أرجعت الدكتورة هيلة الفايز رئيس وحدة الأسرة في مركز الملك عبدالله للدراسات الإسلامية المعاصرة وحوار الحضارات سبب هشاشة بعض الشباب وسهولة التغرير بهم من قبل الفئات الضالة والتي جرمتها الدولة وصنفتها إلى طريقة التعليم قديما، وقالت في حديثها ل"الرياض": المؤسسات التربوية في السابق كانت تهتم بقضايا التعليم المعرفي فقط وتلقن المعلومات العلمية والمعرفية، دون الاهتمام بجوانب المعرفة الفكرية والاتجاهات في التربية وتحصين الفكر والمعتقد، فالتربية كل متكامل فالتربية أهم من إعطاء المعلومة التي أصبحت الآن متاحة ويستطيع الوصول إليها الفرد في أي مكان وأضافت أن الأهم هو كيف من الممكن أن نبني اتجاهاً ايجابياً تجاه أمر ما أو اتجاه سلبي أمام أمر ما، فشبابنا في ظل هذه الرفاهية الكبيرة ينشؤون بلا هدف، فهم بحاجة إلى أن يكون لهم هدف ورؤية مستقبلية، ويشعرون أنهم يصنعون أنفسهم ويبنون مستقبلهم ليكونوا مواطنين صالحين في البيت والوطن ورأت د.الفايز أن الشباب لا زال لديه ضعف وعي، ساهم فيه عدد من الجهات المجتمعية والأسرة إلى جانب الفراغ، فمن خلال الأبحاث التي قام بها المركز اتضح أن الفراغ هو السبب الأول خلف انجراف الشباب بداخل التيارات التكفيرية، إلى جانب ضعف ثقافة الحوار وحول اللعب بتيار الدين ومحاولة بعض دعاة التغرير كسب حشد جماهيري من خلال مظاهر الدين التي يتحلون بها والخطاب الديني الملغم أكدت رئيس وحدة الأسرة في مركز الملك عبدالله للدراسات الإسلامية أن الشباب لديهم الفطرة السوية التي تنظر إلى رجال الدين بنظرة احترام ووقار وتجلهم وتكبرهم، ولكن بعد استغلال مظاهر الدين للتغرير بالشباب يجب أن تكون نظرتنا أكثر عمقاً وتفصيلاً فبعض الدعاة استفاد من جماهيره لبث سمومه وأفكاره والتغرير بالشباب لأهدافه، ويجب على الجهات المعنية التحرك تجاه هذا الأمر وتأهيل دعاة على وعي كاف وقادرين ومتمكنين من الحوار، ومعتمدين من قبل هيئة كبار العلماء والدولة ووزارة الشئون الإسلامية، فالشباب فكرهم واسع وبحاجة لمن يستوعبهم لا بمن يقمع فكرهم، وأن يسمع كافة توجهاتهم الفكرية ولا يكفرهم بل يرد على أفكارهم بالمنطق والحجة والقول الحسن، فالردود بطرق قمعية لا تصلح للشباب فالعقل يجب أن يواجه بالعقل وأضافت د. الفايز أنه لدينا علماء صرحت لهم الدولة بالفتوى ولهم قنوات معروفة وباستطاعتهم محاورة أي شخص بأي مذهب أو توجه فكري دون تكفيره، فيجب أن نوعي الشباب عبر الوسائل المعروفة والمصرح بها والرسمية حتى لا نسمح باختراق صفوف الشباب عبر القنوات غير الرسمية، ويجب فتح قنوات حوار ومحاولة أقناع الطرف الآخر، ولنا في رسول الله قدوة حسنة حيث إنه حاور الجميع المؤسسات المجتمعية تلقي ثقلها على التربية والتعليم في تعزيز الهوية الوطنية وقالت: الممارسات الفردية الحاصلة من دعاة التغرير والإرهابيين باسم الدين تحسب على الأشخاص ولا تحسب على الدين، ويجب أن يعي الشباب أن الأمور التي تتم بالخفاء غير سوية وسليمة، فالأمر الصحيح لا يخفى، فدائما الخفاء خلفه مظلمة للشباب ومظلمة للدين ومظلمة للوطن وفيما يخص الهوية الوطنية وآلية تعزيزها لدى الشباب اعتقدت د. هيلة الفايز أن وزارة التربية والتعليم هي الملامة بالدرجة الأولى في نظرة المجتمع وهذا غير صحيح، فاعتزاز الشباب بالهوية الوطنية يحتاج إلى دعم وتقوية كبيرة، فهي مسؤولية مجتمعية يجب أن تكون فيها الشراكة من جميع مؤسسات المجتمع، وألا ترمي مؤسسة بثقلها على مؤسسة أخرى أو تتهم أخرى، فدائما ما يلقى اللوم على المؤسسات التربوية والتعليمية أنها مقصرة، وهذه مسؤولية إعلام ومؤسسات تربوية وأسرة والمؤسسات المساندة في المجتمع والمساجد، فجميع المؤسسات مسؤولة ومعنية بتعزيز الهوية الوطنية لدى الشباب. وأكدت أنه لا يمكن أن نحمي النشء من جهة ونتركه من الجهات الأخرى خاصة في ظل الانفتاح الهائل على التطور التقني ووسائل التواصل الاجتماعي، فالرقابة لا يمكن أن يحققها أي فرد أو أي مجتمع أو أسرة، فلا يمكن أن نحمي الأبناء من خلال الرقابة بل من خلال التربية. يذكر أن وحدة الأسرة هي الوحدة النسائية الوحيدة في مركز الملك عبدالله للدراسات الإسلامية المحاضرة وحوار الحضارات، وهي الوحدة المسؤولة عن تنظيم الملتقيات والمناسبات النسائية، وللمركز اهتمامات متعددة ومتباينة من أهمها حوار الأديان، ويهتم بالدراسات الإسلامية المعاصرة، التي تسعى إلى الوسطية وتقريب وجهة النظر والتعايش السلمي والتعايش مع الآخر التآلف والاعتدال. ووحدة الأسرة وحدة ناشئة وعمرها عام ونصف العام ، لديها خطة بمناشط كثيرة، ابتدأت بنشر ثقافة الحوار بين طالبات الجامعة وقد نفذت عدداً كبيراً من البرامج التدريبية، والهدف من إنشائها دعم الأسرة التي تعود نواة المجتمع ويعول عليها كثيرا في مكافحة الحوار.
مشاركة :