دوشنبه - قنا: اختتم المؤتمر الدولي رفيع المستوى لمكافحة الإرهاب ومناهضة التطرّف العنيف في العاصمة الطاجيكية دوشنبه، الذي نظمته جمهورية طاجيكستان ودولة قطر بالتعاون مع الأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا والاتحاد الأوروبي بحضور سعادة السيد سراج الدين أصلوف وزير خارجية جمهورية طاجيكستان. وترأس وفد دولة قطر في المؤتمر سعادة السفير الدكتور مطلق بن ماجد القحطاني المبعوث الخاص لوزير الخارجية لمكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية المنازعات. وقال سعادته في كلمته أمام المؤتمر، إن مكافحة الإرهاب والتطرّف كانت وما زالت وستظل على رأس أولويات دولة قطر، وجدّد تأكيد دولة قطر على التعاون مع كافة الدول والمنظمات الدولية والإقليمية ومع مختلف أجهزة الأمم المتحدة ذات الصلة بمكافحة الإرهاب ومناهضة التطرّف العنيف، ودعم جهود تلك الأجهزة في أداء ولايتها وقدرتها على مساعدة الدول الأعضاء. وأضاف إن ما تقدمه دولة قطر من مساهمات مالية وفنية ولوجستية في هذا الشأن، يشكل تأكيداً على قناعتها بضرورة مكافحة الإرهاب ومكافحة تمويله والوقاية من التطرف العنيف بكافة صوره وأشكاله. وقال إن قطر تتعرض لحصار جائر خالف كل القيم المعمول بها ويعد خرقاً صارخاً للقانون الدولي والالتزامات الدوليّة والإنسانية والدينية، كما أن هذا الحصار لم يثنِ قطر عن دورها في حفظ السلم والأمن الدوليين ومكافحة الإرهاب. لافتاً إلى أن مكافحة الإرهاب والتطرّف على رأس أولويات قطر، وأن مساهمات قطر المالية والفنية واللوجستية تؤكد قناعتها بضرورة مكافحة الإرهاب، مشدداً على أهمية دعم جهود الأمم المتحدة بمكافحة الإرهاب ومناهضة التطرف العنيف، وتضافر الجهود الإقليمية والدولية للتصدي للتنظيمات الإرهابية وفكرها المتطرّف، موضحاً أن المذاهب الدينية المتطرفة موجودة في كل ثقافة وليست حكراً على دين أو مجتمع، وضرورة معالجة الأسباب الجذرية للإرهاب والتطرّف العنيف والتعاون لتحقيق الأمن والسلام. وذكر سعادته أن الدول الأعضاء في الأمم المتحدة اعتمدت في سبتمبر 2006، استراتيجية عالميّة لمكافحة الإرهاب كأداة عالمية فريدة لتعزيز الجهود الوطنيّة والإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب، وكانت هذه هي المرّة الأولى التي تتفق فيها الدول الأعضاء جميعها على نهج استراتيجي موحّد لمكافحة الإرهاب، حيث توفر هذه الاستراتيجيّة العالميّة أساساً متيناً وشاملاً لتنفيذ نهج متكامل قائم على حفظ الأمن والسلم الدوليين. جهود قطرية كبيرة في تسوية المنازعات بالطرق السلمية أكد سعادة المبعوث الخاص قيام دولة قطر بجهود كبيرة في تسوية المنازعات بالطرق السلمية وذلك من خلال الدبلوماسية الوقائية والوساطة والمساعي الحميدة استناداً إلى مبادئها وأهدافها والتزاماتها وفق ميثاق الأمم المتحدة وقواعد الشرعيّة الدولية الداعية إلى التعاون البنّاء بين الدول والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وحسن الجوار واحترام الديانات الأخرى وتعزيز التعايش السلمي والحوار بين كافة الأديان والحضارات. وقال إن المؤتمر الدولي رفيع المستوى لمكافحة الإرهاب ومناهضة التطرف العنيف، «يأتي في وقت حرج