سفير جنوب إفريقيا: رفضنا ضغوط دول الحصار لقطع العلاقات مع قطر

  • 7/19/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قال سعادة السيد فيصل موسى -سفير جنوب إفريقيا لدى الدوحة- إنه من المفيد لمنطقة الشرق الأوسط أن تستفيد من القيم التي أرساها الزعيم الراحل نيلسون مانديلا، والتي تقوم على مبدأ الحوار بين الأشقاء. لافتاً إلى أن الدول الخليجية لا تتحدث مع بعضها في الأزمة الحالية، ولا توجد أرضية للحوار، وأوضح سعادته أن قيم مانديلا يمكن أن تصبح منصة للحوار بين الأشقاء في الخليج، كاشفاً عن أن بلاده رفضت ضغوطاً من دول الحصار لقطع علاقتها مع قطر.ونوّه سعادة السيد فيصل موسى بأن دول المنطقة وحدها هي التي تستطيع حل الأزمة الخليجية، كما فعلنا نحن في جنوب إفريقيا، حيث لم نسمح لدول أجنبية حل مشكلتنا، مضيفاً: لدينا خبرات في التفاوض يمكن أن نقدمها لحل الأزمة الخليجية، وعلى الدول الخليج أن تجد طريق الحل من نفسها. جاء ذلك في حديث للصحافيين، على هامش احتفالية يوم نيلسون مانديلا، التي نظمتها سفارة جنوب إفريقيا، أمس، بحضور عدد من السفراء والدبلوماسييين، منهم سفراء دول غانا، ونيجيريا، والجزائر، والمغرب، وكينيا، وفلسطين، وتنزانيا، ومملكة اسواتيني، وكوبا. الأزمة الخليجية وحول الدور الذي تقوم به قطر لحل النزاعات الخارجية، قال سعادة السفير فيصل موسى إن قيم نيلسون مانديلا ليست لجنوب إفريقيا وحدها، ولكنها لكل الدول بما فيها الشرق الأوسط، وخاصة دول الخليج التي تشهد الأزمة الحالية. وثمن سعادته الدور الذي تقوم به دولة الكويت لحل الخلاف الخليجي، بسبب حالة انعدام الثقة بين هذه الدول، وقال: «يمكننا أن نساعد بطريقة أو بأخرى في حل هذه الأزمة، ونتطلع إلى أن نرى نهاية هذه الأزمة الخليجية قريباً»، لافتاً إلى أن الشرق الأوسط يمكن أن يصبح من المناطق القوية في العالم، لذلك تعمل دول كثيرة على تقسيم المنطقة، كما يحدث عندنا نحن في القارة الإفريقية، لأن قوتنا في وحدتنا. ونوّه سعادته بأن منطقة الخليج أسرة واحدة تجمعها ثقافة ولغة واحدة، ونتوقع أن يجتمعوا سوياً لحل هذه الأزمة. احتفال سنوي وأوضح سعادة سفير جنوب إفريقيا أن الاحتفال بيوم نيلسون مانديلا في الدوحة، يأتي ضمن احتفالات جميع سفارات بلاده حول العالم بالقيم التي أرساها الزعيم الراحل، كما قامت السفارة أمس بفعالية التبرع بالدم في مستشفى حمد. وأضاف أن هذه الفعالية ستكون فعالية سنوية، اعتباراً من هذا العام، وقال إن الاحتفال باليوم العالمي لنيلسون مانديلا، الذي يصادف 18 يوليو كل عام، يأتي اعترافاً بإسهامات رئيس جنوب إفريقيا الأسبق في ثقافة السلام والحرية. وبيّن سعادته أن العالم يحتاج إلى قيم نيلسون مانديلا، مثلما حدث عام 1994 عندما أصبح الزعيم الراحل رئيساً لجنوب إفريقيا، وكان من الصعب على الشعب التواصل والتوحد، لأننا كنا مختلفين، ومن مرجعيات متعددة، وبالرغم من ذلك فإن قيم مانديلا جمعتنا. قيم مانديلا وقال سعادة السيد فيصل موسى إنه من المفيد لمنطقة الشرق الأوسط أن تستفيد من القيم والمبادئ التي أرساها نيلسون مانديلا، لأنها تقوم على مبدأ الحوار بين الإخوة والأشقاء، وهذا ما فعلناهُ في جنوب إفريقيا خلال 4 سنوات بين الأحزاب. وأضاف سعادته أن الدول الخليجية لا تتحدث لبعضها البعض في هذه الأزمة، ولا توجد أرضية للحوار، لافتاً إلى أن دول المنطقة وحدها هي التي تستطيع حل الأزمة الخليجية، كما فعلنا نحن في جنوب إفريقيا، حيث لم نسمح لدول أجنبية بحل مشكلتنا. وأكد سعادته أن جنوب إفريقيا تعرضت لضغوط من دول الحصار من أجل قطع علاقتها مع قطر، مشدداً على أن هذه الضغوط ما زالت