السعادة الوظيفية.. ودور الموارد البشرية

  • 5/3/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أكد مقال نشر في العدد الثامن من مجلة صدى الموارد البشرية، التي تصدر عن الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية أن «الموظفين هم أساس العمل» ومن دونهم لن يكون هناك عمل فعلي، على الرغم من وجود الروبوتات، التي تفتقد إلى لمسة الإنسان وتواصله العاطفي، وبالتالي على المؤسسات تعيين موظفين يتمتعون بمهارات فردية وفنية عالية، وتطوير أدائهم لجعلهم موظفين محوريين في المؤسسة. ونصح الكاتب المختص جانجادر كريشنا في أحد مقالات «صدى الموارد البشرية» المؤسسات بجعل متعامليها سعداء، للحفاظ عليهم، وتحقيق الاستدامة والتطور في العمل، سواء أكانوا (خارجيين أو داخليين) أي من متعاملي المؤسسة أو موظفيها، مشدداً على أهمية الدور المحوري الذي قد تلعبه إدارات الموارد البشرية في كفاءة أداء المؤسسة. واعتبر الكاتب إدارة الموارد البشرية بمثابة قلب أي مؤسسة، حيث تعتبر «مركز الأعصاب» لجميع أنشطة الموظفين والتعاملات في المؤسسة، وتلعب دوراً كبيراً في سعادة الموظفين، الذين بدورهم يعتبرون لاعبين أساسيين في تحقيق رضا المتعاملين، فكفاءة إدارة الموارد البشرية والدعم الذي تقدمه للموظفين المفتاح الهام والضروري للموظفين لمواصلة العمل بكفاءة وفعالية. يجب أن تتعاطف إدارة الموارد البشرية مع جميع الموظفين وأن تعمل معهم كونه صديقاً جيداً أو حليفاً، وبالتالي تشكل جسراً يصل الإدارة بالموظفين، ويجب أن تقدم الدعم الكبير الذي يبحث عنه الموظفون عند الحاجة، فدورها لا يختلف عن أدوار خدمة المتعاملين في الخطوط الأمامية؛ لأن كليهما يتعامل مع الناس. وعند التعامل مع الموظفين، نحتاج إلى ضمان رضاهم، لأنه فقط عندما يشعر الموظف بالرضا، يمكن أن يرضي المتعامل. وبالتالي، تمتلك الموارد البشرية المفتاح في زيادة محصلة السعادة للمؤسسة. قد تطبق المؤسسات مبادرات مختلفة ذات تكلفة لإسعاد موظفيها، ولكنها في نهاية المطاف ستؤدي إلى زيادة الإنتاجية وتحسين الأداء وتحسين سمعة المؤسسة، فالموظفون الذين يشعرون بالارتباط والمشاركة والاندماج المؤسسي ترتفع مستويات الإنتاجية لديهم. وإذا كنت ترغب في أن يفخر الموظف بمؤسسته ويسهم في تقدمها بشكل فعال، فإنه يحتاج إلى معاملته على اعتباره أحد أهم الأشخاص في المؤسسة، مهما كان دوره بسيطاً، لذلك عليك أن تولي الموظفين اهتماماً كبيراً، وأن تثني على إنجازاتهم، وأن تبتسم في وجوههم، وهذه هي إحدى أساسيات نشر السعادة في بيئة العمل، وتشير الدراسات في هذا الصدد إلى أن 78% من الموظفين تزيد إنتاجيتهم في وظائفهم عندما يتم الاعتراف بجهودهم وتقديرها. ومن الأمور الأساسية الأخرى لتقدير الموظفين (الاستماع إليهم، فمن الجيد تطبيق «سياسات الباب المفتوح»، وإشراك الموظفين في المجالات ذات الصلة التي تتعلق بعملهم. وكذلك تقديرهم مادياً أو معنوياً؛ لتحفيزهم على الابتكار والتميز، أضف لذلك كسر روتين العمل بعقد اجتماعات في أماكن غير رسمية وخارج بيئة العمل، وتشجيع الموظفين ودمجهم في برامج تخلق نوعاً من التوازن بين الحياة والعمل، والتفاعل مع الموظفين في مناسباتهم الاجتماعية، وتقدير أسرهم، وتحديد شغفهم ومتابعته، والشد من أزرهم والحديث عن إيجابياتهم). هذه بعض الطرق المبتكرة القليلة التي يمكن للموارد البشرية تنفيذها لخلق السعادة بين الموظفين، وجعل المؤسسة مكاناً رائعاً للعمل، فالموارد البشرية يقع على عاتقها مسؤولية كبيرة لضمان نجاح المؤسسة. ويعد أسرع مسار لتحقيق هذا الهدف هو إشراك الأصول الأكثر قيمة: وهي الموظفون. يمنحك الموظفون المتحمسون الوقت والطاقة والحماس والأفكار. ولا يقوم الموظفون غير المتحمسين إلا بإنتاج العمل المطلوب منهم، لا أكثر ولا أقل. وهنا يكمن التحدي الذي تواجهه الموارد البشرية في الاستفادة من موارد وطاقات الموظفين غير المتحمسين وتحويلها إلى عمل إيجابي وبناء. إذا كانت إدارة الموارد البشرية هي القلب النابض في كل مؤسسة، فإن عليها مسؤولية كبيرة تتمثل في ضمان بث الطاقة الإيجابية والحماس في مكان العمل، وخلق بيئة عمل سعيدة، تجعل الموظفين متشوقين لانتهاء الإجازة الأسبوعية وبدء أسبوع عمل جديد. الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية

مشاركة :