كشف الأكاديمي السوداني تاج السر عثمان، عن أن ابتعاد التحالف السعودي عن أهدافه المعلنة في اليمن كان وراء تصاعد المطالب الشعبية، وفي بعض جهات صنع القرار في الخرطوم، بضرورة سحب الجيش السوداني من اليمن. وقال عثمان، في تغريدة عبر حسابه على «تويتر»: إنه وبعد ثلاث سنوات من تقييم الموقف، لوحظ انحراف التحالف عن أهدافه المعلنة. وأضاف أن «الإمارات أصبحت تجيّر التحالف لتحقيق أطماعها الخاصة في اليمن». وكان نواب في المجلس الوطني السوداني -الغرفة الأولى للبرلمان- قد طالبوا الرئيس عمر البشير، بسحب قوات الجيش فوراً من اليمن، واعتبروا أن مشاركتها تمثل «مخالفة للدستور والقانون». وأعلنت «كتلة قوى التغيير» في البرلمان السوداني، أن مشاركة السودان في العمليات العسكرية في اليمن تُعتبر مخالفة للدستور والقانون. وأوضحت أن البرلمان لم يوافق على هذه المشاركة، ما أفقدها السند الشعبي والدستوري. وأشارت إلى أن الحكومة السودانية تتحمل المسؤوليات المادية والمعنوية كافة تجاه أسر الشهداء والجرحى في اليمن. ودعت الكتلة إلى اتخاذ المواقف السياسية الداعمة للسلم في اليمن، دون الانحياز لأي طرف دون الآخر، واحترام إرادة وسيادة دولة اليمن، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. وطالبت بـ «بناء علاقات خارجية متوازنة تحقق مصالح الشعب السوداني أولاً مع كل دول المنطقة». وتضم «كتلة قوى التغيير» في البرلمان السوداني، نواباً مستقلين وآخرين من الحركات المسلحة المشاركة في الحكومة، وبعض أحزاب الحوار الوطني، ويبلغ عددهم 37 نائباً، من إجمالي أعضاء البرلمان البالغ عددهم 490 عضواً. وطرح معارضون للرئيس عمر البشير ومحللون سودانيون سلسلة تساؤلات حول التواجد السوداني في اليمن، وقال غازي صلاح الدين، وزير الدولة السوداني السابق للشؤون الخارجية -والذي بات معارضاً للبشير- لـ «فرانس برس» في وقت لاحق: «الناس يسألون عن الفائدة التي حصلنا عليها من قرار إرسال قوات إلى اليمن، لكنهم لا يحصلون على إجابة». واعتبر أن «لا هدف سياسياً واضحاً وراء هذا القرار، لافتاً إلى أنه كان يتطلب موافقة البرلمان، وهذا لم يحدث». وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، طالب ناشطون -بدورهم- بسحب الجنود السودانيين من اليمن؛ حيث أسفر النزاع عن نحو 10 آلاف قتيل منذ 2015، وتسبب بكارثة إنسانية كبرى بحسب الأمم المتحدة، وكتب الناشط إسلام صالح على حسابه على «فيس بوك»: «لماذا نخوض حرباً لا تعنينا؟ إن هؤلاء الرجال -الجنود الذين قُتلوا- هم ضحايا النظام».;
مشاركة :