بالنسبة لمنطقتنا والعالم أجمع وفي وقت يتوجب علينا التكاتف لتعزيز الجهود الدولية لإدانة كافة أشكال الإرهاب والتطرف ورفض المعايير المزدوجة لهذه الظاهرة والحكم عليها بحسب هوية مرتكبيها أو ربطها بدين أو عرق، كما أن المذاهب الدينية المتطرفة تشكل تحدياً لا يمكن إنكاره بالنسبة لنا جميعاً. وهي موجودة في كل ثقافة، وليست حكراً على دين أو مجتمع معيّن ولكن اتهام الإيديولوجيات المتطرّفة بأنها سبب الإرهاب والتطرّف العنيف هو تبسيط للأمور. وهو لا يفسر لماذا أصبح التطرف العنيف تهديداً رئيسياً في منطقتنا، في حين أن الأيديولوجيات المتطرفة يمكن أن توجد في أي مكان، لذلك يجب علينا جميعاً معالجة الأسباب الجذريّة للإرهاب والتطرّف العنيف وأن نتعاون جميعاً وفق أحكام القانون الدولي لتحقيق الأمن والسلام لنا جميعاً. إعـلان دوشنبه يشيد بالدعـم القطري لعقد وتنظيم المؤتمر شدّد سعادته على أن الإرهاب وتمويله والتطرف مواضيع لا تصلح لأن تكون محلاً للمناورات السياسية أو الاستغلال السياسي للمؤسسات الفنية المعنية بمكافحة الإرهاب وغسيل الأموال وتمويل الإرهاب والتطرف العنيف أو الدعاية الإعلامية من قبل بعض الدول للنيل من الدول الأخرى. وقال سعادة المبعوث الخاص لوزير الخارجية «لقد حان الوقت لأن نضع خلافاتنا السياسية جانباً وأن نعمل على حل هذه الخلافات السياسية بالطرق السلميّة حتى نتمكن من العمل جميعاً على ما يحقق رفاهية واستقرار وأمن شعوبنا». وتوجّه سعادته بالشكر والتقدير إلى حكومة جمهورية طاجيكستان على حسن استضافتها للمؤتمر الدولي الرفيع المستوى حول مكافحة الإرهاب ومناهضة التطرّف العنيف بالشراكة مع دولة قطر والشركاء الآخرين، تعبيراً عن الاهتمام المشترك بمكافحة الإرهاب والتطرّف العنيف، وعلى العلاقات المتينة التي تربط بين البلدين. واعتمد المؤتمر في ختام أعماله، «إعلان دوشنبه» الذي يشيد بالدعم القطري لعقد وتنظيم هذا المؤتمر الدولي، وسيتم إصدار الإعلان بشكل رسمي كوثيقة من وثائق الأمم المُتحدة. الإرهاب والتطرف من أخطر تحديات المجتمع الدولي أكد المبعوث الخاص لوزير الخارجية لمكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية المنازعات أن الإرهاب والتطرّف من أخطر التحديات التي يواجهها المجتمع الدولي حالياً، ويتطلب مواجهتها تضافر جميع الجهود الإقليمية والدولية للتصدي لهذه الظاهرة وللتنظيمات الإرهابية وفكرها المتطرف، ودعا إلى ضرورة توحيد مفهوم الإرهاب دولياً حتى لا يتم تسييسه وتوظيفه من قبل بعض الحكومات لتحقيق مكاسب سياسية وشرعنة سلوكها تجاه شعوبها وتجاه الدول الأخرى. ولفت سعادته إلى أن دولة قطر انطلاقاً من الدور الفعّال الذي تضطلع به في مكافحة الإرهاب والتطرّف، تمكنت من خلال مؤسساتها المعنيّة من خلق مليون فرصة عمل للشباب العربي فيما لا يقلّ عن 16 دولة عربية وتمكينهم اقتصادياً للنجاة بهم من براثن التطرّف والإرهاب، مبيناً أن هذه المؤسسات تطمح إلى خلق أكثر من مليوني فرصة عمل لهؤلاء الشباب بحلول عام 2020. كما تمكنت مؤسسات الدولة المعنيّة الأخرى من إلحاق 10 ملايين طفل حول العالم بالتعليم الابتدائي وذلك بالتعاون مع المؤسسات الدوليّة والإقليميّة والوطنيّة ذات الصلة إيماناً