شهد ثالث أيام مهرجان الكويت الدولي للمونودراما العديد من الأنشطة، بدأت بلقاء مفتوح مع الفنان جاسم النبهان، الذي تحمل الدورة الخامسة اسمه، من ثم شاهد الجمهور على مسرح الدسمة العرض القطري (سقاي الماي)، والعرض المصري (رؤى). وحرص العديد من الفنانين على حضور اللقاء المفتوح مع النبهان، الذي أداره المخرج علي العلي، الذي أعرب عن سعادته للجلوس إلى جانب فنان له تاريخ كبير من العطاء. بدوره، أكد النبهان، أمس الأول، أهمية دور الفن والمسرح على وجه الخصوص في طرح قضايا المجتمع، والمساهمة في إيجاد حلول لها، وإيصال صوت المواطن. حب العمل وشدد النبهان على أهمية حب العمل والاتقان فيه، لأنه سر النجاح "فمن يتقن ما يعمل ينجح، والأمر يتطلب شيئا من الصبر والجهد والإصرار". واستعرض ملامح مسيرته في المسرح، لاسيما مع فرقة المسرح الشعبي، لافتا إلى أن المسرح في الكويت وُجد قبل الحياة البرلمانية، وكان له كل التقدير الناتج من الإيمان بدور الفنان. وعلَّق النبهان على ما قاله بحقه الحضور: "أنا اليوم أغنى إنسان، لما قلتموه من كلمات من ذهب"، مشيرا إلى أن علاقته مع أصدقائه وأعضاء فرقة المسرح الشعبي ومع بقية الفنانين هي علاقة ود وعاطفة وألفة سببها حب الجميع لهذه الأرض وخشبة المسرح، مؤكدا أن "الفنان لن يصل إلى النجاح إلا إذا احترم جمهوره، لأنه جزء من العمل، ويجب أن يقدم الفنان ما يرضي جمهوره". وشهد الحوار تعليقات عدة، لاسيما من المخرج علي العلي، والفنان رضا علي حسين، ورئيس المهرجان جمال اللهو، والمخرج أحمد الحليل، والمخرج سامي بلال، والفنانة هدى حمادة. «سقاي الماي» وعلى مستوى العروض، قدمت مؤسسة الإبداع للإنتاج الفني في قطر عرضا مسرحيا بعنوان "سقاي الماي"، من تأليف وإخراج وتمثيل الفنان صالح المناعي، العائد لخشبة المسرح بعد 25 سنة، حيث كان آخر عمل قدمه مع الفنانة منى واصف بعنوان "عندما يكون غدا" في عام 1987، من إخراج علي ميرزا محمود، وتأليف إسماعيل ثامر. واستقبل زملاء المناعي عودته لخشبة المسرح بكل حب ود وتشجيع، لأنه من الفنانين القلائل الذين يمتلكون حسا فنيا كبيرا. وتناول المناعي في عرضه المسرحي مشاكل وطننا العربي بأسلوب مغاير عما يتناوله الآخرون، فاستحضر شخصية جحا وحكايته مع أصحابه، حيث تشبه علاقتنا الحالية مع بعضنا البعض في وقتنا الحالي، وهي علاقات "المصالح"، إضافة إلى تعرضه لمشكلات الجيل الحالي، وانشغاله بمواقع التواصل الاجتماعي، متناسيا أهمية المشاعر الإنسانية. بينما قدمت مصر، من خلال الممثلة نهى مرسي، عرضا مسرحيا بعنوان "رؤى" من تأليفها وإخراجها وبطولتها، حيث ناقشت قضية حرية المرأة المفقودة في بعض البلدان العربية، من خلال فتاة تدعى "رؤى" تمتلك مواهب عدة في الرسم والغناء والتمثيل، إضافة إلى تفوقها في دراستها، لكنها تتعرض لموقف من والدها، الذي يمنع خروجها من البيت نهائيا، رغم محاولات والدتها لتعيش حبيسة الجدران، مع لوحاتها التي لا تكتمل، بسبب تفكيرها الدائم في منع والدها.
مشاركة :