حوار - هناء صالح الترك: كشف الأستاذ الدكتور يوسف محمود محمد الصديقي، عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة قطر، عن أن الكلية تقوم حالياً بمراجعة شاملة وتقييم لبرامجها الأكاديمية لتحقيق الجودة في التعليم وتخريج طلبة أكفاء. وقال لـ "وقفة وفاء" إن مما يُحمد لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية أنها حافظت طوال مسيرتها الإدارية على منهجها الوسطي المعتدل، الذي لا غلو فيه ولا تشدد بل اعتدال وتقييم للأمور على قاعدة الحق في إبداء وجهة النظر بأمانة وموضوعية علمية. واستعرض الدكتور الصديقي صفحة من حياته ومسيرته العلمية، قائلاً: كانت البعثة العلمية التي ذهبنا فيها إلى جمهورية مصر العربية نقلة حضارية بالنسبة لنا حيث خرجنا من مجتمع منغلق على عاداته وتقاليده إلى مجتمع آخر منفتح بشكل كبير من جميع الجوانب وفيما يتعلق بالحياة المجتمعية والحياة العلمية الأكاديمية، وقد حصلت على درجة البكالوريوس وتخرجت في العام 1981م بتقدير جيد جداً، وقد كان والدي رحمه الله تعالى حريصاً على أن أتلقى العلم في جامعة الأزهر. وللدكتور الصديقي العديد من المؤلفات والكتب والأبحاث العلمية التي تزخر بها المكتبات، وشارك بمؤتمرات وندوات وحوارات علمية محلية ودولية، وتدرج في العديد من المناصب في الكلية إلى أن تولى عمادة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية.. وفيما يلي تفاصيل الحوار: > بداية د.يوسف حدثنا عن مراحل التعليم والدراسة ؟. - درست المرحلة الابتدائية في مدرسة الخليج العربي، وكانت المرحلتان الإعدادية والثانوية بالمعهد الديني، وبعد ذلك حصلت على بعثة دراسية من قبل وزارة التربية والتعليم إلى جمهورية مصر العربية للدراسة حيث التحقت بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر وهذه المرحلة تعد نقلة نوعية في التحصيل العلمي حيث انفتحنا على دراسة علوم ومعارف لم نكن نسمع بها من قبل، مثل علم المنطق الذي واجهت فيه صعوبة بالغة في بداية الأمر، لكن بالجد والمثابرة استطعت أن استوعب هذا العلم وأقف على أركانه وأفهمه بشكل صحيح، وبعد ذلك درسنا الأديان بصفة تفصيلية، حيث درسنا الأديان السماوية الإسلام واليهودية والمسيحية وكذلك الأديان الوضعية مثل البوذية والبرهمية والزرادشتية. نقلة حضارية > إلى أي مدى انفتحتم على العلوم والمعارف الفلسفية القديمة في ذاك الوقت ؟. - انفتحنا على العلوم والمعارف الفلسفية بأنواعها المختلفة، اليونانية والإسلامية والفلسفة المعاصرة وبدأنا فيها بشيء من التعمق والدراسة الشمولية، كذلك درسنا علوماً ومعارف أصول الدين والتفسير الحديث والفقه وغير ذلك من علوم الأزهر الشريف في عام 1977م. > كيف تقيم البعثة إلى جمهورية مصر العربية ؟. - تُعد البعثة إلى جمهورية مصر العربية نقلة حضارية إن جاز التعبير حيث خرجنا من مجتمع منغلق ومحدود بعاداته وتقاليده إلى مجتمع آخر منفتح على جميع الجوانب فيما يتعلق بالحياة المجتمعية والحياة العلمية الأكاديمية، ونلت درجة البكالوريوس وتخرجت في العام 1981 بتقدير جيد جداً. > من شجعك على اختيار هذا التخصص والدراسة في الأزهر الشريف؟. - الوالد رحمه الله كان حريصاً على أن أتلقى العلم وكان يقول لي أمنيتي أن تصل إلى الأزهر وتدرس فيه ومما أذكره في هذا الموقف ومن دراستي في مصر كان فضيلة الشيخ محمد الطيب شقيق شيخ الأزهر الحالي الشيخ أحمد الطيب يقول لي إن شاء الله ستلتحق بكلية أصول الدين وهذا ما كان والتحقت بالكلية ودرسني الشيخ محمد الطيب آنذاك. > كيف تابعت الدراسات العليا وماهي الأطروحات التي قدمتها لنيل الماجستير والدكتوراه ؟. - بعد البكالوريوس انتقلت إلى كلية دار العلوم في جامعة القاهرة ودرست فيها سنتين تمهيديتين في الدراسات العليا وسجلت رسالة الماجستير تحت عنوان: "النفس والروح الإنسانية.. فكر الإنسان وموقف ابن القيم منها" وبعد ذلك سجلت رسالة تحت عنوان: أسس اليقين بين الفكر الديني والفلسفي وحصلت فيها على درجة امتياز. المسيرة العملية > ما هي المناصب التي تبوأتها بعد عودتك من الدراسات