حوار - هناء صالح الترك: أكد الدكتور راشد أحمد الكواري عميد كلية الآداب والعلوم بجامعة قطر أن العمل جار على قدم وساق لتنفيذ استراتيجية الكلية 2018-2022، حيث تجري الكلية حاليا مراجعة شاملة لكل برامج العلوم الأساسية والآداب، على أن يتم إعادة تفعيل البرامج التي تم تجميدها سابقا، ومن ثم اعتماد الخطط الدراسية والتخصصات والمسارات الجديدة التي سيتم الإعلان عنها في فصلي خريف 2018 و2019. وقال د. الكواري، في حوار مع الراية ، إن الكلية ستشهد في المرحلة المقبلة تطويرا في برامج العلوم الإنسانية والاجتماعية واللغة العربية، حيث من المقرر طرح فكرة كيان أكاديمي أكبر في مجال الإعلام، يتحول من خلاله قسم الإعلام إلى كلية، فضلا عن إضافة مسارات تطبيقية لتغطية مفهوم الإعلام الحديث بالشكل الكامل. وكشف عن تشكيل لجنة استشارية لكل قسم أكاديمي، تضم في عضويتها عددا من ممثلي القسم والشركاء الرئيسيين بالدولة، يكون من مهامها تفعيل التعاون والاسترشاد بالآراء، لخلق التغذية المرتجعة من سوق العمل وتسريع عملية تبني التوصيات المختلفة بالخطط الدراسية والمقررات، على أن يبدأ العمل في هذه اللجان مع بداية العام الأكاديمي المقبل. وأكد أن الكلية تعتزم إطلاق برنامج ماجستير في الكيمياء وآخر في الإعلام، وهما قيد الحصول على الموافقات النهائية من الجهات المعنية بالجامعة، بالإضافة إلى دراسة مقترح ماجستير في علم النفس .. مشيرا إلى أن الكلية حاليا في مرحلة مفصلية وجاري مراجعة برامج وأبحاث المراكز التابعة لها. وأوضح أن الكلية تضم 11 قسما أكاديميا و3 مراكز بحثية و8 برامج دراسات عليا، حيث يبلغ عدد الطلاب 5000 طالب وطالبة، بينما يبلغ عدد أعضاء هيئة التدريس 430 عضوا، فضلا عن وجود 42 مبتعثا قطريا من الكلية. ونوه بحصول الكلية على عشر منح بحثية للطلاب من الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي.. وإلى تفاصيل الحوار: في البداية.. حدثنا عن استراتيجية كلية الآداب والعلوم؟ - كلية الآداب والعلوم، هي أكبر وحدة أكاديمية في جامعة قطر، وهي القلب النابض للتعليم الأكاديمي، ولها دور مركزي في تنفيذ الاستراتيجية ومحاورها المختلفة، ومن ضمن استراتيجية الجامعة في التعليم والتعلم، الإعلان عن نوع جديد من البرامج والتخصصات المستقبلية، وستشهد الكلية في المرحلة المقبلة تطويرا في برامج العلوم الإنسانية والاجتماعية، وطرح فكرة كيان أكاديمي أكبر في مجال الإعلام بحيث يتحول قسم الإعلام إلى كلية، وإضافة مسارات تطبيقية ليغطي مفهوم الأعلام الحديث بالشكل الكامل. الكلية تقوم حاليا بإجراء مراجعة شاملة لكل برامج العلوم الأساسية والآداب، للتأكد من امتلاك خطط دراسية وبرامج قوية من حيث المحتوى والمضمون، تتواءم مع الدور المنتظر مستقبلا لهذه العلوم، كما أننا بصدد إجراء مهمتين كبيرتين، الأولى التأكد من أن لدينا برامج وتخصصات تشمل كافة العلوم الأساسية، حيث تم في السابق تجميد بعض البرامج مثل الفيزياء والرياضيات والجغرافيا وعلوم البحار، واليوم نعمل على تفعيل هذه البرامج وطرح برامج جديدة تخدم المرحلة المقبلة، ولدى الكلية رؤية في طرح موضوع الاستدامة كعلم أساسي، لأنه يتوافق مع الكثير من العلوم عالميا، إضافة إلى ذلك سيتم تفعيل خطة دراسية تمكن من خلق بعض المجالات التطبيقية للعلوم الإنسانية، تخدم السوق القطري وتشكل خريجا قادرا على أداء مهامه الوظيفية بكل تميز ونجاح.