قال محللون سياسيون بحرينيون، إن التدخلات القطرية بالقرن الإفريقي تعكس فشل دبلوماسية الوساطات السابقة لها، وانتقالها إلى دبلوماسية الاستثمارات، والتي تحاول من خلالها تحقيق الزعامة بالمنطقة، بمساحة تفوق واقعها التاريخي، والجغرافي بالمنطقة. وأوضحوا في تصريحات لــ«البيان» من العاصمة البحرينية المنامة، أن هنالك مساعي قطرية لبسط السيطرة على أحد أهم المناطق التي تؤثر في الملاحة البحرية في المنطقة، الأمر الذي جعلها تتدخل في صراعات بين كل من السودان وأريتريا والصومال وإثيوبيا وجيبوتي، مضيفين «أينما وجد المال القطري، وجد البارود، والدم، والخراب». ووصف المحلل السياسي أحمد جمعة تدخلات تنظيم الحمدين بمنطقة القرن الإفريقي، بالهشة والضعيفة، مضيفاً: «محاولات مستمرة نحو تحقيق الزعامة الزجاجية التي تنشدها قطر منذ فترة طويلة، وبمساحة تفوق واقعها التاريخي، والجغرافي بالمنطقة». وأكد جمعة لـ«البيان» أن قطر وعلى مدى العقدين الماضيين، لطالما نشطت، وقدمت نفسها وسيط سلام لعدد من الدول الإفريقية، ذات الاستقرار الأمني المتدني، والتي تعاني من الخلافات مع جيرانها، حدودياً، واقتصادياً، وسياسياً، منها الصومال، وبقناعة أن هذه الدول يسهل اختراقها، والدفع بقرارها للسير بالاتجاه الذي يخدم أجندة تنظيم الحمدين، عبر بناء سلسلة من المشاريع والمصالح معها على هذا الأساس. وأردف: «هنالك استثمار قطري ملحوظ على مستويين اثنين بهذا الجانب، الأول تراجع النفوذ الغربي بالصومال وبقية الدول القريبة منها من جانب، وارتفاع نسبة الكوارث الطبيعية والمجاعات التي تعصف بها، وبالأخص الصومال، وهو الأمر الذي فتح الشهية لأقطاب تنظيم الحمدين للتغلغل بهذا البلد، تحت ذريعة تقديم المساعدات الإنسانية». وأضاف جمعة: «لكن الواقع يخالف ذلك، حيث ينظر أقطاب تنظيم الحمدين لمنطقة القرن الإفريقي بأهمية كبيرة، لموقعها الاستراتيجي المطل على باب المندب، وملاصقتها لإقليم البحيرات العظمى بوسط إفريقيا، والغني بالثروات المائية والنفطية». دولة المؤامرات وأكد المحلل السياسي أحمد مسعود السعي أن المحاولات القطرية بالتغلغل في القرن الإفريقي، يعكس وبوضوح، النشاط الدؤوب لتعزيز المكانة المفقودة في الساحة الدولية، عبر السيطرة على هذه المنطقة الاستراتيجية بالقارة. وأشار إلى أنه «من المهم النظر إلى فشل سياسات تنظيم الحمدين السابقة، والتي ارتكزت على دبلوماسية الوساطات، وتصدر الواجهة الدبلوماسية العربية، كأداة لتحقيق الزعامة الكبرى في المنطقة، إلى سياستها الجديدة وهي دبلوماسية الاستثمارات». وتابع: «أكدت دراسة صادرة من معهد الدراسات الأمنية الإفريقية، أن قطر تسعى من خلال تغلغلها بهذه المنطقة، لبسط السيطرة على أحد أهم المناطق التي تؤثر في الملاحة البحرية في المنطقة، الأمر الذي جعلها تتدخل في صراعات بين كل من السودان وأريتريا، والصومال وأثيوبيا، وأريتريا وجيبوتي». أكد رئيس منظمة الوحدة العربية الإفريقية لحقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب محمود المحمود، أن قطر لا تمتلك الأهلية لأغلب المشاريع التي تتصدرها بمنطقة القرن الإفريقي، خصوصاً مع انهيار سمعتها العالمية، والنظر إليها كدولة راعية وممولة للإرهاب العالمي. مضيفاً إنه «حين تدخلت على خط الأزمة الأثيوبية الأريترية، اتهمتها أثيوبيا بدعم أريتريا ضدها، كما أن لها دوراً مباشراً بتأليب أثيوبيا ضد مصر عبر تمويلها المباشر لمشروع سد النهضة، وجهودها المستميتة للمساعدة ببناء السد».
مشاركة :