حوار - إبراهيم بدوي:كشف سعادة السيد فيصل موسى سفير جمهورية جنوب إفريقيا لدى الدولة عن رفض بلاده ضغوطا سعودية لقطع العلاقات مع قطر في بداية أزمة الحصار الراهنة، مؤكدا دعم بلاده لحل الأزمة عبر الحوار. وقال في حوار مع الراية بمناسبة احتفال بلاده باليوم الوطني، إن السعودية طالبتنا بغلق سفارتنا في الدوحة وقطع العلاقات السياسية والتجارية مع قطر، لكننا أمة نيلسون مانديلا ونؤمن أنه لا يمكن الوصول إلى حل عندما يتوقف الحوار. وشدد على أن جنوب إفريقيا لها علاقات جيدة مع كافة الدول أطراف الأزمة ولا تريد التدخل في شؤونهم الداخلية. وقال السفير موسى إن قطر تعاملت مع الأزمة بكفاءة وحكمة واستطاعت احتواء تداعياتها ببرامج للأمن الغذائي وفتح طرق تجارية بديلة، فضلا عن اتباعها القنوات الدبلوماسية للرد على الخروقات الإماراتية للأجواء القطرية. وأكد حرص بلاده على تعزيز العلاقات مع قطر، مشيرا إلى أن وفدا لرجال الأعمال من جنوب إفريقيا سيزور الدوحة الشهر المقبل. وكشف عن بدء محادثات لزارعة أراض في مقاطعة كيب الغربية في جنوب إفريقيا لصالح قطر، فضلا عن أفق واعدة للتعاون في قطاع الطاقة والغاز، وغير ذلك من التفاصيل في الحوار التالي: • في البداية كيف ترون تطور العلاقات بين قطر وجنوب إفريقيا؟- العلاقات جيدة للغاية ومتنامية وخلال زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى جنوب إفريقيا العام الماضي تم رفع العلاقات إلى المستوى الوزاري، واتفقت قطر وجنوب إفريقيا على رفع مستوى التبادل التجاري بين البلدين، ليصل إلى أكثر من مليار دولار أمريكي بحلول عام 2020.. ونعمل حاليا على جمع الفرق الفنية من البلدين تمهيدا للقاءات الوزراء وتسريع وتيرة التعاون في عدد من المجالات. • ما الجديد على أجندة البلدين في الفترة المقبلة؟- سيقوم وفد جنوب إفريقي من رجال الأعمال بزيارة الدوحة في الثامن من مايو المقبل، حيث يتشكل الوفد من 20 رجل أعمال بقطاعات مختلفة مثل الماكينات والصناعات الغذائية وغيرها وسوف تستضيفهم غرفة قطر لبحث تعزيز التعاون والمشروعات الاستثمارية المشتركة، كما نعد لزيارة تقوم بها غرفة قطر إلى جنوب إفريقيا خلال الفترة المقبلة. • وما موقف جنوب إفريقيا من حصار قطر الذي تقترب من عامه الأول؟- نحصل على 60? من النفط الخام من السعودية، وقد طالبتنا السعودية في بداية الأزمة بالانسحاب من العلاقات مع قطر وغلق سفارتنا وقطع العلاقات السياسية والتجارية معها، لكن نحن جئنا من عصر نيلسون مانديلا، ولذلك فإننا نؤمن بأنه يمكن حل المشكلات طالما كان هناك فرصة للحوار، وعندما يتوقف الحوار لا يمكن الوصول إلى حل. • هل تعني أنكم لم تستجيبوا لضغوط سعودية لقطع العلاقات مع قطر؟- ذهبت وزيرة خارجيتنا إلى السعودية واعتذرت لهم، قائلة إننا أمة نيلسون مانديلا ولن نغلق سفارتنا، لأنه ليس لدينا مشكلة مع قطر، ونؤمن أن هذه مشكلات داخلية بينكم ولن نتدخل فيها. وجاءت الوزيرة إلى قطر العام الماضي عقب زيارة حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى إلى جنوب إفريقيا وأكدت أن جنوب إفريقيا سوف تواصل دعمها لدولة قطر، وأنها تأمل في حل الأزمة، ولدينا علاقات جيدة مع كافة هذه الدول ولا نريد التدخل في شؤونهم الداخلية. • وكيف ترون تعامل قطر مع أزمة الحصار؟