العليا ؟. - عدت إلى الدوحة وعملت أولاً أستاذاً في كلية الشريعة بجامعة قطر، وبعد ثلاث سنوات عينت رئيساً لقسم أصول الدين، ثم وكيلاً لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية وبعد ذلك رئيساً لقسم الدراسات الإسلامية، وعميداً مساعداً للشؤون الأكاديمية بالكلية حتى أصبحت في العام 2015 عميداً لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالجامعة. > ما هي خطط وإستراتيجيات الكلية في الوقت الراهن؟. - كلية الشريعة الآن في مرحلة مراجعة لبرامجها الأكاديمية حيث نسعى لتقييم البرامج الدراسية من حيث تبيان ما لها وما عليها بهدف الوصول إلى الجودة في التعليم وتخريج طلبة أكفاء للمجتمع بصفة خاصة. > إلى أي مدى حافظت الكلية في نهجها على الاعتدال والوسطية ؟. - مما يُحمد لكلية الشريعة أنها في مسيرتها الإدارية حافظت في نهجها على الاعتدال والوسطية، وعدم غلبة اتجاه أيدولوجي معين على بقية الأيدولوجيات والاتجاهات والمذاهب المتعددة في الحضارة الإسلامية وبهذه المنهجية الوسطية حافظت الكلية ومازالت على الفكر فيها بالشكل الذي نلمسه في المجتمع، لاغلو ولا تشدد بل اعتدال وتقييم الأمور على قاعدة الحق في إبداء وجهة النظر بأمانة وموضوعية علمية. أسباب التطرف > ما هي برأيكم أسباب ظهور التعصب والتطرف والتشدد في بعض المجتمعات العربية والعالمية؟. - ما نلاحظه الآن من ظهور للتعصب والتطرف والتشدد راجع إلى عدة أسباب ومسببات تكاتفت وتعاضدت على إخراج هذا النوع من التعصب على سبيل المثال لا الحصر الفعل ورد الفعل عندما تأتي جهة ما وتعلو في بروزها وظهورها على الجهة الأخرى فيحصل رد فعل من الجهة الثانية، كما هو واقع للأسف الشديد وغير ذلك الكثير. ومن يسترجع تاريخ الحضارة الإسلامية سيجد أن هذه المصادمات قد وقعت كثيراً وإذا حددناها نستطيع القول إنها بدأت منذ منتصف القرن الرابع الهجري إلى القرن الخامس الهجري في صور متتالية ومتسلسلة مثل الذي وقع في الدولة البويهية والخلافة العباسية وغير ذلك. مؤلفات وكتب > بالعودة إلى الإنجازات.. ما هي أبرز مؤلفاتكم من الكتب والأبحاث العلمية على اختلافها ؟. - قمت بتأليف عدد من الكتب مثل كتاب "الرد على المنطقيين" لابن تيمية وكتاب رد آراء المخالفين ومنطقهم اليوناني لابن تيمية وكتاب المعتبر في الحكمة لابن بركات البغدادي، وكتاب أسس اليقين بين الفكر الديني والفلسفي وكتاب النفس والروح الإنسانية وموقف ابن القيم وكتاب مناهج البحث العلمي وكتاب المنطق الصوري والتجريبي وكتاب الكهنوت الديني وكتاب الثورات العربية من منظور شرعي إلى جانب العديد من الأبحاث التي منها على سبيل المثال ثقافة العنف بين المسيحية والسنية والحركة الإسلامية المتشددة وقراءة نقدية في قراءة الحداثيين في القرآن الكريم والسنة النبوية والمشروع الغربي في التنمية المعاصرة. ومن أهم البحوث هي: إشكالية ثقافة المسلم، الأطروحات الفكرية المعاصرة ، نُشر بحولية الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد ، باكستان. ونظرية العقل عند الفارابي أيضاً نشر في نفس الحولية، موقف الإسلام من الآخر، أُلقي في المؤتمر الدولي السابع للفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم - جامعة القاهرة أبريل 2002م. محمد إقبال فيلسوفاً، ندوة أُُقيمت بجامعة قطر بمناسبة العام الدولي للاحتفاء بذكرى محمد إقبال الشاعر المفكر،بعض معوقات النهضة في العالم العربي الإسلامي - نُشر في كتاب المؤتمر الدولي السادس للفلسفة الإسلامية - كلية دار العلوم - جامعة القاهرة. البعد الثقافي لظاهرة العنف، بين الأصولية الصهيونية المسيحية والأصولية السياسية الإسلامية، حولية كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، جامعة قطر. ثقافة المسلم في ظل التقدم العلمي، كما تم نشر إقصاء الآخر، في حولية كلية دار العلوم، جامعة القاهرة بالإضافة إلى موقف الإسلام من الآخر، مجلة وحدة الأمة، المعهد العالي لوحدة الأمة الجامعة الإٍسلامية العالمية بماليزيا، السنة الرابعة العدد الأول أغسطس 2006م. إلى جانب