«سيليمو تاباني» قدمت «الجاز» الحقيقية

  • 5/3/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أحمد ناصر| أمتعتنا فرقة سيليمو تاباني من مملكة ليسوتو ليلة أول من أمس بموسيقى الجاز، التي قدمتها على مسرح عبدالحسين عبدالرضا، 15 عازفا أعادوا إلى الحضور موسيقى الجاز الحقيقية، التي تنبع من قلوب الناس البسطاء، وتعكس طبيعة حياتهم المتواضعة جدا، هكذا بدأت موسيقى الجاز قبل أكثر من مئة وخمسين سنة في أميركا، مجموعة من الناس البسطاء كانوا يجتمعون على تل ويعزفون للمزارعين مقطوعات من تراثهم الأفريقي والأسباني، ليلة أول من أمس عادت بنا الأيام وكأننا كنا نجلس مع تلك المجموعة، التي اجتمعت في تل أورلينز، وعزفت مقطوعات مشتركة من التراث الأفريقي والأسباني. بيئة أفريقية استخدمت الفرقة بقيادة سيليمو ستة آلات متنوعة، استمدت جميعها من البيئة الأفريقية التي تعيشها الفرقة، واختارت 10 مقطوعات جميلة من تراثها الموسيقي، وقدمته للحضور بهدوء وجمال فاق تصورنا بقضاء ليلة جميلة.. توقعت أن يكون الحفل جميلا، ولكن لم أتوقع أن يفوق خيالي في الروعة والانسجام بيننا كحضور وبين الفرقة، التي عرفت ماذا تختار لتقدمه لجمهور في الكويت، فلم تخرج عن إطار الخيال الجميل، الذي كنا ننتظره منها، وقدموا الحفل باقتدار عال شهد له التصفيق الحار الذي أعقب كل مقطوعة. ينقسم فن موسيقى الجاز إلى قسمين، هادئ وثائر كما يسمونه، كان في بدايته هادئا، ثم انقلب مع تطور الحياة في أميركا وأوروبا وأفريقيا إلى ثائر، ودخل عليه شيء من الراب فغيّر من طريقته الأصلية. في هذه الليلة الجميلة قدمت فرقة تاباني الجاز الحقيقي، الذي يعتمد على التعبير والغناء الجماعي بصوت واحد، بهدوء وروية تجذب القلب معها للغناء والترنم مع الأنغام الجميلة. من الطبيعي ألا نفهم الكلمات التي تغنت بها الفرقة، ولكن مع هذا الفارق كنت أشاهد الجميع يترنم مع الموسيقى والكلمات، كأن الصالة كانت قطعة واحدة يتحرك بعضها مع بعض. اندماج وانسجام قدمت الفرقة أغانيها الجديدة، من ألبومها الجديد ــ لديها ألبوم واحد فقط ــ بعنوان «البداية» Tsimollo باللهجة المحلية لمملكة ليسوتو، بدأت بالأغنية المشهورة، التي عرفت الفرقة بها، وهي «ليبوكو»، وحققت هذه الأغنية نجاحاً كبيراً في الجولة، التي قامت بها الفرقة في أميركا وأوروبا والهند ومنطقة الخليج العربي. حضرت ليلة أمس الأول نجاحها في الكويت، وأنا أشاهد الحضور يستمعون إليها باندماج جميل، ومن الأغاني التي حازت إعجاب الحضور «جابا سا ثيسيل»، ويظهر الانسجام بين الفرقة والحضور عندما ترتفع الهواتف النقالة لتصور الأغنية، كنا في السابق نعتقد أن وجود الموبايلات يقلل من التفاعل مع الحفل، ولكنني اقتنعت أخيرا أن وجودها وإضاءاتها حين تملأ الصالة تعني أن الحضور متفاعل جدا مع الفرقة والأغاني التي تقدمها لهم. اتسمت الليلة الجميلة بالهدوء والطرب الأصيل، قدم من ربوع أفريقيا ليقدم نفسه للجمهور في الكويت كفن من روائع الفن الأصيل، الذي نبع من منابعه الحقيقية، وهي تل ليسوتو في جنوب أفريقيا، في هذا المكان وقعت الكثير من الأحداث على مدى ثلاثة قرون متعاقبة، مما ولد عند أهل المملكة مزاجاً خاصاً ورغبة حقيقية في العيش بسلام، والتطلع نحو حياة جميلة هادئة، هذه الرغبة انعسكت على أغانيهم وموسيقاهم، التي قدموها ليلة أمس الأول في مسرح عبدالحسين عبدالرضا.

مشاركة :