رجح 3 مسؤولين أميركيين أن تكون إسرائيل في طريقها لشن حرب ضد إيران، بعد عدة أدلة آخرها تصريحات رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو، مشيرين إلى أن إسرائيل طلبت دعما أميركيا لتحقيق هذا الهدف. وتحدث المسؤولون الثلاثة لشبكة «إن بي سي» الأميركية، في أعقاب إعلان نتانياهو مساء الاثنين أمام القنوات الإسرائيلية، أن إسرائيل تملك «أدلة قاطعة» على وجود خطة سرية يمكن لطهران تفعيلها في أي وقت لامتلاك القنبلة النووية. ورغم تصريح نتانياهو لاحقا بأن إسرائيل لا تسعى لحرب مع إيران، اعتبر أحد المسؤولين أن «المعركة بين البلدين في سوريا على رأس القائمة في الوقت الحالي». وخلال الأشهر الماضية، شنت طائرات يعتقد أنها إسرائيلية غارات على مواقع تعمل بها قوات إيرانية في سوريا، آخرها في حماة وحلب وأدت إلى مقتل أكثر من 20 جنديا إيرانيا وإصابة العشرات. وقال المسؤولون الذين لم تسمهم الشبكة، إن طائرات «إف 15» إسرائيلية شنت الغارات على مخزن أسلحة، بعد وصول شحنة إيرانية تحتوي على صواريخ أرض جو. ويرى المسؤولون أن إيران تدير المعارك البرية حاليا في سوريا لمصلحة القوات الحكومية، في مقابل إدارة روسيا للمعارك الجوية، مشيرين إلى انتشار قوات إيرانية في القواعد العسكرية السورية والروسية داخل سوريا. وخلال الأسبوعين الأخيرين، كثفت إيران رحلات شحن الأسلحة جوا إلى سوريا، بما في ذلك الصواريخ والأسلحة اليدوية، بما يعزز الوجود الإيراني على الأرض من جهة، ويسمح بشن هجمات على إسرائيل من جهة أخرى، حسب اثنين من المسؤولين الأميركيين. ومنذ سنوات، كانت الولايات المتحدة تتبع شحنات الأسلحة من إيران إلى ميليشيا حزب الله العاملة في سوريا إلى جانب قوات النظام، لكن مؤخرا كثفت طهران من إرسال مثل هذه الشحنات. وقال المسؤولون الثلاثة إن إسرائيل تستعد حاليا لعمل عسكري ضد إيران، وتسعى للحصول على دعم من الولايات المتحدة. وقال وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، أول من أمس، إنه تحدث مع وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، عن الوجود الإيراني في سوريا، خلال لقائهما في البنتاغون الأسبوع الماضي. وأضاف ماتيس أن المسؤولين الإسرائيليين يشعرون بقلق، من احتمال شن إيران وحلفائها في سوريا هجمات على إسرائيل. وأضاف ماتيس: «القوات الإيرانية أو حلفاؤها (في سوريا) تحاول الاقتراب أكثر من الحدود الإسرائيلية. أعني قريبا جدا من الحدود. وأنتم رأيتم إسرائيل تتحرك بناء على ذلك». ومنذ عام 2012، أقرت إسرائيل كثيرا بأنها شنت غارات داخل الأراضي السورية. في الغضون، أثارت اتهامات نتانياهو بشأن برنامج إيران النووي شكوكاً أمس، من مؤيدي الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015 حيث قالت دول أوروبية عدة إن هذه الاتهامات تثبت أهمية الاتفاق. وذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها ستدرس أي معلومات جديدة ذات علاقة، لكنها أكدت أن تقييماتها خلال السنوات الثلاث الماضية تظهر بأنه لا يوجد «أي مؤشر له مصداقية» بأن إيران سعت إلى امتلاك سلاح نووي بعد 2009. وقال بعض المحللين وعدد من مؤيدي الاتفاق النووي إن نتانياهو قدم تفاصيل معروفة سابقا وأخفق في تقديم أدلة تظهر أن إيران لا تلتزم بالاتفاق. واعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني أن تصريحات نتانياهو لا تدفع إلى التشكيك باحترام طهران للاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015. وقالت «ما رأيته في التقارير الأولية أن رئيس الوزراء نتانياهو لم يشكك باحترام إيران التزامات الاتفاق النووي». وتابعت «لم أر حججا لرئيس الوزراء نتانياهو حتى الآن عن وجود عدم احترام، ما يعني انتهاك إيران التزاماتها النووية». وأشارت موغيريني إلى أن الاتفاق النووي «ليس مبينا على فرضيات نوايا حسنة أو ثقة»، إنما «هو مبني على التزامات ملموسة وآليات تحقق صارمة للوقائع، تجريها الوكالة الدولية للطاقة الذرية» التي تشير تقاريرها إلى أن «إيران احترمت تماما التزاماتها». كما اعتبر وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أن تصريحات نتانياهو تؤكد «أهمية الحفاظ على الاتفاق النووي». وكتب جونسون على تويتر أن «خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي حول ما قامت به إيران في الماضي من أبحاث حول الأسلحة النووية يظهر سبب حاجتنا إلى الاتفاق حول النووي الايراني. إن الاتفاق مع إيران لا يستند إلى الثقة بل إلى عمليات تحقق».وإذ شدد على «أهمية الحفاظ على القيود» التي تضمنها الاتفاق، أكد في بيان أن «هذه التدابير على صعيد عمليات التحقق (...) تجعل قيام إيران مجددا بعمليات أبحاث مماثلة، عملية أكثر صعوبة».وقال مسؤول إسرائيلي كبير إن رئيس الوزراء أبلغ الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأدلة على وجود برنامج سري إيراني للأسلحة النووية خلال اجتماعهما في واشنطن في الخامس من مارس.
مشاركة :