أجمع المتحدثون في الدورة 45 لمجلس وزراء الخارجية بدول منظمة التعاون الإسلامي، على أن القضية الفلسطينية ومعاناة الروهينغا من أهم تحديات العالم الإسلامي، فيما شدد معالي د. أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، على أن جهود دولة الإمارات مستمرة في التخفيف من معاناة اللاجئين الروهينغا، مشيراً إلى أن الخطاب السياسي السعودي يعمّق الاعتدال والتوازن الإقليمي. وأكد معالي د. أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن أولوية القضية الفلسطينية بدت واضحة في الخطاب السياسي السعودي، من خلال كلمة وزير الخارجية السعودي في اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي بدكا، ودور عربي وإسلامي تتفاءل به الإمارات، وترى فيه تعميقاً للاعتدال والتوازن الإقليمي. وأضاف معاليه في تغريدات على «تويتر»: «ويبرز موضوع محنة الروهينغيا كونها قضية إسلامية وإنسانية بامتياز، التطهير العرقي الذي يطال هذه الأقلية يطرح مجموعة من التحديات العاجلة، ولا بد من خطة عمل فاعلة تشمل عودتهم وهويتهم وأمنهم وتضمن حل مأساتهم». وأشار معالي د. أنور قرقاش إلى أن جهود دولة الإمارات الإنسانية للتخفيف من معاناة الروهينغيا، شملت تقديم العلاج اللازم لأكثر من 132 ألف لاجئ، بما في ذلك 78 ألف امرأة وطفل ممن يقيمون في مخيم كوكس بازار ببنغلادش، مردفاً: «جهودنا مستمرّة». وانطلقت الدورة 45 لمجلس وزراء الخارجية بدول منظمة التعاون الإسلامي، أمس، تحت عنوان القيم الإسلامية للسلام الدائم والتضامن والتنمية في دكا عاصمة بنغلاديش، حيث اتفق المتحدثون في الجلسة الافتتاحية على أن من أهم التحديات التي تواجه العالم الإسلامي القضية الفلسطينية ومعاناة أقلية الروهينغيا. وألقت رئيسة الوزراء في بنغلاديش شيخة حسينة كلمة افتتحت بها المؤتمر، ركّزت فيها على وضع أقلية الروهينغيا، ودعت منظمة التعاون الإسلامي إلى الوقوف وقفة صلبة وتضامنية مع أبناء الأقلية في بحثهم عن الأمن والكرامة، كما طالبت المنظمة بمواصلة الضغط الدولي على السلطات في ميانمار، للإيفاء بالمتطلبات المترتبة عليها من أجل حل المشكلة. مسؤوليات وقال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف العثيمين في كلمته الافتتاحية، إن المساحة الواسعة التي تمثلها المنظمة تفرض عليها مسؤوليات جسام لقضايا وملفات عديدة، يأتي أبرزها التنسيق المستمر مع الحكومتين الأفغانية والسعودية، لعقد مؤتمر دولي للعلماء حول أفغانستان، والذي سيكون انعقاده في المملكة العربية السعودية تحولاً مهماً نحو وضع أسس السلام وتجاوز العقبات لمصالحة وطنية ترسخ الاستقرار والأمن في أفغانستان، كاشفاً عن اجتماع جرى مؤخراً ضم مسؤولين سعوديين وأفغاناً وممثلين عن الأمانة العامة، حيث جرى وضع اللمسات الأخيرة على هذا الاجتماع. وأضاف الأمين العام أن عامي 2017 و2018 شكلا مرحلة شديدة الصعوبة وضعت القضية الفلسطينية على المحك، في ظل عجز دولي غير مسبوق يدفع باتجاه المزيد من التدهور. ورأى في الحل السلمي الشامل والعادل مخرجاً أوسع لكثير من القضايا في العالم الإسلامي، باعتباره اختباراً لإرادة الدول الأعضاء وعزمها على استثمار وقفتها الجماعية في المحافل الدولية، للتحرك وتحمل مسؤولياتها تجاه القضية الفلسطينية، التي تواصلت على مدى أكثر من سبعة عقود. تحديات ودعا وزير خارجية كورت ديفوار رئيس الدورة السابقة لوزراء الخارجية مارسيل أمون تانو في كلمته، إلى الارتقاء إلى مستوى التحديات بتبني موقف إسلامي قوي ومتماسك لتحقيق ما تتطلع إليه الدول الأعضاء، فيما قال وزير الخارجية في بنغلاديش أبو الحسن محمود علي، إن العالم الإسلامي يواجه هذه الأيام تحديات جسام، مثل الإسلاموفوبيا، والتطرف وعدم المساواة والاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، والإرهاب والتطرف. وفي كلمة المجموعة العربية، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، إن القضية الفلسطينية تظل صاحبة الأولوية المطلقة، مشدداً على خيار السلام العادل والشامل. وأكد الجبير ضرورة دعم الأقليات المسلمة في العالم وبخاصة أقلية الروهينغيا. قضايا بدوره، أشار نائب وزير الخارجية التركي باكير بوزداك إلى ضرورة القضاء على التطرّف وإنهاء الأزمة السورية والتخلص من كافة التنظيمات الإرهابية، فيما ألقى وزير خارجية السنغال صديقي كابا كلمته نيابة عن المجموعة الأفريقية، مؤكداً أهمية القضية الفلسطينية، حيث تمارس إسرائيل الانتهاكات المتكررة ضد المسجد الأقصى المبارك، الأمر الذي يثير قلقاً بالغاً، مطالباً بضرورة إنهاء الأزمات السياسية في اليمن وسوريا وليبيا وأفريقيا الوسطى، ووضع آليات لذلك تكفل أيضاً عدم تكرارها. تأييد أعرب نائب وزير الخارجية الإندونيسي عبد الرحمن محمود فقير، عن تأييده ودعمه لترأس بنغلادش الدورة الخامسة والأربعين لمجلس وزراء الخارجية، فيما أكدت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند موقف بلادها الحاسم تجاه ما اعتبرته تطهيراً عرقياً يمارس ضد الأقلية، ويجب أن يسجل للتاريخ.
مشاركة :