- قطر تعاملت مع أزمة الحصار بكفاءة عالية واستطاعت احتواء تداعياته ببرامج للأمن الغذائي الذي كان يشكل أولوية قصوى للحكومة القطرية، ويمكننا أن نساهم بفعالية في هذه البرامج، فلدينا مناخ جاف في جنوب إفريقيا وقمنا بالعديد من الأبحاث حول الزراعة في ظروف مشابهة لمناخ قطر، ويمكننا مشاركة خبراتنا والتقنيات لدينا لإقامة مزارع في قطر.. أعطت الأزمة فرصة لدولة قطر للنهوض بالأمن الغذائي، وكذلك فرصة لرؤية أن هناك عالما أكبر خارج حدود جيرانها، واستطاعت فتح خطوط تجارية جديدة مع مختلف الدول، وخلال معرض ديمديكس في الدوحة حضر العالم بأسره وتم عقد الصفقات وكانت كافة الأمور طبيعية. وأرى أن قطر تميزت بسرعة اتخاذ القرار في توقيت جيد وبحكمة عالية، وحتى في خروقات المقاتلات الإماراتية للأجواء القطرية لم ترد قطر عليها واستخدمت القنوات الدبلوماسية لإيجاد حل وهو أمر مثير للإعجاب. وقد حدث الحصار بين ليلة وضحاها خلال شهر رمضان ولم تكن له مؤشرات وفوجئ الجميع بغلق الأجواء، لكن قطر تعاملت بطريقة جيدة واستثنائية وسنواصل دعم موقفها. • ما تقييمكم لادعاءات دول الحصار ضد الدوحة بدعم الإرهاب؟- جنوب إفريقيا مثل قطر لا تصنف حركة مثل حماس على أنها إرهابية والأمر يتعلق بتعريف الإرهاب في حد ذاته. وأعتقد أنها مجرد أعذار للأزمة وقطر تمارس دورا وسيطا في القضية الفلسطينية وإذا لم تتحدث إلى حماس فكيف تقنعهم بالجلوس على طاولة التفاوض .. هي مجرد أعذار لأن قطر تؤدي بشكل جيد اقتصاديا ولا أعتقد أنهم كانوا يدركون أن تزداد أهمية الغاز في العالم مع التحول بعيدا عن الوقود الأحفوري إلى طاقة صديقة للبيئة. • هل كان للأزمة تأثير إيجابي على صادرات جنوب إفريقيا إلى قطر؟- بالطبع شهدت صادراتنا إلى قطر زيادة كبيرة ولمسناها من أرقام المبادلات التجارية خاصة في قطاع المنتجات الغذائية. • وكيف ترون زيادة الاهتمام القطري بالقارة الإفريقية؟- إفريقيا قارة غنية بالفرص ومن ناحية الأمن الغذائي على وجه الخصوص ويمكن لدولة قطر أن تزرع العديد من المحاصيل في إفريقيا بأسعار أقل بكثير من استزراع الصحراء، لذلك إفريقيا تقدم فرصا جيدة لدولة قطر في مجال الأمن الغذائي، وسوف نعرض بعض المزارع على الجانب القطري وبدأنا بالفعل محادثات مع مزارعين بمقاطعة كيب الغربية بجنوب إفريقيا ليقوموا بزراعة أراضيهم لصالح قطر بما يحقق المنفعة المتبادلة للطرفين. • وما رأيكم في جهود الوساطة القطرية لحل النزاعات في إفريقيا؟- قطر تلعب دورا محوريا في جهود الوساطة لحل النزاعات وإرساء السلام في إفريقيا ولم تكن لتلعب هذا الدور لولا أنها تحظى باحترام كافة الأطراف مثل قضية دارفور وأيضا في القضية الفلسطينية وندرك أهمية الدور القطري لأننا نمارسه في العديد من قضايا القارة. • ما أفق التعاون بين قطر وجنوب إفريقيا في قطاع الطاقة والغاز؟