تحول الإمارات الرقمي يفرض تدابير استباقية لصد الهجمات الإلكترونية

  • 5/5/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

دبي:حمدي سعد فرضت عملية التحول الرقمي، التي تشهدها الإمارات على جميع القطاعات الحكومية والشركات، التوجه بقوة إلى استخدام كافة التدابير التقنية الأحدث عالمياً؛ لحماية المعلومات والتعامل بصورة استباقية وسريعة مع الهجمات الإلكترونية.وقال ممثلو شركات متخصصة في حماية المعلومات ل«الخليج»، على هامش مشاركتها في معرض ومؤتمر الخليج لأمن المعلومات 2018 (جيسيك)، الذي انطلقت فعالياته في دبي أمس: إن الإمارات شهدت زيادة كبيرة في معدلات الوعي تجاه الهجمات الإلكترونية، التي تستهدف الجهات الحكومية والشركات على حد سواء، داعين في الوقت نفسه إلى ضرورة اتباع استراتيجيات تتنبأ بالهجمات قبل حدوثها، وكذلك سرعة التعامل معها حال حدوثها؛ للحد من تأثيراتها.وشدد هؤلاء على أن توجهات حكومة الإمارات تجاه المدينة الذكية وارتباطها الكبير بشبكات الإنترنت العالمية يجعلها أكثر تطوراً في استخدام أحدث ما توصلت إليه تقنيات ونظم حماية المعلومات من أخطار الهجمات الإلكترونية المتنامية.وتقدر شركة «آي دي سي» السوق العالمية للأمن الإلكتروني وإدارة الثغرات بنحو 6 مليارات دولار، فيما يقدر سوق تقييم الثغرات الأمنية ب 1.7 مليار دولار.قال هاني نوفل: نائب الرئيس لحلول الشبكات الذكية والأمن والتنقل في شركة «الخليج للحاسبات الآلية»: نتائج دراستها الاستقصائية السنوية السابعة حول الأمن الإلكتروني، التي استطلعت آراء 600 شركة في الإمارات ودول الخليج أن 79٪ من المشاركين بالدراسة يعتقدون أن شركاتهم تمتلك حالياً برامج فاعلة لتطبيق استراتيجياتها لحماية المعلومات، فيما قالت نسبة 62٪ من الشركات في الإمارات والبحرين وسلطنة عُمان والكويت أنها ترغب في الاستثمار في الذكاء الاصطناعي؛ لحماية نفسها من الهجمات الإلكترونية بشكل أفضل.أضاف نوفل، أقرت نسبة 41٪ من هذه المؤسسات بتعرّضها لاختراق إلكتروني؛ حيث تعرضت 15٪ منها لأكثر من 5 اختراقات إلكترونية خلال 2017، مقارنة ب 29٪ خلال 2016.وأظهرت نسبة 31٪ فقط من المؤسسات فقط اهتماماً بالكشف عن الهجمات الإلكترونية والتصدي لها بينما لا تزال غالبية المؤسسات تركز على الاستثمار في التقنيات الوقائية. وأكد نوفل ضرورة التعاون والتوعية، إذا ما اتحدنا معاً، فسوف تكون معركتنا ضد الخصوم أسهل. هناك حاجة ماسّة وتبادل التجارب بين المؤسسات واتباع نهج شامل ومتكامل للحماية، مع الأخذ بالاعتبار أن الهجمات والاختراقات الأمنية ستحدث لا محالة؛ حيث لا يمكن إيقاف الهجمات الإلكترونية بنسبة 100%؛ لذا من الضروري تحويل بعض الاستثمارات إلى موارد تساعدك في الكشف عن الهجمات والتعامل معها بكفاءة، كما أن المؤسسات بحاجة إلى موازنة استثماراتها بين الوقاية والكشف والاستجابة؛ لضمان التنفيذ الفاعل لاستراتيجيتها لحماية المعلومات.وقال نوفل: إن اعتماد التكنولوجيا الجديدة للذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي باتت من التقنيات المتوفرة، التي يجب على المؤسسات الاستعداد لاحتضانها؛ من أجل تحسين الكفاءة ودقة الكشف والاستجابة.