ظاهرة غريبة يشهدها حي الكيلو ١٤ في جنوبي جدة، تتمثل في تسرب مياه من جوف الأرض من مقبرة الحي بالشارع الغربي التي تضم رفات ضحايا الطائرة النيجيرية منذ أكثر من ٢٣ عاما. وأجمع عدد من الأهالي أن المياه الجوفية تثير قلقهم، خاصة أنها مستمرة منذ فترة طويلة ولا يدركون كنهها، داعين في نفس الوقت الجهات المختصة إلى إيقاف هذه المياه. وفي هذا السياق أوضح محمد عبدالرحمن الشهري أحد سكان الحي أن تسرب المياه من المقبرة بدأ مطلع شهر ١٢ من العام الماضي ١٤٣٥هـ ، ولا يزال مستمرا حتى اليوم. وأضاف: تقدمت ببلاغ إلى أمانة جدة، وقد باشروا الموقع وأوضحوا لي أن المقبرة بها مياه جوفية وعدد كبير من المقابر امتلأت بها المياه وقد بلغ منسوب ارتفاعها نحو نصف المتر، وستتم مخاطبة المياه الوطنية لحل هذه الإشكالية بحكم اختصاصها، فيما ستتم مخاطبة قسم إدارة المقابر بخصوص مشكلة المقبرة التي تعرضت لحفر عميقة بسبب المياه. من جانبه أوضح بندر آل فارس (أحد سكان الحي) أن صهاريج شركة المياه الوطنية تحضر بشكل يومي لشفط المياه ولتخفيف الأضرار التي خلفتها المياه الجوفية، مشيرا إلى أن المياه أدت إلى تجمع للحشرات والبعوض، مما أثار قلق وتخوف سكان الحي من استمرار الوضع الحالي وعدم معالجته بشكل سريع، وشكا آل فارس حال المقبرة المنسية التي لها عشرات السنين وهي مغلقة، متسائلا: أين الجهة المشرفة عليها من أمانة جدة؟، مؤكدا أن الموتى لهم حرمات يجب عدم انتهاكها. من جانبه طالب علي بن عواض الشهري بسرعة حل المشكلة التي تعاني منها المقبرة والتي أضرت بالشوارع المجاورة، حيث يجد السكان صعوبة في الدخول إلى الحي واستخدام الشوارع مشيا على الأقدام، مؤكدا على خطورة ما قد تنقله المياه من الناحية الصحية، خاصة على الأطفال، مطالبا الجهة المسؤولة بضرورة إيجاد حل سريع وجذري للمشكلة قبل تفاقمها. من جانبه, أوضح لـ(عكاظ) مدير المركز الإعلامي بأمانة جدة سامي بن سعيد الغامدي أنه تم الوقوف على الموقع من قبل الأمانة ومندوب بلدية الجنوب الفرعية واتضح أن المياه تخرج من باطن الأرض وتم توجيه خطاب من معالي أمين جدة لشركة المياه الوطنية للوقوف على الموقع وجرى التواصل معهم وبعد مباشرتهم الحالة أفادوا بأنه لا بد من عمل منهول لتصريف المياه. في المقابل قالت شركة المياه الوطنية في خطابها للأمانة، - حصلت (عكاظ) على صورة منه - إن هناك مشروعا لتخفيض منسوب المياه السطحية بالأجزاء المتبقية من أحياء كيلو 14 والمساعد والراية، الذي تم إسناده إلى شركة المياه الوطنية بموجب محضر اللجنة الوزارية لمكافحة أضرار حمى الضنك بجدة، ومن المتوقع طرح المشروع في 1/1/2015 م، ومباشرة التنفيذ في 1/5/2015 م، وبمدة تنفيذ 12 شهرا، وتعاونا من شركة المياه الوطنية للتخفيف من حدة هذه المشكلة قدر الإمكان فإنه جار العمل على سحب تلك المياه عن طريق الصهاريج.