رواية فلسفية بترجمة كويتية تشتبك مع مسألة الشر الإنساني

  • 5/5/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الكويت - استحوذت مسألة “الشر”، التي طالت البشر في كل زمان ومكان، على اهتمام الفكر الإنساني منذ أقدم العصور وحتى الآن، بل وتفوقت على كل المسائل البشرية الأخرى كمصدر للفزع، القلق والألم والخوف… بالنسبة للإنسان. ومن النصوص العالمية، التي اشتبكت مع هذه المسألة الحيوية واللصيقة بوجودنا المعيش على هذه الأرض، رواية “كانديد” لمؤلفها الفيلسوف الفرنسي الشهير “فولتير”. وقد صدرت حديثا ترجمة جديدة كاملة للرواية للباحث والكاتب الكويتي المتخصص في الفلسفة عقيل يوسف عيدان، الذي استحدث لها عنوانا نقديا هو “آدم بعد عدن”، وقد صدر هذا الكتاب عن دار الرافدين في بيروت. ومن أهم ما يلفت الانتباه في هذا العمل التفسير الجديد الذي يقترحه المترجم لهذا الكتاب، فيقلب الفكرة التي غالبا ما تتم قراءة الرواية فيها، حيث غالبا ما تقرأ على أساس أنها خيال غريب، فيؤكد عيدان أنها أقرب إلى الحقيقة، فالخيال حين تكون له قيمة لا يخترع من العدم، وإنما قيمته أن يصف ما يشاهد على السطح وتحته وبين الركام أيضا. لقد وجد عيدان أن فولتير في هذه الرواية يقدم نصا أدبيا، فلسفيا، وكذلك هو تاريخي وتنويري معاصر، بالرغم من مرور أكثر من 250 عاما على تدوينه وظهوره، حيث تمتاز جل مفاصله بوعي حاد يعيد من خلاله الكاتب تقويم الممارسات والوقائع والرموز والمعيش في حياتنا، علاوة على إدخال حيوية عقلية ناقدة تنشأ في المقاومة والتصدي الواعي لمظاهر الشر كافة الذي يخترق حياتنا. وقد تميزت هذه الترجمة النقدية الحديثة بمقدمة مستحدثة ودراسة ضافية تسلط الضوء الكاشف على أهم درس في هذا العمل، فبالرغم من رغبتنا في فرض النظام على فوضى السرد، فإن معنى الرواية يبقى غامضا، ومن ثم جذابا، حتى بعد أكثر من 250 سنة من نشرها لأول مرة عام 1759. يدرس المترجم في مقدمته للرواية أصل مسألة الشر، كما يقدمه فولتير، كما يتفحص كيفية مواجهة فولتير لهذه المسألة في تجلياتها ومظاهرها كافة. ويعرفنا أيضا بأعمق المقاربات التاريخية والمعاصرة حول الرواية وبالجانب الإبداعي فيها. ليقدم إثر ذلك النسخة الكاملة من الرواية دون تغيير فيها عدى العنوان. وقد اعتمد عيدان على خبرته في مجال الفلسفة ليوفر لقرائه رؤية مغايرة وشاملة لنصوص وسياق نص رواية فولتير.

مشاركة :