30 خبيراً يطالبون باستراتيجية متكاملة لمواجهة التطرف

  • 4/29/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

حذر ثلاثون خبيراً من عواقب تصاعد ظاهرة التطرف الفكري والأيدلوجي الديني، خاصة في المجتمعات الغربية، ودعوا إلى ضرورة وضع استراتيجية شاملة فاعلة لمنع انتشار أفكار التطرف، التي تؤدي إلى العنف والإرهاب. ونبّه مؤسس ورئيس مركز«تريندز» للبحوث والاستشارات، د. أحمد الهاملي، من أن جماعات الإسلام السياسي، التي تسيس الدين، هي المسؤولة عن نشر هذه الأفكار، محذراً من أنه لا يمكن أن تحقق أي استراتيجية أهدافها، ما لم يُقطع الطريق، وبحسم، على مثل هذه الجماعات، وعلى رأسها تنظيم الإخوان. وفي ندوة نظمها مركز «تريندز» بمجلس اللوردات بالبرلمان البريطاني، قال الخبراء، إن ظاهرة التطرف بلغت حداً أصبح يهدد تماسك المجتمعات الغربية وغير الغربية. وطالبوا بضرورة إشراك المنظمات الشعبية والأسر والمدارس ووسائل الإعلام والسياسيين في مواجهة هذه الظاهرة. مشاركة وشارك في الندوة، التي استهدفت بحث «الأسس الدينية للعنف السياسي»، ثلاثون شخصاً، من بينهم أعضاء بمجلس اللوردات، وخبراء وباحثون وسياسيون، وممثلون عن المجتمع المدني، ومتخصصون في الشؤون الأمنية، ومستشارون في وضع السياسات. وجاءت الندوة بعد أسابيع من تشكيل الحكومة البريطانية لجنة مستقلة، هي الأولى من نوعها، كلفتها ببحث ظاهرة التطرف، وتقديم النصح بشأن سبل مكافحته. وعبّر المشاركون عن اعتقادهم بأن ما يثير القلق، هو عدم توفر دراسات كافية أو سياسات ذات رؤية واضحة من جانب الحكومات، بشأن فهم دور الأيدلوجيات الدينية المتطرفة في الترويج للتطرف والعنف والإرهاب. وأجمعوا على ضرورة إجراء حوارات على المستوى الشعبي، لتمكين المجتمعات من المشاركة في الاتفاق على طريقة لمواجهة التطرف الديني بشكل شامل. وخلال الندوة، استعرض بعض الخبراء، تجاربهم في محاربة انتشار الأفكار المتطرفة عبر وسائل الإعلام وشبكة الإنترنت. وقالوا إنه يجب تمكين الأصوات المعتدلة، وتزويدها بالمهارات اللازمة لنشر أفكار الاعتدال، ودحض أسس الأيدلوجيات المتطرفة في مجتمعاتها. ونصح المشاركون باختيار الشخصيات ذات المصداقية والتجربة والخبرة، والأقرب للناس، كي يتمكنوا من التأثير فيهم وإقناعهم بالفهم الصحيح للدين. توعية مجتمعية وفي تصريحات عقب الندوة، قال الهاملي، إن المشروع يهدف إلى توعية المجتمعات والحكومات وواضعي السياسات، بكيفية استغلال الدين كأداة رئيسة ومحفز للعنف السياسي. وقال إنه رغم أن العلاقة بين الأديان والعنف ليست جديدة أو طارئة على المجتمعات الحديثة، فإن العالم يشهد الآن استغلالاً بالغ السوء، وعلى نطاق واسع للأيدلوجية الدينية، وتسييساً للدين، من شأنه تهديد وجود المجتمعات. وقال إن أبرز دليل على ذلك، هو سعي جماعات تسييس الدين، إلى إحداث شق في المجتمعات، حتى الغربية، وتحدي القوانين وسلطة الدولة فيها. وأضاف أن هذا يستدعي تحركاً سريعاً وصارماً للتعامل مع هذه الجماعات، وخاصة الإخوان، التي قال إنه يُطلق لها العنان للعمل بحرية في الغرب، بدعوى حرية التعبير والعمل السياسي. وقال الهاملي إن مكافحة التطرف والإرهاب، لن تكون بالفعالية المأمولة، ما لم تتخلَ الحكومات عن تحفظها، وتجري مزيداً من الدراسات لفهم تأثير الإديولوجيات التي تروج لها التنظيمات الإسلاموية، مثل جماعة الإخوان المسلمين، في المجتمعات الغربية. من ناحيته، عبّر شيراز ماهر، مدير المركز الدولي لدراسة التطرف والعنف السياسي، عن اعتقاده بأن مثل هذه اللقاءات، بالغة الأهمية، لتمكين الحكومات والأكاديميين من فهم أفضل للقضايا المهمة، مثل العلاقة بين الرواية الدينية المتطرفة والعنف السياسي. وأضاف أن مثل هذه النقاشات، تساعد في توفير المعلومات اللازمة للبحوث التي تساعد بدورها صانعي السياسات في وضع استراتيجيات أكثر فعالية لمكافحة التطرف.

مشاركة :