أعلن وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان اليوم (الأحد) ان الجيش الفرنسي سيضاعف عدد «الجنود الرقميين» في محاولة للتصدي لأي هجمات إلكترونية مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، موضحاً ان بلاده أقل عرضة للقرصنة من الولايات المتحدة الأميركية. وأضاف لو دريان في مقابلة مع صحيفة «لو جورنال دو ديمانش» الفرنسية الأسبوعية «من الضروري أن تتمكن فرنسا من الدفاع عن نفسها في مواجهة الهجمات الإلكترونية، وعليها أن تكون قادرة على تنفيذ هجمات إذا اقتضت الحاجة»، موضحاً سعي بلاده إلى «زيادة عدد الجنود الرقميين إلى 2600 بحلول عام 2019 بدعم من 600 خبير إلكتروني إضافيين». وتابع: «إذ تعرّضنا لهجوم إلكتروني، سنردّ بالطريقة نفسها وبالأسلحة التقليدية أيضاً»، مؤكداً وجود «خطر حقيقي بوقوع هجمات إلكترونية على البنية الأساسية المدنية الفرنسية مثل شبكات المياه والكهرباء والاتصالات والنقل إضافة إلى هجمات ضد الديموقراطية ووسائل الإعلام الفرنسية». وقال لو دريان «لو تم التلاعب بالفعل في الانتخابات الأميركية، الذي اتُّهمت فيه روسيا، فإن ذلك سيعد تدخلاً غير مقبول لأن استهداف النظام الانتخابي لبلد يعني مهاجمة مؤسساته الديموقراطية وسيادته». وتابع قائلاً: «أجهزتنا بحثت الموضوع لاستخلاص دروس للمستقبل»، مشيراً إلى هجوم إلكتروني تعرضت له محطة «تي في 5 موند» التلفزيونية الفرنسية في 2015، عندما أوقف متسللون بث المحطة، ذكرت مصادر قضائية فرنسية انهم على صلة بروسيا. وقال لو دريان أن عدد الهجمات الإلكترونية ضد وزارته تضاعف سنوياً، وأنه في 2016 تمكن الأمن من إحباط 24 ألف هجوم خارجي تضمنت محاولات لتعطيل أنظمة الطائرات الفرنسية المسيّرة. وكانت وكالة الاستخبارات الأميركية في تقرير نُشر أول من أمس بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أصدر توجيهات بشن حملة إلكترونية لمساعدة فرص نجاح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات من خلال تشويه صورة المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون في حملة الانتخابات الرئاسية للعام 2016. وستُجري فرنسا انتخابات رئاسية في نيسان (أبريل) - أيار (مايو). وقال المرشح المحافظ البارز فرانسوا فيون أنه يريد تحسين العلاقات مع روسيا فيما أشاد بوتين به. وتؤيد مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان تعزيز العلاقات مع روسيا. وتوترت العلاقات بين فرنسا وروسيا بعد ضم الأخيرة شبه جزيرة القرم الأوكرانية في العام 2014، وبسبب دورها في الأزمة السورية. وألغى الرئيس الاشتراكي المنتهية ولايته فرنسوا هولاند بيع سفن حربية لروسيا ولعب دوراً رئيساً في فرض عقوبات عليها في ما يتعلّق بالقرم.
مشاركة :