أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين على أن الجمعية باتت تمثل صرحاً وطنياً خيرياً ينوب عن المجتمع في التصدي لقضية الإعاقة من خلال منظومة من البرامج الخدمية والتوعوية الرائدة، مشدداً على أن هذه المؤسسة تفردت على مدى ثلاثين عاماً بتاريخ حافل بإنجازات يلمس مخرجاتها الجميع، وبخاصة المئات من الأسر الذين تجاوز أبناؤهم حواجز الإعاقة، وباتوا عناصر فاعلة في مسيرة الحياة. وكشف سموه عن تنامي ميزانية تشغيل مراكز الجمعية ومشروعاتها الخدمية بشكل ملحوظ خلال السنوات العشر الأخيرة، معلناً أن الميزانية تضاعفت لتصل إلى رقم غير مسبوق، وتلك الميزانية مخصصة لبرامج الرعاية والأعمال الإنشائية في المشروعات الجديدة. وذكر سموه أن الدعم والرعاية اللتين تحظى بهما الجمعية منذ تأسيسها من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وحكومة المملكة وكذلك التفاعل والمساندة من أهل الخير يجسدان الثقة التي تتمتع بها الجمعية عطفاً على دورها الوطني الإنساني. وأوضح "أن جهود الجمعية موجهة في المقام الأول للعمل على زيادة فرص الاستفادة من خدماتها للمحتاجين عبر توسيع نطاق هذه الخدمات، ورفع طاقة استيعاب المراكز، وكفاءة مخرجاتها، وتحديث وتطوير تجهيزاتها، وقدرات كوادرها لمواكبة هذا التوجه، والسعي لبلورة استراتيجية الجمعية الهادفة للوصول بخدماتها إلى مواقع الكثافة السكانية في مختلف مناطق المملكة، ضمن خطتها الطموحة للأعوام القادمة، وتسخير الطاقات والقدرات لتذليل أي صعوبات يمكن أن تعترض مسيرتها نحو هذا الهدف". وفي تقرير سبق وأصدرته الجمعية أشارت إلى أنها تواجه عدة تحديات أمام خططها للتوسع في الخدمة وإيصالها إلى المناطق التي تحتاجها، في مقدمة تلك التحديات ندرة الكفاءات الوطنية المتخصصة في مجالات التأهيل والرعاية، وكذلك الحاجة لتوفير مصادر دخل ثابتة ودائمة تسهم في دعم نفقات تشغيل المراكز وما تقدمه من خدمات مجانية للآلاف من الأطفال، وكذلك صعوبة الحصول على منح الأراضي اللازمة لإنشاء مراكز جديدة في المناطق المحتاجة للخدمة، إضافة إلى العقبات التي تفرضها بعض اللوائح. وأشار التقرير إلى أنه امتداد للمساعي فيما يتعلق بتأمين روافد دعم مالية للجمعية لها سمة الديمومة والتنامي، فهناك الكثير من المشروعات تنفذ حاليا وأخرى قادمة وتشرف لجنة المشروعات في الجمعية على سير أعمالها، والدفع نحو استكمال، وإنجاز كافة مراحلها وفق البرنامج الزمني المقرر لذلك. هذا وتتضمن مسارات عمل الجمعية أربعة محاور هي: إيصال برامج الخدمات وتجويد الأداء، تنمية الموارد المالية، وتحقيق التمويل الذاتي، ترسيخ الوعي المجتمعي تجاه الإعاقة، إضافة إلى تطبيق الشفافية المالية والحوكمة الإدارية. من جهة أخرى تشير لغة الأرقام إلى تحقيق معدلات قياسية في أعداد الأطفال الذين استفادوا من برامج الرعاية العلاجية والتأهيلية والتعليمية والتربوية والاجتماعية، وتطبيق أنظمة متابعة وتحفيز لأسر الأطفال لتجاوز الصعوبات التي تحول دون الالتزام بمواعيد العيادات والمدارس، كما تواصل بشكل إيجابي برنامج دمج الطلاب خريجي الجمعية في