«آخر الأراضي».. رواية فلسفية تتأمل خسارات الحب

  • 1/12/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: علاء الدين محمود تنتمي رواية «آخر الأراضي»، للكاتب والشاعر اللبناني انطوان الدويهي، الصادرة عن الدار العربية للعلوم - ناشرون، ودار المراد عام 2017، والتي دخلت القائمة الطويلة للرواية العربية «البوكر العربية» 2018، إلى جنس الروايات التي تأخذ الطابع الفلسفي التأملي، فقد احتشد النص بأسئلة الموت والحياة، من خلال عوالم يصوغها الكاتب بأسلوب شعري جذاب، ولغة نضرة لامعة، وظفها الكاتب ليبسط تلك العوالم التأملية الثقيلة التي يمتلئ بها الفضاء السردي، وتطل الرواية بشكل خاص على عوالم الموت من خلال تجربة بطل الرواية الشخصية مع وفاة عدد من الأصدقاء والأحباب. يوظف الدويهي عدداً من التقنيات الروائية السردية التي تسهل كثيراً من متابعة عوالمها المحاصرة بالأسئلة، فمنذ بداية الرواية يستخدم الكاتب ضمير المتكلم. وتنفتح عوالم الرواية على البطل وهو يفاجأ باختفاء حبيبته «كلارا»، في أحد الشوارع، حيث كان ينتظرها. ولم تفلح كل التحقيقات التي قامت بها الشرطة في البحث عنها، ذلك الاختفاء مثل له نوعاً من الموت، ومنذ ذلك الوقت تبدلت حياته تماماً، كان يبحث عنها على الدوام، الأمر الذي أدخله في كثير من التجارب التأملية، واستدعى أمام أفقه الكثير من الأسئلة المتعلقة بالموت، والحياة، وأوجاع الوجود. ويحتشد المتن السردي للرواية بالمقاطع ذات المضامين الشعرية الجمالية، إضافة إلى اشتباك تلك العوالم الجمالية بالآفاق الفكرية الفلسفية، وكذلك المقدرة البديعة على الوصف، حيث يحول الكاتب في كثير من الأحيان الأحداث والوقائع إلى مشاهد حية نابضة بالصورة. وقد وجدت الرواية تداولاً في مواقع التواصل الاجتماعي، والقرائية المتخصصة، وأجمع القراء على جمال النص من ناحية اللغة الشعرية، ويقول أحد القراء: «الرواية جاءت جميلة وحملت لغة بديعة، وطرحت الكثير من التساؤلات الحياتية، كما أنها جاءت مستغرقة في التأمل والتفكير»، فيما يقول قارئ آخر:«أعجبني الإسهاب في وصف الأمكنة، وتلك الحميمية التي ربطت الراوي بها، كالأماكن التي تذكّره بمحبوبته، وكذلك فإن الرواية تقتحم النفس الإنسانية وتتعمق في أسرارها، كما أن جميع الأحداث التي نظمتها خيوط الرواية جاءت شفافة وجميلة كأرواح شخوص وأبطال الرواية»، فيما تقول قارئة: «لغةُ أنطوان الدويهي بديعة لا تضاهى، تماماً هناك انشغاله بفهم النفس الإنسانية، مكنوناتها، وتفاعلها مع الكون ومع الآخر. تدور الرواية حول هواجس الموت، وحضوره الكثيف الطاغي في أيّامنا»، فيما يقول قارئ آخر: «ما ميز هذا العمل هو مفرداته المختارة بعناية فائقة، كأنه لوحة فيروزية وضعت كل كلمة في مكانها الملائم بعد تفكير وحساب طويل». وعلى الرغم من إجماع القراء على متانة الرواية وجودتها، إلا أن بعضهم وجد أنها حفلت بالإسهاب في الوصف، وبحشو لقصص لا ضرورة لها، فضلًا عن المبالغة في توظيف الأسلوب الشعري.

مشاركة :