لندن - حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الخميس من إلغاء الاتفاق الدولي بشأن برنامج إيران النووي ما لم يكن هناك بديل جيد ليحل محله. وقال غوتيريش في مقابلة مع المحطة الإذاعية الرابعة في هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) "إذا توصلنا لاتفاق أفضل في يوم ما ليحل محله فلا بأس، لكن يجب ألا نلغيه إذا لم يكن لدينا بديل جيد". وأضاف "أعتقد أن خطة العمل المشتركة الشاملة (الاتفاق النووي الإيراني) كانت انتصارا دبلوماسيا مهما وأظن أنه سيكون من الضروري الحفاظ عليها لكنني أعتقد أيضا أن هناك حالات سيتعين فيها إجراء حوار بناء لأني أرى أن المنطقة في وضع خطر جدا". وتابع قائلا "أتفهم مخاوف بعض الدول فيما يتعلق بالنفوذ الإيراني في دول أخرى بالمنطقة. لذا أعتقد أن علينا فصل الأمور عن بعضها". وقد قرر الرئيس الأميركي الإربعاء دونالد ترامب تقريبا الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم مع إيران، لكن لم يتضح بعد ما الذي سيفعله على وجه التحديد. وقال المصدر إن هناك احتمالا لأن يختار ترامب بقاء الولايات المتحدة ضمن الاتفاق الدولي، الذي وافقت إيران بموجبه على الحد من برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات، وذلك من أجل "الحفاظ على التحالف" مع فرنسا وحفظ ماء وجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي التقى بترامب الأسبوع الماضي وحثه على عدم الانسحاب من الاتفاق. وقال دبلوماسيون إنه إذا قرر ترامب عدم تمديد رفع العقوبات عن إيران فسوف يؤدي ذلك إلى انهيار الاتفاق وقد يثير رد فعل عنيفا من قبل إيران التي قد تستأنف برنامجها النووي أو "تعاقب" حلفاء أميركا في سوريا والعراق واليمن ولبنان. ويتعين على ترامب أن يقرر بحلول 12 مايو ما إذا كان سيجدد تعليق بعض العقوبات الأميركية على إيران. وقال مسؤول بالبيت الأبيض، تحدث شريطة عدم نشر اسمه، إن من الممكن أن يتوصل ترامب إلى قرار "لا يتعلق بانسحاب كامل"، لكن المسؤول لم يستطع تحديد ما الذي سيفعله ترامب. وقد يعطي، عرض قدمه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الاثنين بشأن ما قال إنه دليل موثق على برنامج إيران للأسلحة النووية السابق، ترامب حجة جديدة للانسحاب، رغم ان مفتشي الأمم المتحدة يقولون إن إيران امتثلت لشروط الاتفاق. وتنفي طهران السعي لامتلاك أسلحة نووية وتتهم عدوها اللدود إسرائيل بإثارة شكوك عالمية ضدها. وكان الاتفاق الذي أبرم بين إيران والقوى الست الكبرى، بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة، من بين أبرز السياسات الخارجية للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، لكن ترامب وصفه بأنه "واحد من أسوأ الاتفاقات التي شهدها على الإطلاق". وقال مسؤول البيت الأبيض إن ترامب "يتجه على الأرجح إلى الانسحاب من الاتفاق لكنه لم يتخذ القرار بعد" وإنه "يبدو أنه جاهز لعمل ذلك ولكن إلى أن يتم اتخاذ قرار من جانب هذا الرئيس فالأمر ليس نهائيا". وقال مسؤول ثان بالبيت الأبيض إن كبار المساعدين لا يسعون بقوة للحديث عن انسحاب ترامب من الاتفاق لأنه يبدو أنه عاقد العزم على ذلك.
مشاركة :