أبوظبي (الاتحاد) أكد مقال بمركز «يوروبيان آي أون راديكاليزايشن»، المنصّة التي تجمع خبراء من أوروبا في مكافحة الإرهاب أنه يجب على الحكومات والمؤسسات الغربية التعامل مع تداعيات التقارير التي نشرتها الصحف الغربية مؤخراً حول تفاصيل قيام النظام القطري بدفع مئات الملايين من الدولارات لجماعات متطرفة شيعية وسُنية ضمن صفقة لإطلاق سراح قطريين كانوا محتجزين بالعراق. وأوضح جوزف براودي في المقال، أن ما تناولته وسائل الإعلام الغربية والحقائق التي نشرتها صحيفتا الواشنطن بوست ونيويورك تايمز في تقريرين، أكدا مصداقية تقرير سابق لفاينانشيال تايمز، أشار إلى أن الأموال خدمت هدفاً إضافياً، وهو التمهيد لصفقة تبادل سكاني بين 4 بلدات سنية وشيعية في سوريا، موضحاً أن التايمز أكدت في الوقت نفسه، أن قطر حاولت المساعدة في تسهيل هذه الصفقة التي أطلقتها طهران، لتعزيز سيطرتها، وسيطرة حزب الله على مناطق قرب دمشق. وقال براودي، إن هناك أربعة كيانات مصنفة من قبل الحكومة الأميركية راعية للإرهاب: الحرس الثوري، كتائب حزب الله في العراق، جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة، وأحرار الشام، هي التي استفادت من هذه الصفقة. وأوضح أن هناك ثلاثة استنتاجات محتملة ذات أهمية خاصة تتعلق بهذه المسألة أولها، كذب المسؤولين القطريين، مشيراً إلى أن ذلك اتضح من رد السفير القطري في الولايات المتحدة، الشيخ مشعل بن حمد آل ثاني على تقرير روبرت وورث في نيويورك تايمز بالقول، إن «قطر لم تدفع فدية»، واصفاً الاتهامات لقطر بدعم المجموعات الإرهابية بـ «الخاطئة». وحاول السفير أيضاً أن يشرح أن الأموال القطرية المدفوعة إلى العراق شكلٌ من أشكال المساعدة الحكومية هدفها، «تعزيز العلاقات الثنائيّة» بمقدار ما هي مساعدة على تحرير الرهائن، غير أن ما ورد في تقرير الواشنطن بوست، وما تناوله من وثائق عن الاتصالات القطرية تفند ادعاءات السفير. وأوضح أن الاستنتاج الثاني يتعلق بأنه يبدو أن بعض الدعم المقدم من قطر للإرهابيين قد يكون خياراً استراتيجياً مقصوداً، إلا أنه في حالات أخرى قد ينتج هذا الدعم عن تهور مطلق. وقال: أشارت تحليلات سابقة إلى أن دبلوماسيين غربيين اشتبهوا في أن الفدى كانت أقرب إلى وسائل لتأمين المساعدة إلى الإرهابيين، تحت ستار خدعة معقولة، موضحاً أن تقريري الواشنطن بوست ونيويورك تايمز لا يناقضان الفرضية بالكامل، ويقدمان أمثلة عن عدم عمل المسؤولين القطريين بالطريقة المنهجية التي تحدث عنها الدبلوماسيون الغربيون. ونقل عن مقال نيويورك تايمز القول، إن «القطريين كانوا أقرب إلى الغباء منه إلى الدناءة، إنهم سكارى بأموال الغاز الطبيعي، وعميان عن تداعياتها القاتلة. رموا أموالاً في جهود خرقاء للتلاعب بسياسات منطقة هشّة، ليجدوا أن الطاولة انقلبت عليهم». كما أكد أن حكومة تتصرف بشكل عشوائي، وتوزع الأموال على جماعات مسلحة وسط حريق إقليمي، تكون في بعض الأحيان أخطر من حكومة تتصرف بفاعلية وتجانس مهما تكن سياساتها خاطئة التوجه. وأشار إلى أن الاستنتاج الثالث يكمن في أن الأموال القطرية ساعدت النظام الإيراني للمحافظة على سلطته وسياساته. وعلى ضوء حجم الأموال الذي أشير إلى تحويلها للحرس الثوري ووكلائه، يبدو أن الدوحة أمنت شريان حياة لسياسات طهران الداخلية، في حين كان الاقتصاد الإيراني يعاني تأثير العقوبات الدولية.
مشاركة :