أقلق تزايد حوادث معاداة السامية في ألمانيا المجتمع والساسة. ففظائع النظام النازي مازالت قائمة في المتاحف الألمانية، وتروي تفاصيل أحلك فصل في تأريخ البلاد. فكيف يجب التعامل مع رموز النازية؟ تشغل حوادث معاداة السامية كثير من السياسيين في ألمانيا، بل إن نيكولا بير الأمينة العامة للحزب الديمقراطي الحر، كانت قد دعت مؤخرا إلى ترحيل المهاجرين الذين يُثبت في حقهم، كراهية لليهود بشكل علني. وصرحت مؤخرا لصحيفة "بيلد" الألمانية بالقول "يجب ألا نسمح بحدوث مثل هذا الشيء. معاداة السامية يمكن أن تكون أيضا سببا للترحيل". لاشك أن الجدل القائم في ألمانيا حول معاداة السامية، يعود إلى تزايد حوادث مرتبطة بمعاداة السامية، من بينها حادث هجوم لاجئ سوري على شاب إسرائيلي كان يرتدي "كيباه" مؤخرا في العاصمة برلين، الأمر الذي أثار استياء شديدا خلال الفترة الماضية. ولعل قلق السياسيين الألمان من ازدياد هذه الظاهرة يعود إلى فظائع النظام النازي. فقد لقي أكثر من ستة ملايين يهودي حفتهم من قبل النازيين في عمليات منظمة، معظمهم قتلوا في معسكرات الاعتقال. ويمكن مشاهدة فظائع النظام النازي حاضرة في المتاحف الألماني، والتي تروي تفاصيل أحلك فصل في التاريخ الألماني الحديث. وفي كل مدينة ألمانية كبيرة توجد متاحف تؤرخ للحقبة النازية وآثارها على ألمانيا وأوروبا. ويسعى العاملون في هذه المتاحف للرد على جميع استفسارات الزوار، التاريخية منها بالذات. معسكرات الاعتقال والمعروفة بـ"Konzentrationslage" هي الأخرى أيضا حولت إلى متاحف يمكن زيارتها بصحبة مرشدين للحصول على معلومات مفصلة عما كان يجري هناك من ممارسات غير إنسانية. فظائع النظام النازي، وثقت أيضاً في الشوارع بألمانيا، وذلك من خلال "الحجارة التي يُتعثر بها"، والمعروفة بـ "Stolperstein". وهي عبارة عن صفيحة نحاسية لكلّ شخص اضطهد من قبل النازيين. وتم وضع هذه الحجارة أمام المكان الذي عاش فيه الشخص أو مكان عمله. تم إدخال الصفائح المعروفة باسم "الحجارة التي يتعثر بها المرء" في العام 1990 من قبل الفنان الألماني غونتر ديمنيغ، ورصفت أمام المنازل والمؤسسات في جميع أنحاء ألمانيا وأوروبا. ما يجب ألا تفعله: من غير المسموح في ألمانيا إظهار أي تقدير للعادات النازية. ترديد التحية النازية، بالقول "سيغ هايل" أو "هايل هتلر" هو أمر غير قانوني في ألمانيا، حسب المادة 86 (أ) من القانون الجنائي. ويمكن أن يواجه المذنب السجن لمدة تصل إلى ثلاث سنوات إذا ثبتت إدانته. وتحظر المادة 86 (أ) من القانون الجنائي أيضاً استخدام "رموز المنظمات غير القانونية" خارج نطاق البحث العلمي. وبالرغم من عدم وجود قائمة رسمية للرموز المحظورة بموجب القانون، فإن أي رمز يتعلق بالنازيين، بما في ذلك الصليب المعقوف ورمز سرب الحماية (المعروف أكثر بالحرفين "SS") محظور. و"سرب الحماية" هو قوة عسكرية غير رسمية كانت تخدم النازيين قبيل وصولهم إلى السلطة، ثم أصبحت تابعة للجيش النازي، وكانت مهمتها إدارة معسكرات الاعتقالات سيئة الصيت، ودخلت معارك خلال الحرب العالمية الثانية وكانت تحت قيادة الجنرال النازي هانيرنيش هملر. ويعد إنكار المحرقة "الهولوكوست" أمرا غير قانوني أيضا في ألمانيا وذلك وفقاً للمادة 130 من القانون الجزائي. ومن ثبتت إدانته في إنكار "الهولوكوست"، يمكن أن يقضي عقوبة السجن من ثلاثة أشهر إلى خمس سنوات أو يدفع غرامة. من غير المسموح في ألمانيا ترديد أول مقطع من "أغنية ألمانيا". تتألف هذه الأغنية من ثلاثة مقاطع، والمقطع الثالث منه الآن هو النشيد الوطني الألماني، الذي يبدأ بـ"Einigkeit und Recht und Freiheit" والتي تعني (الوحدة والحق والحرية)، بينما كان المقطع الأول منه والذي يبدأ بـ"ألمانيا، ألمانيا فوق كل شيء"، نشيداً للنازيين، ولذلك فمن غير المقبول في ألمانيا غناء المقطع الأول منه. م.ح/ د.ص
مشاركة :