ومتى سيتم طرح خطط تطويرية للتوسع في البرامج؟ - بدأت كلية الآداب والعلوم في الخطط التطويرية بشكل تدريجي، تمتد من العام 2018 وحتى العام الأكاديمي 2021/ 2022، ونحن حاليا في مرحلة مراجعة البرامج، ومن ثم مرحلة إعادة تفعيل البرامج المجمدة، واعتماد الخطط الدراسية والتخصصات والمسارات الجديدة التابع لها، فهي ستعلن ويتم البدء فيها في فصلي خريف 2018 و2019.. وجاري العمل على خلق وإعداد وتصميم تخصصات بينية، تجمع بين أكثر من تخصص في الكلية، ليكون الخريج مؤهلا لأكثر من وظيفة في بيئة العمل، ونحن بصدد إدخال وتعزيز المجالات التطبيقية في الخطط الدراسية للمزج مثلا بين اللغة العربية والتقنية والتكنولوجيا، وفي هذا الإطار نسعى للربط بين التقنيات البرمجية والحاسوبية واللسانيات، ونتطلع لإحداث بعض المسارات التطبيقية أيضا التي تمزج بين اللغة العربية وبعض العلوم الصحية مثل التعامل مع مشاكل النطق وطرح مسارات جديدة في علم الطفل والخطابة وفي العلوم السياسة، ويدرس قسم اللغة العربية جميع هذه التخصصات للوصول إلى برامج بينية جديدة تساعد الخريج في سوق العمل وتوسع مداركه.وما أهمية هذه التخصصات التطبيقية بالنسبة لسوق العمل؟ - معظم الدراسات الحديثة العلمية في العالم أصبحت تربط التطور الحقيقي للدول والشعوب بتطور تخصصات العلوم الإنسانية والاجتماعية من ناحية الإبداع وتنمية الفكر والحضارة وفن التواصل، وهنا لا بد من التنويه أن قطر في هذه المرحلة بدأت تنفيذ بعض بنود استراتيجيتها الوطنية والمتمثلة بافتتاح مكتبة قطر الوطنية، كما تستعد لاستضافة كأس العالم، فطموح قطر لا يتوقف وليس له حدود، وبالتالي الإنسان القطري والمقيم على أرض قطر عليه أن يكون ذا مستوى فكري رفيع، يستوعب هذه التغيرات والتحولات في تطوير الاستراتيجيات وتنفيذها، خاصة أن الكادر البشري هو المحرك الأساسي الذي يضمن تحويل هذه المكتسبات إلى واقع عملي، فمن هذا المنطلق تسعى الكلية في برامجها وخططها المقبلة إلى توليد متخصصين يتعاملون مع المهن الحضارية التي تضمن الاستدامة والتنمية لدولة قطر، فمثلا تخصص السياسات والتنمية والتخطيط قد يعطي إيحاء لسوق العمل بأن هذا الخريج مؤهل لمجال معين واحد، بينما التنمية الإدارية موجودة في مختلف بيئات العمل وفي كافة الوزارات والمؤسسات.كيف يتم التنسيق مع الشركاء في بيئة العمل لمعرفة مدى الرضا عن برامج الكلية وخططها؟ - يوجد العديد من الاتفاقيات المفعلة مع جهات ذات صلة بتخصصات الكلية، وهناك خطوة إضافية سنطبقها مع بداية العام الأكاديمي المقبل، وهو تشكيل لجنة استشارية لكل قسم أكاديمي، تضم اللجنة في عضويتها عددا من ممثلي القسم والشركاء الرئيسيين في الدولة، ويكون من مهامها تفعيل التعاون وتعزيزه والاسترشاد بآراء الجهات المعنية بالدولة، لخلق التغذية المرتجعة من سوق العمل، وتسريع عملية تبني التوصيات المختلفة بالخطط الدراسية والمقررات، على أن تجتمع اللجان