أجرت اللقاء: ملاك الحسيني «ودتني يا محرق غصب ريولي صوب البيت رديت ودموعي تهل يا ريت ما مريت وين اللي كانوا لي أهل وكانوا أعز أحباب راحوا خلوا بيتهم الغالي للأغراب ومريت يا محرق غصب مريت صوب البيت» هكذا عبر الشاعر الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة نحو معشوقته المحرق التي ولد فيها، وجمع في خافقيه محبتها، ومحبة ناس لازالت تلوح ذكرياتهم في الشغاف. تميز الشاعر عيسى بن راشد الخليفة، بحب الناس الفائق له، وطابعه وكلماته البحرينية في الشعر هو الشيء الذي لازال يتغنى من خلاله بحب الناس. تقلد سمو الشيخ عيسى مناصب عدة في مسيرة حياته، منها في مجال الشباب والرياضة، وتميز بالشعر ذي الكلمات البحرينية التي تغنى بها الكثير من المطربين، فكان سفيرًا للحب والصفاء الإنساني. وهو صاحب التاريخ العريق والشخصية «المحبوبة» عند كل ابناء الخليج، فهو هرم بطولات كأس الخليج وأحد مؤسسيها ومعاصريها من النسخة الأولى التي نظمتها البحرين 1970, وسفير الأغنية البحرينية عبر كلماته التي احبها الجميع. أجريت معه هذا اللقاء، وكانت البسمة تسبق اي سؤال اطرحه عليه، حيث كانت الروح تتغنى بالأصالة من لدن سموه، وكان لي شرف أن اجري معه هذا اللقاء: - بالنسبة الى الشعر كيف تقيم الشعر في البحرين والشعراء البحرينيين؟ * الشعراء منهم الجيد وغير الجيد, فهنالك ذو الموهبة والذين لديهم الذخيرة الحية من الألفاظ والكلمات التي تلامس القلب, وهناك من يقوم بتقليد غيره، والغريب في شعراء البحرين انهم يقومون بتقليد «البدو» من حيث الكلمات وطريقة الإلقاء وكأنه آتٍ من «خيمة»، ففي بعض الأحيان تحضر امسية شعرية بحرينية تشعرك وكأنك في الرياض، لا تلامس القلب البحريني ولا الأذن تأنس بسماعها. - هل توجد قصيدة شعرية لها مكانة خاصة عد الشيخ عيسى؟ وما هي قصة كلمات واقف على بابكم ويالزينة ذكريني؟ * كل شعري قريب إلى قلبي، لأنني أتعب عليه، فقد عاصرت شعراء وجلست مع فنانين، حيث تكونت لدي ذخيرة من الكلمات الشعبية التي تقوم بمساعدتي على التعبير عن مشاعري، فكلما كتبت اجد اقبالا كبيرا من الجمهور بدليل أني كلما أقمت أمسية شعرية يكون الحضور كبير، فالجمهور الخليجي يتعطش لسماع الكلام والشعر البحريني المختلف عن لهجاتهم، فالشعب الخليجي يحب لهجة أهل البحرين خصوصًا. وردتني اتصالات من كل الدول الخليجية تسألني عن قصة قصيدة واقف على بابكم ولهان ومسير، حيث كنت في دولة قطر آنذاك في دورة الخليج الرابعة, كنا جالسين أنا واللاعبين والإداريين وبعد ذلك ذهب الجميع عني وبقيت وحيدًا في الفندق بانتظار اجتماع رؤساء الاتحادات الخليجية فجلست على شرفة النافذة وكتبت كلماتها الممزوجة بكلمات لهجة أهل قطر الأشقاء بتناغم الأجواء التي كنت فيها. أما يالزينة ذكريني لها مناسبة خاصة، فقد كنت مع جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عندما كان وليًا للعهد في أمريكا ليتم تخريجه من كلية الأركان. دهشت كون الولايات المتحدة الأمريكية «في آخر الدنيا» بعيدة المسافة وكل شيء كان مختلفًا.. المواعيد والأكل والنوم، فأحسست وقتها بالغربة فعلاً وكانت غربة متعبة جعلتني اشعر بكتابة يالزينة ذكريني. وكثيرًا ما يقال: (لي سافرنا وسمعنا قصيدة يالزينة ذكريني اشتقنا للبحرين ورجعنا). - آخر ديوان شعرأو قصيدة لك؟ * أصدرت ديوانين أحدهما «فيّ العصر» والآخر «من أغنياتي»، والآن بعد تجمع عدد من القصائد اطمح لولادة ديوان جديد، حيث كانت آخر أبياتي عن المحرق أقول فيها: «باجر بتظهر شمس بتنور البحرين باجر حبيب القلب بيرد عقب شهرين باقسم الحلوى وبنشر على الجسرين قوموا أهل محرق ولاقوا نظير العين باجر بتطلع شمس بتنور البحرين» - نصائح توجهها للشباب والجيل الحالي في ظل التطورات والتغييرات الكثيرة حولنا؟ * أقول لهم في كل مناسبة، أحبوا وطنكم وابذلوا مجهودكم لأجله، واسعوا في رفعة اسمه عاليًا، لأن الإنسان حياته في وطنه فيجب أن يعتز به ويفرح له، أغلب من سافروا اغتربوا وعرفوا قيمة ومعنى الوطن. - وفي الجانب الرياضي كونك أحد اعمدة الرياضة في وطنك البحرين، كيف تقيم الحركة الرياضية في الخليج بشكل عام والبحرين بشكل خاص؟ * الرياضة في منطقة الخليج وفي البحرين بشكل خاص جيدة ومتقدمة ولكن للأسف كرة القدم في مملكة البحرين مستواها ضعيف مما جعل تقييم الناس للرياضة في البحرين ليس بجيد وهذا غير صحيح، ففي ألعاب القوى حصلت المملكة على الكثير من الميداليات في الأولومبيات والبطولات الآسيوية إلى جانب البطولات العربية. وفي كرة السلة والطائرة وباقي الألعاب فمستوى المملكة جيد حيث تنافس العالم. أما بالنسبة الى كرة القدم فهناك مشاكل عديدة تكمن في قلة الموارد المالية في الأندية والاستعانة بلاعبين من الخارج مستواهم اقل من اللاعبين البحرينيين. - متى سيتوج منتخب البحرين بطلاً لكأس الخليج ومتى نصل إلى كأس العالم؟ * كانت البحرين سباقة في دورات الخليج فهي أول من دعا للاجتماع واقامت أول دورة خليج، ولكن دائمًا ما يعاكسنا الحظ لا أعلم «مادري ياتنا عين.. الحظ رقد» فقد احتل المنتخب البحريني في دورات الخليج المركز الثاني عدة مرات وكاد أن يقترب من الفوز ولكن يقابلنا سوء الحظ، ففي أكثر من مرة في دورات الخليج ننصدم بحكام سيئين، ففي مرة من المرات أساء إلينا أحد الحكام مما ادى إلى انسحاب المنتخب من دورة الخليج، ولكننا مستمرين في دورة الخليج. أما مدربو المنتخب البحريني فهم يشكلون مشكلة كبيرة، فكلما اقتربنا من دورة الخليج استقال المدرب وترك المنتخب في مشكلة، وقد حدث هذا الموضوع مرات عدة. في أكثر من دورة يقوم لاعب منتخبنا البحريني بالتسجيل في مرمى البحرين مما يؤدي الى حصد هدف في صالح الفريق الخصم وقد حدث هذا عدة مرات ايضًا. بالنسبة إلى كأس العالم فقد كنا قريبين جدًا من الوصول إلى مباريات كأس العالم، ففي نيوزلندا كان التعادل كفيلا بتأهيلنا لكأس العالم ولكن لاعب منتخب البحرين المتخصص بضربات الجزاء قام بتضييع الهدف، ولا أعلم أهو استهتار أم سوء حظ أم أن الخطأ يرجع إلى المنتخب! ويبقى الحديث مع سمو الشيخ راشد حديثا لا يتمنى المرء انتهاءه، لأن لدى سموه الكثير من الحكايات والطرفة التي تسبق اجاباته، فهو والشجن علامتان، اسأل الله تعالى أن يطيل عمره ويبعد عنه كل مكروه.
مشاركة :