وقد يتطور الأمر لدرجة أن المقلب قد يتحول إلى موقف مؤلم تتمزق بعده العلاقات، وقد انتشرت مؤخراً فيديوهات عدة على مواقع التواصل الاجتماعي لمقالب يقوم بها أصدقاء تحمل جانباً كبيراً من الاستخفاف بحياة الآخرين، وعلى الرغم من انتهاء بعض تلك الفيديوهات نهاية مأساوية إلا أنها لا تشكل رادعاً لمتابعيها من فئة الشباب؛ بل على العكس تراهم يتفننون في تطوير الفكرة؛ لتتكيف وطبيعة الشخص، الذي سيتم تطبيق فكرة المقلب عليه.وعادة ما يتم تفسير حب فئة الشباب تحديداً لافتعال المقالب على أنها تنبع من عشقهم للمغامرات، ناهيك عن الطاقات المخزنة بداخلهم، والتي لا يعلمون سبيلًا ملائماً لتصريفها فيما هو نافع ومفيد، وهنا يأتي دور الأهل في التربية والتوجيه، فعندما يشكل الأبوان بيئة حاضنة تلتمس أصغر المواهب في أبنائهما لتنميتها عبر عملقتها، تغدو حياة الأبناء ذات هدف سامٍ فتتحرك قلوبهم وعقولهم؛ شوقاً لبذل أقصى جهد لديهم؛ لتطوير مواهبهم والتي ستضمن بالتبعية تطوير أنفسهم وتهذيبها.ولا يعني ما سبق ذكره بأي شكل من الأشكال أن الحياة يجب أن تخلو من المرح والمزاح؛ بل على العكس؛ ولكن في الوقت والمكان المناسبين، فالمزاح يتنوع ويتعدد من حيث درجة قوته لتراه يتأرجح بين ألم يسببه أو ضحك ينشره، ونحن نهدف إلى التركيز على الجانب الترفيهي للمزاح؛ لكي لا يتم تصنيفه تحت خانة الاستهتار واللعب بحياة ومشاعر الآخرين، فكثيراً ما سمعنا عن مقالب مبالغ فيها تم تنفيذها على أشخاص وأودت بحياتهم؛ لشدة قوتها والرعب الذي خلفته لديهم، هذا إضافة إلى أن بعضها كان سبباً في خراب حياة أسرة بأكملها وعلاقة زوجية كانت وثيقة في يوم ما؛ لذا يجب الحرص على ألّا يؤدي هذا المزاح إلى مشكلة أو كارثة يصعب السيطرة عليها وعلى تبعاتها فيما بعد. uaeall@hotmail.com