مرتين في السنة في كل فصل دراسي في إطار تشاوري. يوجد طلب كبير على خريجينا في سوق العمل في شتى التخصصات، تحديدا في تخصصات العلوم الاجتماعية والخدمة الاجتماعية وفي الشؤون الدولية واللغة العربية، بالإضافة إلى الإعلام والعلوم الرياضية، وجميع الخريجين يحصلون على وظائف مباشرة، وتطمح الكلية دائما للأفضل، وهناك تعاون مع مختلف جهات الدولة، حيث توجد شراكة بين برنامج العلوم الرياضية واللجنة الأولمبية وشراكات بين قسم الإعلام والصحف والقنوات العاملة في الدولة، إلى جانب اتفاقيات تدريب للطلاب ورعاية كرسي أستاذية أو تقديم جانب استشاري في المجال البيئي والاجتماعي، وتقدم أقسام في الكلية بعض الاستشارات للدولة.وماذا عن الخطط التوسعية في برامج الماجستير والدكتوراه؟ - مؤخرا تم تقييم برنامج الماجستير والدكتوراه في اللغة العربية من محكمين خارجيين وأبدوا بعض الملاحظات لتطوير البرامج على مستوى الدراسات العليا لإدخال المجالات التطبيقية في الخطة الدراسية، والتركيز على المشاريع البحثية التطبيقية، وفعليا تم دراسة البرنامج وإدخال بعض الإضافات عليه، وجاري العمل فيه بشكل مكثف. وتعتزم الكلية إطلاق برنامج ماجستير في الكيمياء وآخر في الإعلام، وهما قيد الحصول على الموافقات النهائية من الجهات المعنية بالجامعة، إضافة إلى دراسة مقترح ماجستير في علم النفس، وكلية الآداب والعلوم عندما تقدم مسارات تطبيقية على مستوى البكالوريوس، فهذا سينعكس إيجابا على برامج الدراسات العليا الماجستير والدكتوراه، وبذلك نمهد الأرضية التطبيقية لتطوير برامجنا على مستوى الدراسات العليا.وماهو دور المراكز البحثية بالكلية؟ - تحت مظلة الكلية 4 مراكز، تم نقل أحدها حديثا، وأصبح على مستوى الجامعة، هو مركز العلوم الإنسانية والاجتماعية، وتضم الكلية مركز التنمية المستدامة ومركز دراسات الخليج ومركز تعلم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وقد تم إنشاء هذه المراكز عام 2013 لدعم التخصصات البينية، فمركز التنمية المستدامة يدعم التنمية البيئة والاقتصادية والاجتماعية، ويمثل مظلة لكل الباحثين والشغوفين بإجراء أبحاث في الاستدامة بشكل عام، أما مركز دراسات الخليج لا يعنى بالتاريخ والجغرافيا، بل نقصد الطاقة والبشر والتراث والهوية والتوجهات الدينية والسياسية وأي جانب علمي يمكن دراسته، فالمركز منطقة التقاء لكل الباحثين في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية حتى في مجالات الطاقة والعلوم. ويأتي مركز تعلم اللغة العربية لغير الناطقين بها في إطار رسالة دولة قطر بنشر ثقافة اللغة العربية، وهو مركز تعليمي يقدم دورات في مجال اللغة لمنتسبيه من مختلف أنحاء العالم.. وحاليا نحن في مرحلة مفصلية وجاري مراجعة خطط وبرامج وأبحاث هذه المراكز وما أنجزته، وتحويل عملها بطريقة تخدم الكلية بشكل أكبر،لأننا نرغب أن تكون نوعية الأبحاث ذات سمتين رئيستين، الأولى، تكون أبحاثا تدعم المحتوى التدريسي والمقررات وتخدم مناطق التقاء الآداب والعلوم التي تحت مظله الكلية، والثانية تمكن أبحاث الكلية من طرح برامج أكاديمية جديدة فمثلا بحث الأمن الغذائي الذي ينفذه مركز التنمية