معارك دامية بين النظام وقــوات «قسد» في شرق سورية

  • 4/30/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

اندلعت، أمس، مواجهات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية (قسد) التي تدعمها الولايات المتحدة، وقوات النظام السوري، الذي نجح في السيطرة على عدد من القرى الواقعة شرق نهر الفرات قرب الحدود مع العراق، في حين أفاد مصدر ميداني يقاتل مع قوات النظام بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع فصائل المعارضة المسلحة في بلدات جنوب دمشق. وتفصيلاً، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن المعارك الدامية التي اندلعت بين قوات النظام وقوات سورية الديمقراطية (قسد) في شرق سورية، أدت إلى مقتل ستة من عناصر «قسد». وأضاف المرصد أن «اشتباكات عنيفة» اندلعت «بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وقوات سورية الديمقراطية من جهة أخرى، نتيجة الهجوم الذي ترافق مع استهدافات متبادلة على محاور القتال بين الطرفين». وأسفر «الهجوم المباغت» لقوات النظام عن خسائر بشرية من الجانبين، إذ وثّق المرصد السوري ستة مقاتلين على الأقل، بينهم قياديان اثنان، إضافة إلى إصابة أكثر من 22 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، كما حدثت خسائر بشرية مؤكدة من قوات النظام في هذا الهجوم. وتجري المعارك في محافظة دير الزور الغنية بالنفط، وسبق أن سيطر عليها تنظيم «داعش»، الذي طرد من معظم المناطق التي كان يسيطر عليها. وشهدت هذه المحافظة سباقاً بين قوات النظام مدعومة من روسيا، وقوات سورية الديموقراطية التي يدعمها تحالف دولي تقوده واشنطن. وتسيطر قوات النظام حالياً على مدينة دير الزور، وكامل الضفة الغربية لنهر الفرات، في حين تنتشر قوات سورية الديموقراطية على ضفته الشرقية. من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية أن «وحدات من القوات المسلحة تمكنت من تحرير أربع قرى شرق نهر الفرات، هي (الجنينة ـ الجيعة ـ شمرة الحصان ـ حويقة المعيشية)، التي كانت تحت سيطرة قوات سورية الديمقراطية». وقال مدير المرصد السوري، رامي عبدالرحمن، لوكالة فرانس برس إن «هدف النظام هو حماية مدينة دير الزور عبر صد مقاتلي قوات سورية الديمقراطية الموجودين على الضفة قبالة المدينة». وفي فبراير، قتل نحو 100 من المقاتلين الموالين للنظام في ضربات للتحالف الدولي في منطقة دير الزور. وأكدت واشنطن أن هذه الغارات كانت لصد هجوم لقوات موالية للنظام، استهدفت مقراً لقوات سورية الديمقراطية. وفي سبتمبر 2017، اتهمت قوات سورية الديمقراطية روسيا بقصف موقع لها، ما أسفر عن مقتل أحد مقاتليها وإصابة آخرين. من جهة أخرى، أفاد مصدر ميداني يقاتل مع قوات النظام بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع فصائل المعارضة المسلحة في بلدات جنوب دمشق. وقال المصدر إن «الاتفاق يقضي بوقف إطلاق النار بين قوات النظام والمعارضة في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم، وإخراج مقاتلي المعارضة المسلحة إلى ريف حلب الشمالي».ولفت المصدر إلى أن تنفيذ الاتفاق يبدأ غداً. وكانت لجنة من فصائل أحياء دمشق الجنوبية التقت، بداية الأسبوع الماضي، مع ضباط من الجيش السوري والروسي، للتوصل إلى تسوية شاملة لأحياء دمشق الجنوبية، التي دخلت في مصالحة مع قوات النظام منذ عامين. وأكد المصدر أن الاتفاق لا يشمل مناطق انتشار مسلحي «داعش» في مخيم اليرموك والحجر الأسود، كاشفاً عن وجود مفاوضات قائمة حالياً، وليشمل الاتفاق هذه المناطق. وبيّن المصدر أن نقطة الخلاف الأساسية حول مخيم اليرموك والحجر الأسود تتمحور حول المنطقة التي سيتم إليها إخراج مسلحي «داعش»، وعددهم نحو 1200 مسلح، يسيطرون حالياً على حي الحجر الأسود، ومعظم مخيم اليرموك، حيث ترفض حكومة النظام السوري إخراجهم إلى ريف دير الزور، في حين يصر مسلحو التنظيم على ذلك، وتقبل الحكومة بتوجههم إلى مناطق شرق بلدة السخنة في ريف حمص الشرقي، بينما يرفض «داعش» السخنة لاستقبالهم. وذكر المصدر أن الغارات الجوية على موقع «داعش» ستستمر حتى الرضوخ لشروط النظام السوري. والاتفاق هو الأخير من نوعه ضمن سلسلة مشابهة سيطر النظام بموجبها على مناطق قرب العاصمة، عقب انسحاب مقاتلي المعارضة. وسيسمح اتفاق من هذا النوع في محيط يلدا للنظام بنشر قواته على الأطراف الشرقية لليرموك، بعدما تقدمت وحدات أخرى نحو المخيم من الجهة الغربية، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأضاف المرصد السوري أن جيش النظام سيطر خلال اليومين الماضيين على أجزاء واسعة من حي القدم الواقع شرق اليرموك. والسبت، سيطر تنظيم «داعش» على مستشفى ومبانٍ محيطة بالأطراف الشرقية لليرموك، في محاولته الوصول إلى يلدا، وفق المرصد. وأضاف أن مقاتلات النظام قصفت، أمس، اليرموك وحي الحجر الأسود المحاذي. وسيطر مقاتلو التنظيم على أجراء من اليرموك والحجر الأسود منذ عام 2015، فيما سيطروا على حي القدم في هجوم مفاجئ الشهر الماضي. وأفاد المرصد أن 85 من عناصر النظام، و74 مقاتلاً من تنظيم «داعش»، لقوا حتفهم خلال 10 أيام من المعارك في جنوب دمشق. ويأتي الإعلان عن اتفاق لإجلاء عناصر الفصائل من يلدا والمناطق القريبة منها بعدما استعاد النظام الغوطة الشرقية، التي كانت معقلاً رئيساً للمعارضة قرب دمشق هذا الشهر.

مشاركة :