دينا محمود (لندن) كشفت وسائل إعلام بريطانية النقاب عن ضغوطٍ تمارسها حكومة رئيسة الوزراء تيريزا ماي على النظام القطري لإجباره على احترام حقوق العمالة الوافدة التي يُقدر عددها بنحو مليوني شخص، وتضطلع بالدور الأكبر في تهيئة البنية التحتية في الدويلة المعزولة، لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم المقرر إقامتها هناك أواخر عام 2022. وفي هذا السياق، أبرزت صحيفة «دَيلي إكسبريس» - ذات توجهات أقصى يمين الوسط - تصريحاتٍ أدلى بها متحدثٌ باسم وزارة الخارجية البريطانية أكد فيها اعتزام حكومة ماي مواصلة ضغوطها في هذا الشأن على نظام تميم بن حمد آل ثاني، لإرغامه على التحرك بشكلٍ فعلي، على طريق وضع حدٍ للانتهاكات التي تطال العمال المهاجرين، الذين يأتي الجانب الأكبر منهم من دولٍ آسيوية فقيرة مثل بنجلاديش ونيبال. وفي تقريرٍ إخباري أعده أنتوني هاروود، نقلت الصحيفة عن المتحدث - الذي لم تكشف عن هويته - قوله إن المملكة المتحدة «ستواصل الضغط على الحكومة القطرية من أجل اتخاذ مزيدٍ من الخطوات المتعلقة بالتعامل مع مشكلة حقوق العمال»، التي باتت تحت المجهر بشكلٍ أكبر منذ أن أُسنِدَ إلى هذا البلد المنبوذ خليجياً وعربياً حق تنظيم المونديال الكروي، عبر تصويتٍ أجرته اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم الـ(الفيفا) أواخر عام 2010 في أجواء مُفعمة بروائح الرشوة والفساد. وأشار المتحدث الرسمي البريطاني في تصريحاته إلى أن حكومة ماي «تنخرط في (اتصالاتٍ) مع نظيرتها القطرية» بشأن ملف العمالة الوافدة، لافتاً الانتباه ضمنياً إلى العبء الكبير الملقى على عاتق العمال المهاجرين، على صعيد التحضير للحدث الكروي الأبرز في العالم، وذلك عبر قوله إن «استضافة قطر لكأس العالم 2022 تحظى باهتمامٍ كبيرٍ من جانب هذا البلد، وهو مهمٌ كذلك لازدهار المملكة المتحدة». ولم يتردد الناطق باسم الخارجية البريطانية في التأكيد على وجود ما يبدو أنه «رقابةً» تفرضها لندن على التصرفات القطرية حيال العمال الأجانب والتي تثير انتقاداتٍ دولية واسعة النطاق، إذ قال في التصريحات التي نقلتها عنه «دَيلي إكسبريس» إن فريق العمل «في السفارة البريطانية في الدوحة يلتقي اللجنة العليا المسؤولة عن تنظيم كأس العالم 2022 بصورة منتظمة». ... المزيد
مشاركة :