اختتمت، أمس، أعمال الملتقى السنوي الثامن لمختبر قطر لمكافحة المنشطات باستعراض مختلف مضار المكملات الغذائية وتأثيراتها السلبية على الصحة العامة، سواء الرياضيين أو الأفراد العاديين، من خلال مداخلات عدد من المختصين في المجال تحدثوا بإسهاب عن هذا الموضوع الحساس.وخلص الباحثون والخبراء إلى حتمية التوسع في دراسة هذه القضية، ليس بهدف فقط مكافحة تداول واستخدام المكملات الغذائية بشكل عشوائي وبعيداً عن الرقابة الطبية والدوائية، وإنما كأمر مهم للرياضيين والجماهير. وأكدوا أن منع استخدام المنشطات دفع الكثيرين للبحث عن مواد بديلة لإعطائهم المزيد من القوة في الأداء الرياضي، وشراء هذه المواد عن طريق الإنترنت، كذلك توفر الإرادة لدى الحكومات دراسة هذا الأمر، وفهم الحكومات لأبعاد القضية وخطورتها على الصحة، وضرورة تعديل القوانين المنظمة التي تبدو غير واضحة وغير كافية، ففي الغالب لا يعرف المستخدمون المواد التي تدخل ضمن صناعة هذه المواد، بالإضافة إلى إنتاجها وتداولها في أماكن صغيرة وغير معروفة، ويتم الإقبال عليها في ظل رغبة الرياضيين في تحسين مظهرهم، حيث تقوم الشركات المصنعة بإنتاج منتجات بعضها محظور وبعضها غير محظور، ولا يتم إدراج بعض المواد علي المنتجات. تدخل الدكتورة الكسندرا بتلر، مديرة إدارة البحوث والعلوم الحياتية في مختبر مكافحة المنشطات في قطر، تناول مراحل استخدام المكملات الغذائية كمرحلة ثانية بعد تحريم استخدام المواد المنشطة، ففي عام 1975 قامت اللجنة الأولمبية الدولية بمنع استخدام المنشطات في المجال الرياضي، وأعدت قائمة للمواد المحظورة التي شهدت زيادة في استخدامها لتعزيز الأداء من قبل اللاعبين الهواة، ورغم أن تأثيرها خاضع للنقاش من حيث درجة تأثيره إلا أن الدراسات أكدت على مخاطرها وأضرارها الصحية، خاصة مع زيادة إصابة مستخدميها بالسرطان، وقد تظهر الأعراض بعد عقود، والمواد المنشطة تستخدم «ككوكتيل» وهو مصطلح يستخدمه الرياضيون، وهذا يشكل خطورة على صحتهم. في السياق ذاته عبر الدكتور محمد الصيرفي، مدير عام مختبر قطر لمكافحة المنشطات، عن قلقه البالغ من زيادة استخدام وتداول المكملات الغذائية خلال الفترة الأخيرة، وإلى تأثير ذلك سلبياً على صحة مستخدميها، خاصة من الشباب والرياضيين، مؤكداً على ضرورة التوعية الإعلامية لمخاطر هذه الآفة، والتي يجب أن تتزامن في نفس الوقت مع العملية التشريعية والقانونية لتقنين استخدام المكملات، خاصة بعد تداولها بشكل كبير عن طريق الإنترنت. أما مشاعل الأنصاري، مديرة إدارة التسويق والاتصالات، فركزت في تصريحها على اهتمام مختبر قطر لمكافحة المنشطات بكل ما يتعلق بالصحة العامة، خاصة القضايا التي تؤثر بالسلب على صحة الإنسان بشكل عام والرياضيين بشكل خاص، نظراً لطبيعة الدور العلمي الذي يقوم به المختبر. وقد عبرت عن سعادتها بالباحثين والعلماء الذين أثروا النقاشات وموضوع الملتقى بالعديد من الأوراق البحثية المهمة التي تغني البحث العلمي المتعلق بالآثار المترتبة على المواد المحفزة للقوة، سواء التي تندرج تحت بند المنشطات أو المكملات الغذائية.;
مشاركة :