تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود, افتتح الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة أمس, الندوة الدولية عن "طباعة القرآن الكريم ونشره بين الواقع والمأمول" التي ينظمها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بفندق مريديان المدينة المنورة . وألقى وزيرِ الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ, كلمة أعرب فيها عن شكره للأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة ولضيوف الندوة الذين حضروا وشاركوا في افتتاح الندوة . وقال: "إن الأمة اعتنت بالقرآن الكريم كتابة وتدويناً حتى أنهم في رسم المصاحف ألفوا كتباً تبلغ مجلدات في دقة رسم كل حرف من المصحف وفي رسم المدود ، وفي طريقة الكتابة وما يكتب من أول السطر وما يكتب في وسطه في طريقة متناهية في الدقة حتى كان رسم المصحف يجاز بين أهله كما تجاز قراءة المصحف بالروايات، وهذا من عظيم الاهتمام بنقل ورسم المصحف كما نقله الأولون بدون اختلاف ولا تفاوت . وأبان المشرف العام على المجمع أن الأمة خدمت هذا القرآن الكريم كتابة بالقلم واليد، ثم لما ظهرت الطباعة اجتهد الناس في طباعة المصحف الشريف بأحرف الطباعة في أوروبا وفي العالم الإسلامي لكن استقر الأمر على أن طباعة المصحف بحروف الطباعة أنه لا يسوغ ولا يحقق رسم المصحف المطلوب ولا يحقق الحفاظ على القرآن الكريم . وتابع القول : " وصار الأمر بين الأمة إجماعاً على أن المصحف يطبع على كتابة بخط اليد، يتبع فيها أصول الكتابة ويتبع فيها الأصول المتلقاة عن علماء الرسم وعلماء الخط ، وكان في هذه الخطوة بعث جديد للمحافظة على المصحف بعد أن كاد مع حروف الطباعة أن يأتي تحريف كبير ". وجدد وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد التأكيد على أن المملكة قامت على الإسلام وعلى نصرة الكتاب ونصرة السنة، وجاء ذلك مؤسساً ومكرراً في النظام الأساسي للحكم في عدة مواد بأن من واجب الدولة المحافظة على الإسلام والمحافظة على القرآن الكريم والمحافظة على السنـة ونصرة الكتاب والسنـة وتطبيق شريعة الكتاب والسنة والدعوة إليها والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . وأوضح أنه من هذه الأسس العظيمة جاء الاهتمام الكبير للمملكة بالمصحف الشريف حتى يحقق أمر الله - جل وعلا - قال تعالى: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"، قدراً وإنا له لحافظون حكماً شرعياً للأمة. قائلا : " جزى الله الملك فهد بن عبدالعزيز خير الجزاء على ما قام به في بناء هذا الصرح العظيم، مبينًا أن هذا المجمع فاق كل المطابع في العالم كونه ليس مطبعة وإنما هو مجمع علمي كبير لا يخرج منه نسخة من المصحف الشريف إلا وهي مدققة تدقيقاً علمياً عالي الجودة لضمان سلامة المصحف . وقال : "ومن هنا طبع من المصحف الشريف إلى الآن أكثر من مائتين وثلاثين مليون نسخة وبلغت الإصدارات للمجمع في علوم القرآن الكريم بأجمعها من المصحف وتراجم معاني القرآن الكريم التي بلغت الآن ثلاثا وستين ترجمة، وبلغ جميع ما أصدره المجمع لخدمة القرآن الكريم ما يقارب ثلاثمائة مليون نسخة متنوعة" .
مشاركة :