منها بأهمية معالجة البطالة والأمية كأحد الأسباب الرئيسيّة للإرهاب والتطرّف العنيف. معالجة الظروف المؤدية إلى انتشار الإرهاب أوضح سعادة السفير الدكتور مطلق بن ماجد القحطاني أنه منذ اعتماد استراتيجية الأمم المتحدة حرصت دولة قطر على التنفيذ الكامل لهذه الاستراتيجية لما تضمنته من تدابير هامة وفق ركائزها الأربع، وعلى رأسها ركيزتها الأولى المتعلقة بضرورة معالجة الظروف المؤدية إلى انتشار الإرهاب، ومن بينها، على سبيل المثال لا الحصر، الصراعات والحروب وغياب سيادة القانون وانتهاكات حقوق الإنسان، والتمييز على أساس الانتماء العرقي والوطني والديني، والإقصاء السياسي، والتهميش الاجتماعي والاقتصادي، والافتقار إلى الحكم الرشيد، والبطالة، وعلى ركيزتها الرابعة المتعلقة بالتدابير الرامية إلى ضمان احترام حقوق الإنسان للجميع وسيادة القانون واحترام الدول لالتزاماتها وفق القانون الدولي عند مكافحة الإرهاب بوصفه ركيزة أساسية في مكافحة الإرهاب. وقال، إن دولة قطر تتعرّض، كما تعلمون، لحصار جائر خالف كل القيم المعمول بها، كما أنه يعد خرقاً صارخاً للقانون الدولي وكافة الأعراف والالتزامات الدولية والإنسانية والدينية، ولكن هذا الحصار لم يثن دولة قطر عن القيام بدورها الفعّال في حفظ السلم والأمن الإقليميين والدوليين ومكافحة الإرهاب والتطرّف بكافة أشكاله وصوره. قطر تدعم صمود المجتمعات ضد الأجندات المتطرفة قال المبعوث الخاص لوزير الخارجية لمكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية المنازعات إن دولة قطر تمثل أحد الأعضاء المؤسسين والفاعلين والداعمين الأساسيين للصندوق العالمي لإشراك المجتمعات المحلية ومساعدتها على الصمود (GCERF)، علاوة على أنها الدولة الخليجية والعربية الوحيدة المؤسسة والمساهمة في هذا الصندوق إلى جانب سويسرا والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي واليابان والمملكة المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا وهولندا وفرنسا. وأضاف إن هذا الصندوق هو أول مبادرة عالمية لدعم صمود المجتمعات ضد الأجندات المتطرفة العنيفة، حيث يعمل من خلال الربط بين الأمن والتنمية، ويلتزم بالعمل على دعم الاستراتيجيات الوطنية لمعالجة العوامل المحلية للتطرف العنيف، ويعمل الصندوق حالياً وبشكل فعّال في كل من: مالي، وكينيا، ونيجيريا، وبنجلاديش، وكوسوفو، وميانمار ويجري العمل على إدراج دول أخرى لتكون من ضمن الدول المستفيدة من هذا الصندوق وبرامجه. وأوضح، أن دولة قطر عضو فعال في المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب (GCTF) وهو منتدى مكون من 29 دولة بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي، وقد أنشئ في عام 2011 بهدف الحد من تأثير الإرهاب والتطرف العنيف على البشر حول العالم، عن طريق منع ومحاربة ومحاكمة الإرهابيين ومكافحة التحريض على الإرهاب والتجنيد له. وقال المبعوث الخاص لوزير الخارجية إن دولة قطر عضو فاعل في التحالف الدولي ضد «داعش» وساهمت بشكل كبير في الحرب على هذا التنظيم في كل من سوريا والعراق مع شركائها وحلفائها الاستراتيجيين وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكيّة.
مشاركة :