مدارس التعليم العام. ومع استحداث التجهيزات التقنية لوحدات العلاج الطبيعي والعلاج الوظيفي في عدد من المراكز، والاستعانة بوسائل مساعدة شهدت المراكز تحقيق نقلة نوعية في إكساب العشرات من الأطفال مهارات حركية وعقلية جديدة، هذا إلى جانب تكثيف أعداد ونوعية جلسات التأهيل بشكل قياسي. ولإعطاء الأولوية لخدمات الرعاية والتأهيل في أداء المراكز، باعتبارها المحور الرئيس في استراتيجية الجمعية، تدرس الأمانة مع فريق العمل واللجنة المختصة والمركز الاستشاري قصر النشاط في بعض مراكزها على خدمة الأطفال، وتصنيفها كمراكز خدمة. وتلبية لرغبات العشرات من أولياء الأمور في الاستفادة من إمكانات مراكز الجمعية وخبرات فرق التأهيل بها، أقرت لجنة الرعاية بالجمعية برنامج للرعاية التأهيلية المسائية ونال تأييد وزارة التنمية الاجتماعية ليتيح للأطفال الذين لا تنطبق عليهم الشروط الحصول على جلسات تأهيل مسائية مكثفة مقابل تكلفة رمزية. وعلى مسار تنمية الموارد المالية، وتحقيق التمويل الذاتي: تواصل الجمعية بنجاح خطتها الاستراتيجية لتوفير مصادر تمويل ثابتة عبر محاور عدة في مقدمتها: المشروعات الخيرية الاستثمارية، ويمثل مشروع "خير مكة" حجر الزاوية في هذا المسار، إلى جانب مشروعات استثمارية في المناطق التي تحتضن مراكز الجمعية، أما المحور الثاني في هذا الصدد فهو اتفاقيات الشراكة طويلة المدى مع الشركات والمؤسسات الوطنية. وعلى مسار الشفافية المالية والحوكمة الإدارية: تم إنجاز برنامج تطوير آليات ولوائح ونظم العمل وإجراءاته وإعادة هيكلة الجمعية ومراكزها في مسعى لرفع كفاءة قواها العاملة وتعظيم مخرجات العمل. وفي ظل توجهات جهة الإشراف الممثلة في وزارة العمل والتنمية الاجتماعية للنهوض بالجمعيات الخيرية لتصبح ذات طبيعة تنموية، تواصل الجمعية بناء قدراتها واستثمار إمكاناتها وأصولها لتعظيم مساهمة عائداتها في نفقات تشغيل مراكزها ونشر مظلة خدماتها وتطويرها. وفي هذا الاتجاه سعت الجمعية لدى جهة الإشراف لتحصل على تصنيف "جمعية نفع عام" الذي يعطيه أحقية التعاقد مع أي جهة حكومية أو خاصة لإدارة مؤسسة تابعة لها، أو تنفيذ بعض مشروعاتها، أو برامجها أو خدماتها، التي تدخل ضمن اختصاصها. وعلى مسار ترسيخ الوعي المجتمعي تجاه قضية الإعاقة، عززت الجمعية دورها الوطني الرائد كقاطرة لبرامج التوعية، وحشد المساندة المجتمعية ضد قضية الإعاقة بقدرتها على ابتكار مبادرات حظيت بتفاعل مميز من قاعدة عريضة من المجتمع، ومساندة ملموسة من الجهات الحكومية المعنية ومنشآت القطاع الخاص المهتمة ببرامج المسؤولية الاجتماعية، وفي مقدمة مبادرات التوعية والتثقيف تبرز مبادرة "الله يعطيك خيرها"، والتي أحدثت حراكاً ملموساً كنتيجة لتوفر مقومات عدة في مقدمتها، مباركة القيادة ممثلة في تدشين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- لانطلاقتها على المستوى الوطني، كما واصلت الجمعية دورها الريادي في تبني برامج مميزة مثل برنامج جرب الكرسي، وجائزة الجمعية، وتوظيف المعوقين، وجائزة الأمير سلطان بن سلمان لحفظ القرآن الكريم للأطفال المعوقين.
مشاركة :