- يشكل الغاز 3? فقط من استهلاك الطاقة في جنوب إفريقيا وقررت الحكومة الجديدة زيادته إلى 23? خلال السنوات العشر المقبلة وبالطبع ستكون فرصة جيدة لتعزيز التعاون مع قطر، كما وافقت شركة توتال الفرنسية للنفط والغاز على بيع حصة نسبتها 25? في منطقة الاستكشاف البحرية قبالة سواحل جنوب إفريقيا إلى شركة قطر للبترول بما يعني امتلاك الشركة القطرية لـ25? من أعمال الاستكشاف والمشاركة بالإنتاج وسوف تشكل هذه الاستكشافات فرصا جيدة للطرفين. • وما هي الفرص الاستثمارية الأخرى أمام قطر في جنوب إفريقيا؟- لدينا فرص عديدة ومتنوعة وهناك برنامج كبير لتطوير البنية التحتية، من الطرق والسدود، فلدينا أمطار غزيرة ونحتاج إلى سدود لاحتوائها وهناك فرص أيضا في مجال توليد الكهرباء واستكشاف الغاز ونأمل في التعاون مع الشركات القطرية لما لها من خبرة كبيرة مع شركتنا ساسول للطاقة لإنتاج الغاز المسال في جنوب إفريقيا وبالفعل تم تحديد منطقتين لبدء العمل بهما في شمال وجنوب البلاد. كما أعلن وزير الطاقة الجديد لدينا عن برنامج للطاقة المتجددة والوقود البديل مثل الغاز المسال ويمكن لقطر أن تلعب دورا محوريا في هذا الصدد. وأيضا هناك العديد من الفرص الاستثمارية في قطاع الصناعات الغذائية والعقارات والضيافة والسياحة خاصة مع توافر وتميز أماكن الصيد في جنوب إفريقيا. ولدينا قطاع مصرفي متميز في جنوب إفريقيا ولدينا 5 بنوك من أفضل البنوك في العالم. • كم عدد التأشيرات التي أصدرتها السفارة مؤخرا والرحلات المباشرة بين البلدين؟- أصدرنا 2218 تأشيرة العام الماضي، وهو أكبر عدد من التأشيرات منذ بدء مهمتنا الدبلوماسية في الدوحة عام1996، والعدد في تزايد باستمرار حتى في الربع الأول من العام الجاري لمسنا زيادة ملحوظة عنه في نفس الفترة العام الماضي، وهناك 3 رحلات يومية مباشرة من الدوحة إلى جنوب إفريقيا، ويعتمد كثير من مواطنينا المتجهين إلى أوروبا أو الهند على مطار حمد الدولي بدلا من دبي وأيضا زيادة عدد الزائرين منهم للدوحة مؤخرا، ونعمل على تعزيز السياحة من جنوب إفريقيا إلى قطر من خلال معارض متخصصة. • كم عدد الشركات الجنوب إفريقية العاملة في قطر؟- هناك ما لا يقل عن 5 شركات كبرى من جنوب إفريقيا تعمل في قطر أبرزها في قطاعات الطاقة والغذاء وغيرها إضافة إلى العديد من الشركات المتوسطة والصغيرة. ويوجد حوالى 6 آلاف جنوب إفريقي في الدوحة ويعملون في مختلف القطاعات في التدريس والأطقم الطبية والتمريض والقطاع المصرفي. • ما جديد اتفاقية التعاون مع ميناء حمد الجديد؟- وقعنا اتفاقية تجارية مع ميناء حمد منذ شهرين ونعمل على تفعيلها حيث تتعلق بالأمور اللوجستية وفنيات الشحن والتفريغ والتوزيع من المخازن كما نسعى إلى تعزيز التعاون في مجال التخزين البارد لمنتجات الأسماك واللحوم والخضر والفواكه. • نظمتم كأس العالم 2010.. هل من تعاون مع قطر في تنظيمها لمونديال 2022؟- هناك تعاون مع اللجنة العليا للمشاريع والإرث خاصة في مجال تأمين الملاعب وتبادل الخبرات في هذا المجال المهم، ورغم ما كان يثار في وسائل الإعلام عن الأمن في جنوب إفريقيا، استطعنا تنظيم كأس عالم متميز.
مشاركة :