تترقب الأوساط السياسية في العراق صدور توضيحات عن مكتب المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني تتعلق بمشاركة الحشد الشعبي في الانتخابات العراقية المقرر إجراؤها في الثاني عشر من الشهر الجاري. وتأسست تلك التوقعات على حديث أدلى به ممثل السيستاني حول رفض الأخير استخدام الحشد الشعبي كورقة انتخابية. وقال عبدالمهدي الكربلائي إن مرجعية النجف ترفض توظيف الحشد الشعبي للكسب السياسي مبينا أن متطوعي الحشد استجابوا لفتوى دينية وأن دورهم انتهى بانتهاء المهمة التي تطوعوا من أجلها. حديث الكربلائي جاء متزامنا مع تسريبات سياسية تفيد بأن رئيس منظمة بدر هادي العامري ربما يكون أحد المرشحين لمنصب رئيس الوزراء القادم بعد ترؤسه ائتلاف (الفتح) الانتخابي الذي يضم فصائل الحشد الشعبي. وفي حال أصدر السيستاني توجيهات بمنع منتسبي الحشد من المشاركة في الانتخابات فإن ما يقرب من 20 إلى 30 شخصية منضوية كلها تحت ائتلاف الفتح الذي يرأسه هادي العامري ستنسحب من التنافس الانتخابي ما يفتح الباب واسعا أمام حيدر العبادي للظفر بولاية حكومية ثانية. إلى ذلك قالت مصادر في بغداد إن مسؤول الملف العراقي في حزب الله اللبناني محمد كوثراني وصل إلى بغداد قبل ثلاثة أيام وأجرى لقاءات مكثفة مع قادة الفصائل الشيعية لمناقشة التداعيات التي ستترتب على توجيهات مرتقبة من السيستاني تتعلق بتحريم مشاركة الحشد الشعبي في الانتخابات القادمة. ويوصف كوثراني في الأوساط السياسية الشيعية في العراق بأنه (جامع الفرقاء الشيعة) وأنه يمثل عين حسن نصرالله في العراق. وقال ممثلو السيستاني في عدد من محافظات العراق الشيعية إن توضيحات من المرجعية الدينية حول الانتخابات ستصدر يوم الجمعة القادم من غير أن يحدد هؤلاء فحوى تلك التوضيحات. من جهة أخرى أثارت عملية اغتيال غامضة استهدف مسؤولا كبيرا في الحشد الشعبي أثارت لغطا وتساؤلات في الأوساط السياسية العراقية. وقتل المسؤول المالي في الحشد الشعبي قاسم الزبيدي في منزله في عملية غامضة استبعد فيها الجانب الجنائي فيما وصف بيان للحشد عملية الاغتيال بأنها عملية (غدر) تعرض لها الزبيدي. وتوقعت مصادر أمنية مقربة من اللجنة التحقيقية التي يرأسها رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض والمكلفة بالتحقيق في خلفيات اغتيال الزبيدي توقعت أن توصي اللجنة بتوجيه الاتهام إلى طرف مجهول لكي تتحاشى تعقيد الملف.