مستمرة، ولكننا أوضحنا لهذه الدول بشكل قاطع أن سياستنا الخارجية لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وأن روح وقيم نيلسون مانديلا تقوم على أساس الوحدة وجلب المختلفين لبعضهم البعض، ولا تقوم على تأزيم المواقف والفرقة بين الدول. القارة السمراء وحول العلاقات بين قطر والقارة السمراء، قال سعادة سفير جنوب إفريقيا إن العلاقات بين قطر والقارة الإفريقية في نمو مستمر، كما ترتبط العديد من الدول الإفريقية، خاصة شمال إفريقيا، بالخليج ثقافياً ولغوياً ودينياً، وهذا بدوره يؤكد تأثير العالم العربي على إفريقيا. وأضاف سعادته: إذا نظرنا إلى التركيبة الدينية في القارة نجد أن 52 % من سكان إفريقيا مسلمون، مما يؤكد تأثير العالم العربي على إفريقيا. وبيّن سعادته أن هناك تركيزاً من الدوحة على القارة الإفريقية، مستشهداً بجولات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى الأخيرة إلى القارة السمراء، والتي عززت العلاقات ما بين قطر وإفريقيا، وقال سعادته: «لاحظنا أن هناك تركيزاً من قبل رجال الأعمال القطريين للاستثمار في جنوب إفريقيا». وأشار سعادته إلى أن قطر قامت مؤخراً بضخ استثمارات كبرى في القارة السمراء، بالإضافة إلى توقيع شركة قطر للبترول اتفاقاً مع شركة توتال الفرنسية، تصبح بموجبه شريكاً بنسبة 25 % في أعمال الاستكشاف في المنطقة البحرية رقم 11B/12B قبالة شواطئ جنوب إفريقيا، متوقعاً أن تشهد العلاقات الاقتصادية بين البلدين مزيداً من التوسع في المشاريع المشتركة خلال الفترة المقبلة. التبادل التجاري يرتفع لـ %70 بعد الحصار قال سعادة السيد فيصل موسى -سفير جنوب إفريقيا لدى الدوحة- إن حجم التبادل التجاري بين قطر وجنوب إفريقيا ارتفع بنسبة 70 % بعد الحصار المفروض على قطر خلال العام الماضي، مشيراً إلى أن الإحصاءات في الربع الأول من العام الحالي سجلت نمواً بنسبة 22 %، مقارنة بالإحصاءات ما قبل الحصار، ونعمل حالياً على تعزيز حجم التبادل التجاري. وأوضح سعادته أن جنوب إفريقيا لديها استثمارات ضخمة في قطر في مجالات مهمة، مثل النفط والغاز، خاصة مشروع تحويل الغاز إلى سوائل، الذي تنفذه شركة ساسول للطاقة بالشراكة مع «قطر للبترول». وقال سعادته: «إننا نشجع قطر على الاستثمار في بلادنا، خاصة في قطاع النفط والغاز، ونعمل على التوسع في استخدام الغاز الطبيعي المسال كطاقة نظيفة من 3 % إلى 25 %، وليست لدينا بنية تحتية لإنتاج الغاز. وأوضح أن بلاده تسعى إلى استيراد الغاز الطبيعي المسال من قطر، وقال: نتطلع إلى بناء محطة لاستقبال الغاز القطري، وندعو أشقاءنا القطريين إلى الاستثمار في البنية التحتية في مجال الغاز الطبيعي المسال في جنوب إفريقيا، حتى يمكننا استقبال الغاز. لافتاً إلى أن إنتاج الغاز بجنوب إفريقيا يحتاج 15 عاماً حتى يتم استخراجه، بالتالي ندعوهم إلى بناء محطة لاستقبال الغاز القطري. تعاون مشترك لتأمين مونديال 2022 أكد سعادة سفير جنوب إفريقيا أن بلاده تتطلع إلى التعاون مع قطر في مشاريع مونديال كأس العالم 2022، من خلال نقل خبرات جنوب إفريقيا في مجال الأمن الرياضي، خاصة أن بلاده استضافت بطولة كأس العالم في 2010، ولديها خبرات كبيرة في استضافة الفعاليات الرياضية الكبرى. وأعلن سعادته عن وصول وفد من جنوب إفريقيا إلى الدوحة، لمناقشة التنسيق في قضايا الأمن الرياضي خلال المونديال المقبل 2022، ومن ثم سيقوم وفد من قطر بالذهاب إلى جنوب إفريقيا لذات الغرض، بالتنسيق مع اللجنة العليا للمشاريع والإرث، مؤكداً أن قطر سوف تنظم بطولة رائعة، نظراً للاستعدادات الجيدة التي تقوم بها لاستضافة المونديال.;

مشاركة :