المشروع الغربي في تنوير الفكر الإسلامي المعاصر (مؤسسة راند نموذجاً) حولية كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، العام 2015م. مشاركات دولية > لديكم العديد من المشاركات في المؤتمرات والندوات على المستويين المحلي والدولي ما هي أبرزها ؟. - المشاركة في المؤتمر الدولي الأول للفلسفة الإسلامية - ببحث (إشكالية ثقافة المسلم) بكلية دار العلوم - جامعة القاهرة، جمهورية مصر العربية، إلقاء بحث في المؤتمر الدولي السابع للفلسفة الإسلامية - ببحث تحت عنوان ( موقف الإسلام من الآخر) المشاركة ببحث في الندوة التي أُُقيمت بجامعة قطر تحت عنوان ( البعد الثقافي لظاهرة العنف ) والمشاركة في مؤتمر الحوار الإسلامي المسيحي الثاني الذي انعقد في الدوحة - قطر في الفترة 27-29 مايو 2004م، حضور مؤتمر(العرب بين ثقافة التغيير وتغيير الثقافة) الذي أُقيم بمدينة مراكش والمشاركة في أعمال المؤتمر الدولي السادس للفلسفة الإسلامية ببحث ( بعض معوقات النهضة في العالم العربي والإسلامي) المشاركة في أعمال المؤتمر الدولي التاسع للفلسفة الإسلامية - ببحث تحت عنوان ( المعاد بين الفلاسفة والمتكلمين ) في الفترة من 20-21 أبريل 2004م - لكلية دار العلوم - جامعة القاهرة/ جمهورية مصر العربية. ، إلى جانب إلقاء بحث ( الصهيونية المسيحية في ندوة الفريق العربي للحوار الإسلامي المسيحي) الذي انعقد في المملكة الأردنية الهاشمية. موقف الإسلام من الآخر - دراسة تحليلية تاريخية، المشاركة في مؤتمر (حوار الأديان الرابع) الذي انعقد في الدوحة والمشاركة في ملتقى خريجي الأزهر الأول، الذي انعقد في جمهورية مصر العربية في أبريل/2006م. المشاركة في مؤتمر الدوحة لحوار المذاهب الإسلامية (دور التقريب في الوحدة العملية للأمة) ببحث ظاهرة الإقصاء، أسباب علاجه، خطره. المشاركة ببحث في ندوة ببيروت بالشراكة بين مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان والجمعية السريانية ببيروت - بعنوان القوميات في المنطقة العربية تنوع أم انصهار، المشاركة في مؤتمر (التجمع العالمي للأديان ) في فرنسا. المشاركة في المؤتمر الفلسفي السادس عشر للفلسفة الإسلامية ، ببحث ( المشروع الغربي وتنوير الفكر الإسلامي الحديث. شاركت في المؤتمر الفلسفي - جامعة الفيوم ـ تحت عنوان ( الدين والتفاعل الحضاري ) ببحث ( قراءة نقدية في قراءة الحداثيين للقرآن الكريم ). المشاركة في المؤتمر الفلسفي السابع عشر للفلسفة الإسلامية، جامعة القاهرة، ببحث ( قيمة حقوق الإنسان في الحضارة الإسلامية ). المشاركة في المؤتمر الفلسفي الثامن عشر ( فلسفة التربية في الفكر الإسلامي ) ببحث ( الخطاب الإسلامي وتحولاته ) المشاركة في مؤتمر ( حاجي خليفة ) تركيا، في الفترة 11- 12 / 2015م. إلقاء محاضرة في جامعة صكاريا، كلية الإلهيات، موضوع ( الإسلام وفلسفة تعامله مع الآخر ) تاريخ 14 / 4 / 2015م ، تركيا . إسهامات وإنجازات > ما هي إسهامات عميد كلية الشريعة أثناء تدرجكم بالمناصب الإدارية والأكاديمية ؟. - شكلت لجنة لوضع استراتيجية لكلية الشريعة ووضع نظام تقويم أداء الهيئة التدريسية ونظام تقويم أداء الهيئة الإدارية، والإسهام في برنامج تخصص أصول الدين والإسهام في وضع برنامج تخصص القانون والإسهام في التخطيط لبرنامج الكلية العسكرية تخصص الشريعة والقانون وتخصص الإدارة ،/ والمشاركة في التخطيط لبرنامج الدعوة والإعلام بالكلية ورئيس لجنة وضع برنامج معهد وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في قطر. > على الصعيد الشخصي، هل لديكم نهج الضغط على الابن أو البنت من أجل اختيار تخصص دون آخر؟. - أوجّه أولادي إلى الأفضل ولكن أترك لهم كامل الحرية لاختيار التخصص الذين يرغبون بدراسته فابنتي الكبرى خريجة هندسة صناعية من جامعة قطر، ولدي ابن خريج إحدى الجامعات البريطانية وواحد في كلية القانون، وآخر في المرحلة الثانوية. > ما هي أبرز المحطات والأقرب إلى قلبكم ؟. - المحطة الأولى والأساسية الشغف بالقراءة وتلقي العلم، وحبي الكبير للطبيعة والحيوانات الأليفة.
مشاركة :