وأشار يزن حمودة، مدير أول لمهندسي النظم في الشرق الأوسط وإفريقيا في «فايرآي» إلى أن الشركة لاحظت نمواً كبيراً بحجم إنفاق المنطقة على حماية المعلومات العام 2017 وصولاً إلى نحو 1,8 مليار دولار بنمو 11% على العام 2016، ما يعني أن المنطقة تعد من أكبر المناطق استهدافاً بالهجمات الإلكترونية في العالم.أضاف حمودة باتت الهجمات المعلوماتية أكثر تعقيداً وتطوراً، فيما باتت تتبع استراتيجية خلق الهجمة في يوم واحد دون وجود أية توقعات أو سوابق لها؛ لتبحث عن نقاط الضعف في البرامج والشبكات أو من خلال ترصد الأخطاء البشرية على حد سواء.وأشار حمودة إلى أن حجم الإنقاق العالمي على حماية المعلومات يتزايد بصورة كبيرة بما يعادل نحو 96 مليار دولار، ما يعني ارتفاع وتطور طبيعة الهجمات المعلوماتية، ومدى الخسائر الكبيرة الناجمة عنها.من جانبه هادي جعفراوي، المدير الإداري لدى شركة«كوالِس الشرق الأوسط» قال: تدرك القطاعات الحكومية والشركات في دولة الإمارات عملية التوسع في المشهد الرقمي؛ ما واكبها تصاعد في أهمية الحماية من التهديدات الإلكترونية، وخصوصاً أن مثل هذه النشاطات الرقمية، ستؤدي إلى زيادة معدلات الجرائم الإلكترونية، والتي تشهد بدورها تطورات مستمرة تجعل الأمور أكثر تعقيداً فيما يتعلق باكتشافها والتصدي لها.أضاف جعفراوي، يجب العمل وبصورة مستمرة على التعرف إلى الثغرات في الشبكات وأساليب التصدي لها وتمكين الجهات الحكومية والشركات من تكوين رؤية أعمق لشبكاتها وقواعد بياناتها الخاصة، فضلاً عن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، الذي لا يزال في بداياته للتعامل مع الهجمات الإلكترونية بصورة أسرع تقليلاً للخسائر.بدوره قال راي كافيتي، نائب رئيس شركة «أتيفو نيتويركس»: إن حجم الهجمات الإلكترونية على المنطقة يزايد بقوة؛ نظراً للأحداث التي تشهدها حالياً ومنذ سنوات، فيما تشهد الهجمات تغيرات متسارعة جداً في أعدادها ونوعيتها، ما يصعب على الجهات الحكومية والشركات من مواكبة هذا التسارع؛ لذا توجد ضرورة لتغيير آليات التنبؤ بالهجمات والتعامل معها بصورة أسرع وأكثر احترافية، مشيراً إلى أن الإنفاق السنوي في المنطقة على نظم وبرامج حماية المعلومات يزيد في المنطقة بنسبة 30% عاماً بعد عام، فيما يتوقع أن يصل حجم الإنفاق على حماية المعلومات عالمياً إلى نحو 30 مليار دولار العام 2020. آميت روي: 40% نمو الطلب على حلول حماية المعلومات 2018 قال أميت روي، نائب الرئيس التنفيذي والرئيس الإقليمي لأوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، في «بالاديون» العالمية: نتوقع نمواً بنسبة 30 إلى 40% في الطلب على أنظمة وحلول حماية المعلومات العام الجاري، فيما تعاني المنطقة نقصاً حاداً في مهارات حماية المعلومات، وموارد محدودة للدفاع ضد الهجمات المتصاعدة؛ لذا دشنت الشركة في دبي مركز«عمليات أمن معلومات»(SOC) المدفوع بالذكاء الاصطناعي؛ لسد هذه الفجوة. أضاف روي أن رؤية حكومة دولة الإمارات لتكون مدينة المستقبل مع تأكيد بضرورة توافر عنصري الابتكار والفاعلية؛ لتبني الذكاء الاصطناعي تتطلب تبنياً قوياً وسريعاً لصد الهجمات الإلكترونية. وأوضح أن المنظمات في المنطقة لا تتعرض للهجوم من قبل مهاجمين تقليديين عالميين فقط، ولكنهم كذلك يتم استهدافهم من قبل القراصنة المتمرسين المحليين، فيما يتم تمويل هذه الهجمات بشكل جيد، كما أن لها دوافع سياسية.

مشاركة :