أدت بعض المقالب التي يمارسها عدد من الأصدقاء فيما بينهم إلى الانتهاك للخصوصية، تسببت في نشوب العداوة والبغضاء بعد أن كانت الصداقة العنوان الأهم في حياتهم. وتطورت أساليب الشباب في تنفيذ "المقالب" عن الطريقة التقليدية التي تعتمد على المقالب الفكاهية بالأيادي، أو من خلال الحديث المباشر، إلى الاتجاه لطريقة جديدة وصفها البعض" بالجريئة" تعتمد على نشر رقم هاتف الصديق في مواقع التواصل الاجتماعي ومن خلال البرودكاست في برنامج الواتساب، يتحدث من خلالها أن من يرغب بالحصول على وظيفة ما عليه سوى الاتصال على هذا الرقم، وفي حال إغلاقه ما عليك سوى إرسال رساله تفيد من خلالها رغبتك بالوظيفة وتذكر مؤهلاتك العلمية والخبرات العملية. ويحكي مهند علي، أحد المتضررين من هذه المقالب بقوله" تردني كل يوم اتصالات منذ ساعات الفجر الأولى من قبل عدد من الباحثين عن عمل، ولا تنتهى حتى أقوم بإغلاق هاتفي النقال، إضافة إلى الرسائل الخاصة والواتساب، والمشكلة الكبرى أنني لا أستطيع تغير رقمي الخاص الذي يعرفني الجميع من خلاله". وعلّق المتخصص بالإعلام الجديد طلال السبيعي بأنّ هذه المقالب تسبب عدداً من الإشكاليات خصوصا في مواقع التواصل الاجتماعي لسرعة انتشارها بين أوساط المجتمع، لا سيما إذا كانت الرسائل تحمل متطلباً مهماً يبحث عنه عدد كبير كالوظائف أو المساعدات المالية. وأشار السبيعي أن ثقافة المجتمع لابد أنّ تتغير حول هذه الممارسات التي يصعب تتبعها أو حتى إزالتها من المواقع لحماية صاحب الرقم من الإزعاج المستمر، مبيناً انه حتى لو قام صاحب الرقم بالتواصل مع المواقع فإن ذلك يتطلب جهداً ووقتاً طويلاً، لافتا إلى أن القارئ لابد أنّ يكون لديه وعي عند قراءة الرسائل المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي قبل الإقدام على التواصل معها، موضحاً أن غالبية الشركات والأفراد ممن لديهم وظائف شاغرة يقومون بالإعلان عنها عبر الإيميلات الرسمية لتلك الشركات وحتى هواتفها الثابتة.
مشاركة :