المستدامة قد يتحول مستقبلا إلى تخصص أكاديمي، فنحن نتطلع أن تكون المراكز البحثية في الكلية بيئة مولدة للأفكار الجديدة للتخصصات البينية، وحاليا جاري مراجعة ما أنجزته هذه المراكز على مستوى الكلية لخلق السمة الأولى والثانية، وقد ينتج من هذا الأمر تغيير مسمى أو ترتيب خطة عمل أحد المراكز، أو خلق مراكز جديدة تعكس نقاط القوة الموجودة في الكلية، ويمكننا من خلال مركز تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها أن نكون واجهة على المستوى الإقليمي والدولي في مجال تعليم ونشر ثقافة اللغة العربية.كيف يتم توجيه وإشراك الطلاب في العملية البحثية؟ - لدينا في كلية الآداب والعلوم عدة محاور تدعم البحث العلمي على مستوى المرحلة الجامعية الأولى البكالوريوس، حيث نقوم أولا بتهيئة الطالب كباحث في مجال تخصصه، وفي الخطط الدراسية الحالية مقررات ومناهج بحث للاطلاع على طرق البحث المختلفة في مجال التخصص، إضافة إلى ذلك هناك العديد من الخطط الدراسية في الكلية تتضمن مقررات تدريب ميداني، ومقررات مشروع التخرج تعتمد على إنجاز مشروع بحثي، ويتم تعليم الطالب ليضطلع بمهارة إجراء البحث العلمي.هل هناك تشجيع وتحفيز للطلاب للمساهمة في المشاريع البحثية؟ - نسعى دائما لحث الطلاب على إنجاز مشاريع بحثية تفيد المجتمع، وهناك عدة منح بحثية تغطى من قبل المراكز، أو من قطاع البحث في جامعة قطر لدعم الأبحاث للطلاب، إضافة إلى مساعدتهم للتقديم لبرنامج الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي.. تميزت كلية الآداب والعلوم هذه السنة وحصلت على أعلى نسبة نجاح بالحصول على المنح عن باقي كليات الجامعة، حيث فازت الكلية بعشر منح بحثية للطلاب بمواضيع مختلفة، والبحث الذي حصل على الترتيب الأول كان من كليتنا وتحديدا من قسم العلوم البيولوجية.كلية الآداب والعلوم من أقدم الكليات بالجامعة وأكبرها.. كم يبلغ عدد الطلاب والأقسام الأكاديمية بها؟ - الكلية تضم 11 قسما أكاديميا و3 مراكز بحثية و8 برامج دراسات عليا، ويبلغ عدد الطلاب 5000 طالب وطالبة، وآخر دفعة كان عدد الخريجين في حدود 1100 خريج وخريجة، ونتوقع هذه السنة أن يكون العدد مقاربا للعام الماضي، وكلية الآداب والعلوم في طبيعتها الأساسية داعمة لكليات الجامعة ونحن نعتبر دورنا تخريج جميع طلاب الجامعة لأن الكلية تقدم المقررات الخدمية لكل طلاب الجامعة.وماذا عن أعضاء هيئة التدريس ونسبة القطريين بالكلية؟ - عدد أعضاء هيئة التدريس في الكلية 430 عضو هيئة تدريس، وإجمالي العاملين 502 تقريبا، وحاليا جاري تطبيق برنامج على مستوى الجامعة لرفع نسبة التقطير بين أعضاء هيئة التدريس، من خلال استقطاب طلاب متميزين للعمل كمساعدي تدريس ومن ثم ابتعاثهم للدراسة بالجامعات العالمية المرموقة، ويبلغ عدد مبتعثي كليتنا 42 مبتعثا موجودون في مراحل التعليم المختلفة من ماجستير ودكتوراه، وبالطبع هناك تحديات في بعض التخصصات العلمية الدقيقة لصعوبة إيجاد خريجين قطريين، لا سيما في التخصصات التي تم تجميدها في مرحلة سابقة من مراحل الجامعة، وهذه واحدة من الإشكاليات التي نواجهها لكن إجمالا يوجد مجهود جيد في هذا المجال.
مشاركة :