واشنطن - أعلن وزير الخارجية الاميركي الجديد مايك بومبيو الذي كان لغاية الاسبوع الماضي مديرا لوكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه" أن الوثائق الاستخباراتية التي كشف عنها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاثنين بشأن امتلاك ايران برنامجا نوويا عسكريا سريا هي وثائق "حقيقية" وغالبيتها جديد بالنسبة الى الخبراء الاميركيين. وقال بومبيو للصحافيين المرافقين له على متن طائرته "بوسعي أن أؤكد معكم، أن أوكد لكم، أن هذه الوثائق حقيقية وأصلية". وكثف نتنياهو الضغط على الولايات المتحدة للانسحاب من الاتفاق الموقع في 2015 حين ألقى خطابا في وقت الذروة على التلفزيون الإسرائيلي ليعرض ما وصفها بالأدلة على برنامج إيران السري للأسلحة النووية. وقال نتنياهو الاثنين إنه تحدث مع قادة فرنسا وألمانيا وإن إسرائيل سترسل خبراء لإطلاعهما على المعلومات المخابراتية بشأن الجهود النووية الإيرانية. وقال مكتب نتنياهو على تويتر إن إسرائيل "سترسل في الأيام القادمة فرقا متخصصة لإطلاع ألمانيا وفرنسا على تفاصيل المواد التي حصلت عليها إسرائيل بشأن جهود إيران للحصول على سلاح نووي". وأضاف أن نتنياهو تحدث أيضا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن وثائق المخابرات الإسرائيلية. وهدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق الدولي ما لم يتم إعادة التفاوض عليه بحلول 12 مايو/أيار. وكرر انتقاده للاتفاق بعد أن تحدث نتنياهو وأشار إلى أنه يؤيد تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي. وقال نتنياهو في وزارة الدفاع الإسرائيلية وهو يقف أمام أكوام من الملفات تمثل ما وصفه بالقبو المليء بالوثائق النووية الإيرانية التي تم الحصول عليها قبل أسابيع "نفى قادة إيران مرارا السعي لامتلاك أسلحة نووية". وأضاف "الليلة أنا هنا لأقول لكم شيئا واحدا: إيران تكذب". وقال نتنياهو "أولا، كذبت إيران بشأن أنها لم تمتلك برنامجا للأسلحة النووية أبدا. يثبت 100 ألف ملف سري أنها فعلت ذلك. ثانيا، حتى بعد الاتفاق، واصلت إيران الحفاظ على خبراتها المتعلقة بالأسلحة النووية وعززتها لاستخدامها في المستقبل". ورغم أن العرض نقله التلفزيون الإسرائيلي على الهواء، أوضح نتنياهو أن جمهوره عريض فألقى معظم خطابه بالانجليزية قبل أن يتحول إلى العبرية. وتنفي طهران السعي للحصول على أسلحة نووية وتتهم إسرائيل بإثارة الشكوك بشأنها. بيد أن معظم ما قدمه نتنياهو لا يمثل مفاجأة للقوى العالمية التي خلصت منذ أمد بعيد إلى أن إيران كانت تسعى للحصول على أسلحة نووية قبل الاتفاق الموقع في 2015 ولذا فرضت تلك القوى العقوبات في المقام الأول. ورفع الاتفاق معظم تلك العقوبات مقابل تقييد الأنشطة النووية الإيرانية. ويقول حلفاء واشنطن الأوروبيون إن طهران التزمت بشكل عام بشروط الاتفاق منذ ذلك الحين وحثوا ترامب على عدم الانسحاب من الاتفاق. وقال بعض المحللين المستقلين والدبلوماسيين إن نتنياهو بدا يقدم أدلة قديمة. وقال عيران عتصيون، نائب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق الذي يرأس حاليا منتدى الحوار الاستراتيجي وهو مؤسسة بحثية إسرائيلية أوروبية، في تغريدة على تويتر "لم يتم الكشف عن أدلة دامغة هذا المساء ولا يثبت ذلك أن إيران تطور الآن أسلحة نووية أو تنتهك (الاتفاق النووي) بأي شكل". وقال جيفري لويس مدير برنامج شرق آسيا لمنع الانتشار النووي في معهد ميدلبري للدراسات الدولية على تويتر "نتنياهو يقول لنا شيئا نعرفه بالفعل وهو أن إيران تمتلك برنامجا للأسلحة النووية". وقال دبلوماسي أوروبي بارز "نعرف كل هذا وما يبرز بشكل خاص هو أن نتنياهو لا يتحدث عن أي انتهاكات مسجلة (لاتفاق إيران 2015)". وبعد كلمة نتنياهو، قال ترامب في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض إن الاتفاق النووي "اتفاق فظيع بالنسبة للولايات المتحدة". وقال إنه سيتيح لطهران تطوير أسلحة نووية بعد سبع سنوات . وقبل لحظات من حديث نتنياهو، كتب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تغريدة سخر فيها من نتنياهو واتهمه بنشر الأكاذيب. ونقلت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء عن عباس عراقجي نائب وزير الخارجية الإيراني قوله "العرض الذي قدمه نتنياهو لعبة طفولية ومثيرة للسخرية. العرض المخطط قبيل الموعد النهائي في 12 مايو إنما هو للتأثير على قرار ترامب بشأن اتفاق إيران النووي".
مشاركة :