اتفق خبراء في أمن المعلومات، على أن تسارع الاتجاه نحو التحول الرقمي، بين دول المنطقة خلال السنوات الأخيرة، خاصة في أعقاب الجائحة والحاجة للعمل عن بعد، زاد من معدلات الهجمات الرقمية، مؤكدين أنه كلما تطورت آليات كشف تلك الهجمات والتصدي لها تطورت الهجمات.زيادة المعدلاتوقال الباحث الأمني الأول بفريق كاسبرسكي، ماهر يموت: إن معدل الهجمات على منطقة الشرق الأوسط ارتفع هذا العام بأكثر من 17 % مقارنة بالعام الماضي الذي شهد بداية جائحة كورونا، موضحا أن معدل الهجمات زاد في السعودية بنسبة تصل إلى 40 % خلال الفترة التي أعقبت الجائحة وحتى الآن مقارنة بما قبلها.وأرجع تزايد الهجمات هذا العام لزيادة التفاعل من قبل المستخدمين مع الدخول إلى شبكات الإنترنت لإنجاز الأعمال عن بعد، مقارنة ببداية الجائحة التي شهدت حذرا من قبل المؤسسات والشركات في التعامل مع هذا الأمر، موضحا أن نوعية الهجمات وحجمها يختلف من دولة لأخرى بحسب العديد من العوامل، منها القطاعات المستهدفة، والبنية الدفاعية، وتوقيت الهجوم، والأحداث السياسية.وأشار الباحث الأمني إلى أن أكثر القطاعات المستهدفة يأتي في صدارتها القطاع الحكومي ثم الدبلوماسي، ثم القطاعان الصحي والمالي، مؤكدا أن أهداف الهجمات تختلف إذ لا تستهدف جميعها المقابل المادي، بل يستهدف بعضها الحصول على معلومات، للتفاوض بشأنها كابتزاز أو الاستفادة منها على مستوى منظمات أو كيانات كبيرة أو حتى دول.عصابات إلكترونيةوكشف 68 تقريرًا استقصائيًا أعدتها كاسبرسكي، عن 29 عصابة إلكترونية، تنشط في استهداف المنطقة منذ اندلاع الجائحة في العام 2020.وأصدر باحثو كاسبرسكي 49 تقريرًا معلوماتيًا حول التهديدات نتيجة التحقيقات المرتبطة بالهجمات الرقمية التي استهدفت شركات وأفرادًا في دولة الإمارات، وهو أكبر عدد من التقارير الصادرة من بلد واحد بين بلدان الشرق الأوسط. وجاءت السعودية في المرتبة الثانية بـ 39 تقريرًا، تلتها مصر بـ 30 تقريرًا. وحذَت الكويت وسلطنة عُمان حذو الدول الأخرى بتسجيل 21 تقريرًا لكل منهما، فيما صدر حول الأردن 20 تقريراً. وصدرت تقارير استقصائية قلّ عددها عن 20 تقريرًا حول كل من العراق وقطر والبحرين.تهديدات قائمةوقال رئيس فريق البحث والتحليل العالمي لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا لدى كاسبرسكي أمين حاسبيني، إن هجمات التهديدات المتقدمة المستمرة، كما يشير اسمها، تُعد تهديدات قائمة باستمرار، تنشط لسنوات متتالية، مستطردا: ويسمح تقييم هذه الهجمات لفِرق الأمن الرقمي بإجراء اتصالات ومحاولة قياس الدوافع وراء حدوث هذه الهجمات. وتابع: كما يساعد هذه الفِرق على حساب التوقعات للتحركات التالية للمهاجمين، ما يمكنهم من اتخاذ الخطوات اللازمة لحماية أنفسهم من الحوادث المستقبلية، ونعمل مع السلطات القانونية ونزودها بالمعلومات المتعلقة بالتهديدات واللازمة لملاحقة العصابات الرقمية الواقفة وراء تلك الهجمات.الأكثر تعرضا من جانبه رأى مدير عام المبيعات بـ«ثريت كوشينت» المتخصصة بالأمن السيبراني فارس غانم، أنه كلما كبر حجم الدولة وحجم أعمالها زادت التهديدات التي تتعرض لها موضحا أن كافة دول المنطقة شهدت تزايدا في عدد الهجمات الرقمية بعد جائحة كورونا.وقال: إن المملكة ومصر والإمارات من أكثر دول المنطقة تعرضا للهجمات لأنهم يقدمون خدمات عالية الجودة في ظل عدد سكان كبير، مشيرا إلى كبر حجم القطاعات المستهدفة كالقطاعات المالية والبترول والغاز في الدول الثلاث، إذ تم رصد العديد من تلك الهجمات التي تم التصدي لأغلبها حتى الآن.ودعا غانم، إلى ضرورة العمل بشكل دائم على تطوير آليات الحماية الإلكترونية من الاختراقات، موضحا أن هناك فجوة كبيرة تصل إلى نحو 80 % في المتخصصين بالأمن السيبراني بالمنطقة، إذ تفتقد للكفاءات المؤهلة للتعامل مع هذا الجانب.
مشاركة :